الخليج أو الخور هو لسان مائي يشكل لوحة طبيعية جميلة تتوسط المدن وتقسمها إلى قسمين، تبنى على ضفتيها المباني التي تطفي على الممر منظر جمالي خلاب، كما إن الخور يعتبر متنفس للإنسان وإطلالة مائية تزدان بها المدن.
في السابق كان باب البحرين والسوق القديم وشارع الملك فيصل والكورنيش والمنطقة المجاورة تعج بالحياة، وتعتبر المكان المثالي للمواطن البحريني والسائح والمقيم، حيث إن العاصمة هي الواجهة الحضارية والثقافية للمملكة، لكن المتأمل في وضع المنامة في وقتنا الحالي لا يجد فيها الحيوية التي عهدناها، ولا يرى فيها البريق الذي تتمتع به أي عاصمة لأي بلد منفتح كالبحرين، التي تعتبر السياحة أحد مصادر دخله الوطني، إضافة لكون البحرين مركز مالي متميز في منطقة الشرق الأوسط، حيث خيم الظلام على شوارعها وأسواقها وربما تركت الأحداث المؤسفة التي شهدتها مملكتنا الحبيبة العام الماضي بقعة سوداء في ذاكرة المنامة، لكن من واجب الحكومة أن تعيد الحياة الجميلة إلى العاصمة.
مع الأسف هناك تخبط واضح ليس لمن يفهم في التخطيط المدني فقط وإنما للإنسان العامي البسيط، فالمنامة كانت تطل على شريط مائي طويل يمتد من جسر الشيخ عيسى بن سلمان حتى فندق المرديان “سابقاً” هذا الشريط المائي كان من المفترض استغلاله ليكون خور مائي جميل تبنى على ضفتيه المباني وتزدان به المنامة، هذا الخور إذا أحسن التخطيط له سيرفع من جمال عاصمتنا عالمياً، كما هو الحال في المدن العالمية التي تشقها الممرات المائية كمدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة وغيرها من المدن العالمية، كما إن هذا الخور لا تقتصر فائدته على المنظر الجمالي فقط وإنما له فوائد كثيرة منها السياحية والاقتصادية، كما إن قيمة الأرض على ضفتي الخور تتضاعف لأكثر من 3 أضعاف عن قيمتها الأصلية، إذاً فالفائدة كبيرة ولها مردود على المواطن “متنفس” ومردود مالي على الدولة “سياحي واستثماري” وتشجع على استقطاب الشركات الاستثمارية التي يهمها الموقع الحيوي لإقامة استثماراتها.
لذا نتمنى من الجهة المسؤولة عن التخطيط في مملكتنا الحبيبة العمل بجهد كي لا تفقد المنامة سمعتها الحضارية والاقتصادية، التي توارثتها لعقود من الزمن فليس من الحكمة أن تُهمل عاصمة المملكة بهذه الصورة فكثير من الدول تنفق أموال طائلة وتوكل أمور التخطيط، خاصة في عواصمها لكفاءات ذات نظرة ثاقبة في هذا المجال، حتى تستعيد المنامة رونقها وبريقها الذي نفتقده بسبب التخبط العمراني والتخطيط العشوائي للشوارع.
عبدالهادي الخلاقي