عواصم - (وكالات): تواصلت العمليات العسكرية وأعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس، في ظل انسداد آفاق الحل السياسي للأزمة السورية، وذلك بعد إعلان الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي نيته التوجه إلى دمشق خلال الأيام المقبلة، بينما أكدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ان عدد اللاجئين السوريين تخطى 250 ألفاً بسبب الأزمة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي عقده في برن إن “الممثل الخاص الإبراهيمي سيعقد قريباً اجتماعاً مع السلطات السورية بما في ذلك مع الرئيس الأسد، وهو سبق أن أجرى اتصالات مع جهات معنية رئيسية بهذا الملف”. وأكد بان كي مون أن “الأوضاع التي لا تحتمل” في سوريا يجب أن تنتهي، وإن “على الجانبين أن يوقفا العنف”.
وقال إنه يفهم شعور البعض بالإحباط بسبب شلل مجلس الأمن الدولي في التعامل مع الأزمة المتصاعدة في سوريا.
وكان أحمد فوزي المتحدث باسم الإبراهيمي قال إن الإبراهيمي سيزور سوريا “خلال الأيام القادمة”.
وفي باريس أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند استقبل رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وبحث معه خصوصاً الأزمة في سوريا.
وأوضحت الرئاسة الفرنسية في بيان أن هولاند والشيخ حمد الذي يقوم بزيارة خاصة لباريس “بحثا الوضع في سوريا وتطرقا إلى المبادرات المقبلة داخل مجموعة أصدقاء الشعب السوري وكذلك في إطار الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي سينعقد في نيويورك أواخر شهر سبتمبر الجاري”.
ورداً على اللقاء الأول الذي عقد في القاهرة وضم ممثلين لمصر والسعودية وتركيا وإيران لبحث الأزمة في سوريا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في مؤتمر صحافي “إن أرادت إيران الإسهام في الاستقرار الإقليمي، هناك عدد من الأمور يجب أن تقوم بها”، مضيفاً “يجب أن تكشف بدقة طبيعة برنامجها النووي، كما يجب أن تحترم قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وفي الإطار نفسه أشادت إيران بمساعي مصر بتشكيل “مجموعة اتصال” جديدة لحل الأزمة السورية، إلا أنها أعربت عن رغبتها في توسيع المبادرة لتشمل العراق وفنزويلا اللتين تعتبران من حلفائها.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عقب مشاركته في أول اجتماع لمجموعة الاتصال في القاهرة إن عرض مصر لاستضافة جلسة أخرى على مستوى الوزراء هو “خطوة إيجابية”، بحسب ما نقل عنه موقع الوزارة على الأنترنت. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في حديث نشرته صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية أن روسيا تقترح على شركائها الغربيين تنظيم مؤتمر يضم “كل أطراف النزاع” في سوريا، أي ممثلين للمعارضة والنظام ومختلف الطوائف، على غرار المؤتمر الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990”، في إشارة إلى مؤتمر الطائف في السعودية.
وفي عمان بحث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع نائب وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز الأوضاع في المنطقة والتطورات المتسارعة على الساحة السورية.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن فرنسا ساعدت عدداً من الشخصيات العسكرية السورية على الانشقاق عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أن بلاده “ساعدت” خصوصاً العميد المنشق مناف طلاس على الفرار من بلاده. وفي محاولة لتوحيد القوى المسلحة للمعارضة أعلن ضباط وقادة في الجيش السوري الحر إنشاء “مجلس عسكري ثوري” يضم كل التشكيلات والألوية والكتائب المقاتلة ضد قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، بحسب ما جاء في شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب الإلكتروني.
وقال أحد أعضاء المجلس الرئاسي الثلاثي العقيد عبد الجبار العكيدي، الذي سيقود المجلس العسكري الثوري، في الشريط “تم بعون الله تشكيل المجلس العسكري الثوري لمحافظة حلب الذي يضم جميع التشكيلات والألوية والكتائب في محافظة حلب”. وسيترأس المجلس العكيدي وعبد القادر الصالح ورضوان قرندل.
وأوضح ضابط آخر في شريط الفيديو أن الألوية التي ستتمثل في المجلس هي: التوحيد والفتح وصقور الشهباء والمعتصم بالله وأحرار سوريا ومحمد الفاتح وصقور الشام وحلب الشهباء والثورة الحلبية وتجمع كتائب أحفاد الرسول ودرع الأمة والحق.
ودان المجلس الوطني السوري المعارض تنفيذ إعدام ميداني في حق أكثر من 20 جندياً نظامياً على أيدي مقاتلين معارضين، مؤكداً أن هذا العمل جريمة “يقع منفذوها ومن أمر بها تحت طائلة القانون”.
ميدانياً، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في أحياء من دمشق، وفي بلدات في ريفها، في وقت تعرضت أحياء من مدينة حلب شمال البلاد لقصف مصدره القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين.
وتسببت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة بمقتل وإصابة العشرات.
من ناحية أخرى، أكدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ان عدد اللاجئين السوريين تخطى 250 ألفاً.
وقال المتحدث باسم المفوضية ادريان ادورادز في جنيف إن “الأرقام الأخيرة تظهر أن أكثر من ربع مليون لاجئ سوري مسجلون أو ينتظرون التسجيل في المنطقة”.
وفي الأردن أحصت المفوضية العليا 85 ألفاً و197 لاجئاً بينهم 35 ألفاً و961 ينتظرون التسجيل. من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية إن فريقاً تابعاً لها زار محافظة حمص السورية الأسبوع الماضي ووجد وضعاً إنسانياً “خطيراً ومتدهوراً” وإن واحداً من بين كل أربعة من السكان بحاجــة لمساعــــدات إنسانيــــة.