قالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن “العمران الآن وسيلتنا لحفظ المشروعات وتطويرها، لذا فمثل هذه المشروعات لا تمثل سوى النواة الأُولى التي تحتفظ بفكرة ما وتطورها على مدى الأجيال المقبلة”، مضيفة “نحتاج ألا تكون المشروعات في وطننا العربي عابرة أو استهلاكية، المنجز الثقافي اليوم يجب أن يكون إنتاجياً وتفاعلياً”.
وأشارت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، خلال عرض مكثف وشامل حول “تجربة البحرين الثقافية” شاركت به في مركز “ندوة دبي للثقافة والعلوم” في دولة الإمارات العربية، إلى خطتها المطروحة لعملية التنمية الثقافية، إضافة إلى الاستراتيجيات والأدوات الثقافية المختلفة، التي تتمكّن منها الثقافة من تكوين بنية مجتمعية مشتركة متفاعلة.
وتأتي مشاركة الوزيرة في ندوة دبي للثقافة والعلوم في إطار التبادل المعرفي ما بين دول الخليج العربي والتواصل الثقافي، حيث طرحت في تناولها أهم مشروعات البنية التحتية الثقافية التي تعمل على تأسيسها لتصل إلى أوجها خلال عام المنامة عاصمة الثقافة العربية 2012، وتستثمر فيها ثقافياً المكونات القيمية والحضارية والمعرفية والتاريخية، وتمهيداً لاستقبال عام المنامة عاصمة السياحة العربية 2013.
واستعرضت سلسلة من المشروعات المزمع إطلاقها في أواخر العام الحالي أو خلال العام المقبل، والتي تتوزع بصورة موسعة ومدروسة في مناطق المملكة بحسب طبيعة كل محيط، من بينها مشروع المسرح الوطني المخطط افتتاحه في منتصف شهر نوفمبر المقبل. إضافة إلى مشروع تطوير منطقة باب البحرين التي تحفظ حقبة حساسة من عمر المملكة متمثلة في موقع باب البحرين، وتطوير الساحة المواجهة له، مركز البريد، مركز شرطة باب البحرين وفندق البحرين، حيث تشكّل كل مكوّنات هذه المنطقة أهمية تاريخية وتراثية، وتوثيقاً لعقود اقتصادية واجتماعية مفصلية، سيتم الحفاظ عليها بدمج عمراني ما بين الخطوط المعاصرة والقيم التراثية والتقليدية في الهوية المعمارية. كما تناول العرض توضيحاً لمنطقة المجمع الثقافي، حيث المركز الإقليمي العربي لليونيسكو الذي تم تدشينه في يونيو الماضي إثر اتفاقية ما بين حكومة البحرين ومنظمة اليونيسكو.
وعرج العرض على مجموعة من المشروعات الأثرية والثقافية بمنطقة المحرق منها المكتبة الخليفية، سوق القيصرية الذي تم تفعيل الحياة الاقتصادية فيه وتشغيل دكاكينه.
وقالت إن الثقافة أولت اهتمامها بالمحطات الحياتية البحرينية والحقبات المرحلية التي مرّت بها المملكة، حيث تتجه إلى ترميم مدرسة الهداية الخليفية التي تعتبر أول مدرسة نظامية في البحرين، والتي سيتم استخدامها في توظيف عروض متحفية لرواية وسرد التاريخ التعليمي، وبالمثل فإن الوزارة تطمح خلال الفترة المقبلة إلى تنظيم عروض متحفية بقلعة الرفاع أيضاً. إلى جانب ذلك، فثمة تركيز على الإرث الإسلامي ومراحل التغيير في المعتقدات والعادات من خلال مشروع مركز زوار مسجد الخميس.
وأضافت “أما في ما يتعلق بالدور المعيشي والمهني، فيجسّد مصنع النسيج ببني جمرة خطوة مهمة في اتجاه حفظ الحرف اليدوية والمهن التقليدية. كما تم تقديم مشروع زوار شجرة الحياة كمشروع بيئي يُعنى بالحياة البحرينية الفطرية والبيئية ويسعى إلى تطوير العلاقات الإنسانية بالبيئة وتكرّس لمنظومة معلوماتية ومعرفية في المجال البيئي”.