كتب ـ عادل محسن:
أمر رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، بمتابعة الحالة الإنسانية لأسرة أم عبدالله وتوفير السكن المناسب لها، وتأمين احتياجات أبنائها المدرسية ومستلزماتها المعيشية، حرصاً منه على أن ينعم كل فرد من الأسرة بحياة كريمة.
وتأتي توجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد للمؤسسة الخيرية الملكية، بناءً على القضية الإنسانية المنشورة في “الوطن” في عددها الصادر أمس تحت عنوان “عائلة بحرينية من 7 أشخاص تعيش بسيارة على البحر”.
واهتم سموه بالقضية تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك المفدى الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية، ودور المؤسسة في النهوض بواجبها الإنساني والاجتماعي الأكثر شمولاً، لتخفيف أعباء الحياة عن الأسر المحتاجة، والوقوف بجانب ذوي الحاجات أفراداً وهيئات، لتيسر لهم ما يعينهم على متطلباتهم الضرورية، ومد يد العون ليحظى الجميع بحياة كريمة.
وباشرت “الخيرية الملكية” بمتابعة مشكلة أم عبدالله باهتمام بالغ، والاتصال بها واستضافتها وأبنائها في مبنى المؤسسة، والعمل على توفير السكن المؤقت المناسب والاحتياجات اللازمة لها ولباقي أفراد أسرتها.
بدورها توجهت أم عبدالله بخالص الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ ناصر بن حمد على استجابته السريعة، والاهتمام بها وبأبنائها وتوفير السكن المناسب لهم ومساعدتهم على مواجهة أعباء الحياة والعيش الكريم.
وكانت “الوطن” أوردت مشكلة أم عبدالله ونقلت معاناتها “أم عبدالله وأبناؤها الستة يعيشون في وطنهم كاللاجئين بعد أن قست عليهم الحياة، وكان مصيرهم أن يقطنوا بسيارتهم المستأجرة أمام البحر الذي يستمع لهمومهم كل ليلة قبل أن يناموا، وأمست السيارة منزلهم الصغير بعد أن عصفت بهم أحوال الدنيا ولم تهتم أي جهة بمشكلتهم الأساسية، وهي إدمان الأب على الخمور وتهديد طليقته بالقتل بعد أن اعتدى عليها بالسكين وأصابها مع ابنتها، ومنذ ذلك اليوم لم تعد إلى المنزل ولم يوفر الزوج مبلغ إيجار المنزل بعد أن ألزمته بذلك المحكمة، وتحدثت أم عبدالله للوطن عن معاناتها وتتساءل كيف أستقبل المدارس وأنا بهذا الحال؟ ولماذا لا أحصل أنا وأبنائي على سكن لائق؟”.
لاقت قضية أسرة أم عبدالله وسكنها في سيارة مستأجرة على شاطئ البحر، اهتماماً بالغاً على مختلف الصعد الرسمية والشعبية، وأمر رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية بتوفير مسكن مناسب للأسرة، وتوفير احتياجات أبنائها للمدارس ومستلزماتها المعيشية، فيما خصّصت وزارة التنمية الاجتماعية راتباً شهرياً لأم عبدالله.
وتلقت “الوطن” اتصالات من جهات حكومية ونواب ومواطنين للاستفسار عن القضية المثارة على صفحاتها، ولاقى الموضوع صدى واسعاً بالموقع الإلكتروني للصحيفة وحصد آلاف القراءات، وانتشر بمواقع التواصل الاجتماعي في “تويتر” و«فيس بوك”. ووسط اهتمام المواطنين بقضية العائلة، عرضت أكثر من جهة توفير سكن مؤقت للعائلة كي لا تضطر للنوم مجدداً على الشاطئ في سيارة صغيرة مستأجرة.
سرعة الاستجابة
وتلقت “الوطن” اتصالاً من مكتب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وآخر من المؤسسة الخيرية الملكية أكدت اهتمام سمو الشيخ ناصر بن حمد بقضية أم عبدالله وأنه أصدر أوامره لمساعدتها.
وذكرت أم عبدالله في اتصال هاتفي مع “الوطن”، أن المؤسسة قدمت لها مبلغاً مالياً لتأجير شقة سكنية تناسب عائلتها، ولفترة مؤقتة، تمهيداً لمنحها وحدة سكنية، وتوفر لها مبلغاً شهرياً أيضاً.
9 أشهر من المعاناة
وأضافت أم عبدالله “أسعدني كثيراً التفاعل الكبير مع قصتي المأساوية، ما يدل على طيبة أهل البحرين وسعي القيادة الرشيدة لتوفير الحياة الكريمة لكل مواطن، وكثيرون تساءلوا عن سبب طرح قصتي عبر “الوطن”، ما لا يعلمه الجميع أن مأساتي مستمرة منذ 9 أشهر وطرقت أبواباً كثيرة دون أن أحصل على جواب شاف”.
وقالت “فور نشر القصة عبر صحيفة الوطن تفاعل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مع حالتي، رغم أني لم ألجأ سابقاً للمؤسسة الخيرية الملكية، وبالمقابل حاولت كثيراً مع جهات أخرى دون جدوى قبل أن تعاود الاتصال بي بعد نشر الخبر، وبادرت بمساعدة تأخرت كثيراً ولم يشعروا خلالها بمعاناتنا، وها أنا أودع البحر بعد أن تحملني طويلاً بفضل من الله ثم بتوجيهات جلالة الملك المفدى الرامية لتوفير السكن اللائق لكل مواطن”. وكانت “الوطن” علمت بقصة أم عبدالله صدفة عبر”الفيس بوك”، وتواصل أحد المواطنين لبيان حالتها وما تعانيه من حياة اجتماعية، وتواصلت “الوطن” بعدها مع المواطنة وإيصال صوتها للمعنيين ممن تفاعلوا مع القصة وبينها وزارة التنمية الاجتماعية، فيما عرضت عليها دار الكرامة شقة ضمن الدار، والمجلس الأعلى للمرأة ومحافظتي العاصمة والمحرق، والنائبة ابتسام هجرس ومجموعة من المواطنين، وتناقلت “الكروبات” الإخبارية بوسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية قصة أم عبدالله وتفاعل معها المغردون بـ«تويتر”. فرحة أم عبدالله وأطفالها الستة كانت كبيرة، ولم يدر بخلدهم أن وضعهم سيتغير بعد ساعات معدودة من نشر تفاصيل قصتهم المأساوية عبر صفحات “الوطن”.