فيينا- (رويترز ) : إذا ما سنحت للنمسا الفرصة في أن تنهي مسلسل هزائمها السيئة امام جارتها ألمانيا فإن مباراة اليوم التي ستقام في فيينا ضمن تصفيات كأس العالم لكرة القدم تبدو الفرصة المناسبة للقيام بذلك.
ودخلت الدولتان في واحدة من اشرس الصراعات على صعيد اوروبا خلال حقبة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي الا ان التراجع المؤسف للنمسا حول اللقاءات الاخيرة الى سلسلة من الانتصارات للجارة الاكبر. وفازت المانيا باخر سبعة لقاءات جمعتها امام النمسا وسحقتها 6-2 في احدث لقاء العام الماضي خلال مشوار تصفيات بطولة اوروبا 2012 وسجلت 25 هدفا خلال تلك المباريات.
وكان اخر فوز للنمسا في عام 1986 كما كانت اخر مرة تجنبت فيها الهزيمة امام المانيا عندما تعادلت معها سلبيا قبل 20 عاما. ومع ذلك ستبدأ النمسا مشوارها في تصفيات كأس العالم 2014 بامل متجدد وهو ما يرجع في جانب منه للجيل الرائع من اللاعبين الذي يلعب اغلبهم في دوري الدرجة الاولى الالماني.
كما تبدو المانيا اكثر عرضة للتأثر عقب خروجها من الدور قبل النهائي لبطولة اوروبا 2012 بخسارتها امام ايطاليا ثم خسارتها 3-1 امام الارجنتين في مباراة ودية الشهر الماضي. وقدمت المانيا عرضا اقل من مستواها عندما فازت على جزر الفارو 3-صفر في اولى مباريات الفريق في تصفيات كأس العالم يوم الجمعة الماضي.
وعلى النقيض ساعدت المشكلات المالية التي تمر بها كرة القدم المحلية بالنمسا المنتخب الوطني حيث تفضل فرق مثل رابيد فيينا واوستريا فيينا الدفع بلاعبين محليين بدلا من اللاعبين المحترفين في الخارج.
ويلعب عشرة من بين تشكيلة النمسا في الدوري الالماني وهم من الوجوه المألوفة للمشجعين الالمان بما في ذلك كريستيان فوشيس الذي يلعب في شالكه واندرياس ايفانشيتز الذي يلعب في ماينتس ومارتن هارنيك الذي يلعب لشتوتجارب وسيباستيان برويدل الذي يلعب لفيردر بريمن. وكان احدث اللاعبين النمساويين المنضمين للدوري الالماني هو لاعب الوسط زلاتكو يانوزوفيتش الذي انضم الى فيردر بريمن عقب رحيله عن اوستريا فيينا.
ويمكن ان يصبح ماركو ارنوتوفيتش من الاسماء الواعدة في المستقبل إذا ما استطاع تجاوز المشكلات الانضباطية العديدة التي حالت بينه وبين الوفاء بوعده وادت إلى استبعاده من تشكيلة ناديه ومنتخب بلاده.
ويبدأ كل موسم بوعد من ارنوتوفيتش بطي صفحة الماضي الا انه استطاع هذه المرة الابتعاد عن المشكلات.
ويعد الشاب ديفيد الابا من أبرز الوجوه الصاعدة على صعيد تشكيلة النمسا كما إنه من العناصر الأساسية في بايرن ميونيخ الألماني الا انه سيغيب عن المباراة بسبب الإصابة.
وسيخوض السويسري مارسيل كولر مدرب النمسا أول مباراة رسمية له على الرغم من توليه المهمة منذ اكثر من عام. ولا زال كولر يتذكر متابعته للنمسا عندما استطاعت تحقيق فوز لا ينسى 3-2 على المانيا الغربية سابقا في كأس العالم 1978.