حذر الأمين العام لجمعية المنبر الوطني الإسلامي علي عبد الله بعض الجمعيات السياسية من تكرار أخطاء العام الماضي والمتمثلة في الزج بالعملية التعليمية وإقحامها في أتون الخصومات والمنازعات السياسية والخلافات الفئوية والطائفية واستغلال الطلاب بطريقة مسيئة ومهينة من خلال حشدهم ضد هذا التيار أو تلك الجهة.
وقال عبد الله إن هذا الأمر يعد جريمة ولايجب أن يسمح به أو أن يمر، ودعا وزارة التربية والتعليم والجهات الأمنية تطبيق القانون والتصدي بكل قوة وحسم كل من يحاول الاصطياد في الماء العكر ويبث روح العنف والانتقام والطائفية في نفوس الطلاب من أجل تحقيق مكاسب فئوية ضيقة على حساب المصالح العليا للبلاد.
وأضاف الأمين العام لجمعية المنبر أن البحرين لم تعد تحتمل مثل هذه التصرفات التي تتعارض مع القانون والدستور ومبادىء منظمة اليونسكو ومبادىء حقوق الإنسان وتدفع بالمجتمع إلى انقسام حاد وخطير وتؤجج روح العداء بين أبناء المجتمع الواحد. وطالب المحتجون أن يتوقفوا عن محاولة إخراج التعليم عن مساره الأساس واستغلال الطلاب في عمليات التحشيد والمسيرات، معتبراً ذلك خروجاً عن الدور الحقيقي للتعليم وعرقلة واضحة لتشكيل مواطنة مستنيرة.
وهنأ عبد الله المعلمين والطلاب وأولياء الأمور بالعام الدراسي الجديد، معرباً عن أمله أن يكون بداية جديدة في الاستفادة من إسهامات الطلاب في تحقيق تقدم ورفعة الوطن من خلال مناهج تغرس في نفوسهم حب الوطن والمواطنة التي تحرص على الوحدة والتجمع لا الفرقة والخلاف، وعلى استقرار وأمن المجتمع والدفاع عن هويته وحضارته والتمعن في ثقافته وتاريخه والاقتداء برموزه التاريخيين المخلصين الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل أن يحيا الوطن بهويته العربية والإسلامية عزيزاً أبياً مستقلاً.
وقال الأمين العام للمنبر “إن على وزارة التربية أن تلتزم بتقديم رؤية استراتيجية من خلال توفير تعليم عالي الجودة للجميع كحق أساس من حقوق الإنسان والإسهام في إيجاد شباب يؤمن بالمواطنة المستنيرة في مجتمع المعرفة في ظل عقد اجتماعي جديد قائم على الديمقراطية والحرية والعدل الاجتماعى.
وطالب الوزارة بضرورة حل مشكلة تكدس الطلبة والطالبات بالصفوف ولتهيئة جو صحي ومناسب حتى يتمكنوا من الاستيعاب الجيد، وشدد على ضرورة الاهتمام بالمعلم باعتباره العمود الفقري للعملية التعليمية والسعي دائماً إلى تطوير أدائه من خلال برامج ودورات تدريبية وتحسين أحواله المعيشية بما يتناسب مع دوره العظيم في تعليم وتربية الطلاب وتنشئتهم التنشئة الصالحة.
وتمنى عبد الله أن يكون العام الدراسي الجديد بداية لتصحيح مسار الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ العام الماضي وأن يكون بالنسبة لهم انطلاقة كبرى نحو مستقبل باهر لهم.
من ناحية آخرى، حذّرت جمعية الإصلاح، من محاولات البعض استغلال العام الدراسي الجديد، بدعوات للتظاهر والمسيرات واستخدام العنف وبث الطائفية بما يعطل مسيرة العملية التعليمية في البلاد، ويؤثر بالتالي على مستقبل البلاد، مؤكدة أن التعليم يمثل مسألة أمن قومي وأي تنحية له عن مساره الأساسي يعد تهديداً صارخاً لأمن البلاد واستقرارها.
وقالت “الإصلاح” إن:« رؤية وزارة التربية والتعليم حول البحث العلمي، وشغل الطلاب بها هي عامل مهم وأساسي في تحقيق الخروج من دائرة الطائفة والحزبية الضيقة ذلك أن الإيمان بأهمية تقدم الوطن وتنميته سوف يطغى على هذه الحسابات التي لا طائل من ورائها سوى هدم المجتمع، معربة عن خالص التهنئة للمعلمين والطلاب بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد، وعن أملها أن يكون العام الجديد بداية لنجاحات طلابية في التحصيل الدراسي بما يسهم في تحقيق التقدم والتنمية ومستقبل أفضل لبلادنا العزيزة.
وقالت الإصلاح إن:« على وزارة التربية والتعليم، الاضطلاع بدورها الحقيقي الذي لا ينتهي عند التحصيل الدراسي فقط، بل يمتد ليشمل إنشاء جيل يؤمن بالمواطنة المستنيرة وبحب الوطن وبأهمية تقدمه ورفعته والحفاظ على مكتسباته والدفاع عن هويته وحضارته ويؤمن بأهمية الحوار في حل الأزمات وأن المجتمع للجميع، ويبتعد عن العنف واستخدام القوة وبث روح الطائفية. ودعت الإصلاح المحتجين وبعض الجمعيات بأن تتوقف عن تسييس العملية التعليمية وإبعادها عن التحزب حتى لا يحدث انقسام خطير داخل المؤسسة التعليمية يؤثر سلباً على مستقبل التعليم في البلاد، مطالبة بعدم استغلال الطلاب في عمليات الحشد السياسي ذلك لأنهم لا شأن لهم الآن بالعمل السياسي، واعتبرت أن عمليات الاستغلال التي تتم للطلاب بالمدارس ضد مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية التي يتشدق بها البعض. كما طالبت الإصلاح وزارة التربية، والجهات الأمنية بالتصدي لأية أعمال من شأنها تعطيل المسيرة التعليمية من خلال تسييس البعض لهذه العملية التي يجب أن تكون بمنأى عن كل الصراعات الحزبية والسياسية.