اعترافات.. رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما..
فى خطبته الشهيرة في جامعة القاهرة بتاريخ 4 يونيو2009م، اعترف الرئيس الأمريكي أوباما بفضل العلماء المسلمين على الحضارة الغربية قديماً وحديثاً، فقال:
"لقد أثبتت المجتمعات الإسلامية منذ قديم الزمان، وحتى عصرنا الحالي، أنها تستطيع أن تتبوأ مركز الطليعة في الابتكار والتعليم. إنني أدرك بحكم دارستي للتاريخ، أن الحضارة مدينة للإسلام، الذي حمل معه- في أماكن مثل الأزهر- نور العلم عبر قرون عدة، الأمر الذي مهّد الطريق أمام النهضة الأوروبية وعصر التنوير، ونجد روح الابتكار الذي ساد المجتمعات الإسلامية وراء تطوير علم الجبر، وكذلك البوصلة المغناطيسية، وأدوات الملاحة، وفن الأقلام والطباعة، بالإضافة إلى فهمنا لانتشار الأمراض وتوفير العلاج المناسب لها. حصلنا بفضل الثقافة الإسلامية على أروقة عظيمة، وقمم مستدقة عالية الارتفاع، وكذلك على أشعار وموسيقى خالدة الذكر، وفن الخط الراقي، وأماكن التأمل السلمي، وأظهر الإسلام على مدى التاريخ، قلباً وقالباً، الفرص الكامنة في التسامح الديني والمساواة ما بين الأعراق. أعلم كذلك أن الإسلام كان دائماً جزءاً لا يتجزأ من قصة أمريكا، حيث كان المغرب هو الدولة الأولى التي اعترفت ببلدي. وبمناسبة قيام الرئيس الأمريكي الثاني جون أدامس عام 1796 بالتوقيع على معاهدة طرابلس، كتب ذلك الرئيس: "إن الولايات المتحدة لا تُكِنُّ أي نوع من العداوة تجاه قوانين المسلمين أو ديانتهم، أو حتى راحتهم". ومنذ عصر تأسيس بلدنا، ساهم المسلمون الأمريكان في إثراء الولايات المتحدة. لقد قاتلوا في حروبنا، وخدموا في المناصب الحكومية، ودافعوا عن الحقوق المدنية، وأسّسوا المؤسسات التجارية، كما قاموا بالتدريس في جامعاتنا، وتفوقوا في الملاعب الرياضية، وفازوا بجوائز نوبل، وبنوا أكثر عماراتنا ارتفاعا، وأشعلوا الشعلة الأولمبية. وعندما تم أخيرا انتخاب أول مسلم أمريكي إلى الكونغرس، قام ذلك النائب بأداء اليمين الدستورية، مستخدماً في ذلك نفس النسخة من القرآن الكريم التي احتفظ بها أحد آبائنا المؤسسين، توماس جيفرسون، في مكتبته الخاصة..."
هذا جزءٌ بسيط من الخطاب، يظهر لنا أن الولايات المتحدة الأمريكية تستنزف منذ زمن العلماء المسلمين من أوطانهم، حيث توفر لهم كل المغريات. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تسمح الدول العربية- وبالأخص الخليجية منها التي تمتلك ثروات طائلة- لماذا تسمح لهذه العقول بالهجرة؟ حتى لو كانت هذه العقول العربية غير خليجية، ألا نستطيع توفير ما توفره أمريكا لهم؟ بعقولهم شاركوا بجعل أميركا في الصدارة، فلماذا لا تستفيد أمتنا منهم؟ أعداد هؤلاء العلماء لا تحصى، وأسماؤهم بعضها نعرفه وأكثرها نجهله، من أشهرهم في الوقت الحالي: فاروق الباز، ولد في 1 يناير 1938، وهو عالم مصري أمريكي، عمل مع وكالة ناسا للمساعدة في التخطيط للاستكشاف العلمي للقمر، كاختيار مواقع الهبوط لبعثات أبولو، و تدريب رواد الفضاء. أحمد حسن زويل، عالم كيميائي مصري أمريكي، حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999 لأبحاثه في مجال الفيمتوثانية، وهو أستاذ الكيمياء وأستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. الجدير بالذكر، أن معظم العلماء يقبلون العروض الغربية، وقلّة هم من يرفضوها، ويحضرني منهم: سميرة موسى، أول عالمة ذرة مصرية عربية، ولُقبت باسم ميس كوري الشرق، و هي أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً). وقد سافرت للدراسة في بريطانيا ومن ثم في الولايات المتحدة الأمريكية حيث وجهت لها دعوة لزيارة المعمل السري للطاقة النووية، كما تلقت عرضاً للجنسية الأمريكية، ولكنها رفضتها وفضلت العودة إلى مصر.
ولعلنا نستمع لكلام الأستاذ القدير هشام الزياني ( تحية له )الدائم عن العلم والاهتمام به،وأذكر هنا ما ذكر الاسبوع الماضي في عمودة عن تجربتي سنغافورة وماليزيا اللتين أستثمرتا في العلم والعلماء، فأصبحتا من ضمن النمور الآسيوية، وبهذا نحاول أن نتدارك التأخر الذي نحن فيه، فأن نصل متأخرين، خيرٌ من أن لا نصل أبداً..