عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل وإصابة العشرات بنيران قوات الأمن السورية في مدن عدة، فيما اطلق الموفد الدولي والعربي الخاص بسوريا الأخضر الإبراهيمي في القاهرة مهمته “الصعبة جداً” وسط دعوات للتحقيق في “جرائم حرب” قد تكون ارتبكت في البلد.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف إن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ روسيا أنه سيتنحى إذا اختار السوريون زعيماً آخر في انتخابات. ونقلت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية عن بوجدانوف قوله في مقابلة نشرت أمس بعد الاجتماع مع معارضين سوريين في باريس أن “النظام لايزال راسخاً” ويدعمه قطاع لا بأس به من السكان الذين يخشون من أولئك الذين قد يخلفونه.
كما أعلن أن روسيا تقترح على شركائها الغربيين تنظيم مؤتمر يضم “كل أطراف النزاع” في سوريا، أي ممثلين للمعارضة والنظام ومختلف الطوائف.
وفي أول زيارة له للمنطقة منذ توليه منصبه مطلع سبتمبر الجاري خلفا للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، قال الإبراهيمي “أدرك تمام الإدراك أن المهمة صعبة جداً، إلا أنني رأيت أن من حقي أن أحاول قدر المستطاع أن أقدم مساعدة للشعب السوري”.
وأضاف للصحافيين بعد محادثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي “أنني في خدمة الشعب السوري وحده”.
وتابع الإبراهيمي أنه سيذهب إلى دمشق خلال “الأيام القليلة المقبلة للقاء المسؤولين هناك وعدد من مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين” ، معبراً عن أمله فى لقاء الرئيس السوري بشار الأسد خلال الزيارة إذ قال “آمل ولكن لا أعرف”.
ومن المتوقع ان يلتقي الدبلوماسي الجزائري الرئيس المصري محمد مرسي ووزير الخارجية محمد كامل عمرو في وقت لاحق من اليوم.
وندد الإبراهيمي بالحصيلة “الهائلة” للضحايا في سوريا حيث قتل 27 ألف شخص بحسب أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ بداية الحركة الاحتجاجية منتصف مارس 2011 والتي سرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح.
وتواصلت أعمال العنف حيث حصدت عشرات القتلى والجرحى في مدن عدة خاصة في حلب وريف دمشق، وحماة ودير الزور وإدلب.
ودفعت أعمال العنف الدامية في سوريا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للدعوة امام مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى محاكمة المتورطين بارتكاب “جرائم حرب” في هذا البلد.
وقال بان في افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف والتي تستمر 3 أسابيع “علينا أن نتأكد من أن أي شخص، من كلا الطرفين، ارتكب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو انتهاكات أخرى للحقوق العالمية للإنسان أو للقانون الدولي الإنساني، سيساق إلى المحاكمة”.
بدورها، أدانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي “جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية” في سوريا وطلبت إجراء “تحقيق فوري” في مجزرة داريا حيث عثر على أكثر من 500 جثة قرب العاصمة السورية.
وقالت بيلاي “أشعر بصدمة عميقة من التقارير حول مجزرة داريا وأطلب تحقيقاً فورياً ومعمقاً في هذا الحادث واطلب من الحكومة تأمين وصول لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشكل كامل وبدون عراقيل”.
كما أدانت بيلاي انعكاسات النزاع على المدنيين و«استخدام أسلحة ثقيلة من قبل الحكومة وقصف مناطق مأهولة”.
دبلوماسياً، يعقد في القاهرة اجتماع رباعي على مستوى كبار مسؤولي مصر وإيران وتركيا والسعودية لبحث الأزمة السورية.
وأكدت إيران مشاركتها في أول اجتماع “مجموعة الاتصال” الرباعية حول سوريا التي اقترحت مصر إنشائها.
في الوقت ذاته، أعلن من الدوحة عن تأسيس “رابطة علماء الشام” كمرجعية دينية لمساندة الثورة السورية.
وتلا الشيخ كريم راجح رئيس الرابطة البيان ألتأسيسي الذي جاء فيه بالخصوص أن أحد أهدافها هو “دعم الثورة السورية المباركة والقيام بواجب جهاد الكلمة”.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الهولندية أن مجموعة “أصدقاء سوريا” ستلتقي في هولندا الأسبوع المقبل لتوسيع نطاق العقوبات وتشديد بعض الإجراءات ضد النظام السوري.
من ناحيته، أكد العميد مناف طلاس، وهو أرفع ضابط سوري ينشق عن النظام، لقناة فرنسية أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية تولت إخراجه من سوريا.
وقال طلاس في مقابلة مع قناة “بي اف ام” الإخبارية إن “أجهزة فرنسية ساعدتني في الخروج من سوريا وأنا أشكرها”.