الكاتبة المحترمة والأخت الفاضلة سوسن الشاعر
بمزيد من الاهتمام اطلعت على مقالك المنشور بصحيفة “الوطن” بتاريخ 10 سبتمبر 2012 تحت عنوان (القانون) الذي يدور مضمونه حول أهمية الالتزام بتطبيق القانون، ولا يفوتني أن أتوجه إليك بالثناء والتقدير على ما تتضمنه مقالاتك من إحساس مرتفع بالمسؤولية وشعور عالٍ بالوطنية وحرص محمود على مصالح الوطن العليا.
وفى هذا الإطار يهمني التأكيد على حرص وزارة الداخلية البالغ على تطبيق وتأكيد سيادة القانون، فهذا هو واجبنا الأساس الذي نذرنا أنفسنا من أجله، فنحن نعمل ليل نهار من أجل إنفاذ القانون وتوفير الحماية للأرواح والأعراض والممتلكات ومنع الجريمة والوقاية منها والعمل على ضبط مرتكبيها في حالة وقوعها، إيماناً من الوزارة أن ذلك يسهم بلاشك في إيجاد الأسس المتينة لبناء المجتمع والدولة ونظام الحكم الديمقراطي.
لقد عملت الوزارة منذ أكثر من عام ونصف على ضبط الموقف واحتوائه من أجل إتاحة الفرصة المناسبة للمعالجة الشاملة وقد تطلب ذلك الحضور الدائم في مختلف المواقف وهو أمر يحتاج إلى درجة عالية من الكفاءة والوعي والإحساس والالتزام بالمسؤولية الوطنية لدى رجال الأمن في التعامل مع العديد من المواقف، الأمر الذي فوت الفرصة على من كان يريد مزيداً من التأزم والتصعيد.
ولا يعني هذا أننا نتسامح أو نتهاون -لا قدر الله في تطبيق القانون- فنحن نتعامل من منطلق قوة وليس من منطلق ضعف مع جميع المواقف، وآخر دليل على ذلك ما تم اتخاذه من إجراءات منذ أيام قليلة فقد كان الموقف واضحاً مع المسيرة المخالفة للقانون التي حاول البعض أن ينظمها بالعاصمة حيث تم منعها والتعامل مع المخالفين للقانون بكل حزم حيث تم القبض على عدد من المتهمين، كما تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد جمعية الوفاق التي دعت إلى ذلك.
ولقد لمسنا الشكر من المواطنين على ضبط الموقف وما تم اتخاذه من إجراءات فلهم منا كل الشكر والتقدير، وأعتقد أنكِ تتفقين معي أن رجال الأمن يتحملون منذ مدة طويلة مسؤولية وطنية يتشرفون بحملها وهم في سبيل ذلك واجهوا الكثير من المتاعب وبذلوا العديد من التضحيات إيماناً منهم بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأهميتها في سبيل أن ينعم الآخرين بالسكينة والطمأنينة.
إن رجال الأمن يعملون جاهدين لضمان عدم عودة عقارب الساعة إلى الوراء، مع التأكيد على الوقوف بكل قوة في مواجهة من يحاول الإخلال بالأمن والاستقرار الذي تنعم به المملكة، وإننا نعمل جاهدين لعدم تكرار الظروف التي أرهبت الصغار وأبكت النساء في لحظات صعبة مررن بها، وإنه ليس من تراثنا أو ثقافتنا أن نترك مسؤولية أمننا ودفاعنا إلى نسائنا، فمكانتهن عندنا العزة والكرامة، ورجال أمن هذا الوطن المخلصون كثيرون وهم على العهد محافظون ومتأهبون ومستعدون وقد قدموا التضحية تلو الأخرى لحفظ أمن الوطن وتحقيق استقراره.
إن التواجد الدائم والمكثف لرجال الأمن بالشوارع والطرقات، وانتشار النقاط الأمنية المختلفة بكافة أرجاء المملكة، والظهور الثابت والمتحرك للدوريات الأمنية، والتفعيل المستمر للشراكة المجتمعية، وإعطاء دور أكبر للمحافظين، والاهتمام بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في المجالات الأمنية، كلها مظاهر تؤكد حرص الوزارة على تأكيد سيادة القانون وإنفاذه على الجميع.
إننا نؤمن أن المطلوب من الجهات التي تنفذ القانون أن تركز على حسن تطبيقه بما يضمن سيادة حكمه ونفاذه ضمن حدوده ونصوصه، دون تجاوز أحكامه وانتهاكه من أي طرف، فنحن نسعى للالتزام بروح القانون ونصه والالتزام بشروطه وضوابطه وتقدير الضرورة بحدودها، وتطبيق هذه المفاهيم هي التي تسهم بلاشك في سيادة القانون.
ولابد من التأكيد على أن هناك فرقاً كبيراً بين ضبط الموقف والتهور في المعالجة، وما حدث من تغيير في منظور الرأي العام في الداخل والخارج حول حقيقة ما حدث يدرك مدى الجهد الذي بذلته الدولة لإظهار الحقيقة وما هو حجم الدور الذي قدمه رجال الأمن لتحقيق ذلك.
الوكيل المساعد للشؤون القانونية
العميد محمد راشد بوحمود