عواصم - (وكالات): استشهد وزير البيئة الإسرائيلي جلعاد إردان بضربة جوية سرية شنتها بلاده عام 2007 على منشأة دير الزور السورية قيل إنها مفاعل نووي، ملمحا إلى أن إسرائيل يمكن أن توجه ضربة ناجحة لإيران دون مساعدة الولايات المتحدة.
وأضاف “وفقاً لما تردد في ذلك الحين أيضاً لم يكن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش متحمساً للهجوم ولم يوافق على مشاركة الولايات المتحدة، وعلى كل حال اتخذت الخطوة الصحيحة”.
وكان إردان وهو عضو مؤثر في حزب “الليكود” اليميني الحاكم يرد على سؤال عما إذا كان بوسع إسرائيل أن تتحمل عواقب تعميق خلافها مع الولايات المتحدة التي رفضت مطلب نتنياهو بوضع “خطر أحمر واضح” يمكن في حال تجاوزه اللجوء إلى القوة مع إيران.
وأوضحت حكومة نتنياهو استعدادها لشن هجوم منفرد على إيران إذا اقتضت الضرورة رغم انقسام الرأي العام الإسرائيلي بشأن هذا الأمر ورغم المطالب الغربية بإعطاء الدبلوماسية فسحة من الوقت.
وصعد نتنياهو من تهديداته بمهاجمة إيران قائلاً إنه إذا رفضت القوى العالمية تحديد خط أحمر لبرنامج طهران النووي فلا يمكنها أن تطالب إسرائيل بعدم شن هجوم.
وأضاف للصحافيين من القدس المحتلة “العالم يطلب من إسرائيل ‘الانتظار فمازال هناك وقت وأنا أقول “ماذا ننتظر؟ إلى متى ننتظر؟” هؤلاء في المجتمع الدولي الذين يرفضون تحديد خطوط حمراء لإيران ليس لهم حق أخلاقي بوضع خط أحمر أمام إسرائيل”.
وتضاربت المواقف أمس الأول بين الولايات المتحدة وإسرائيل حيال إيران مع مطالبة تل أبيب واشنطن بوضع “خط أحمر” لطهران لمنعها من حيازة السلاح النووي، الأمر الذي رفضت واشنطن القيام به.
وتوالت في الساعات الأخيرة التصريحات المتضاربة للحكومتين في شأن الأزمة الإيرانية، ما يدل على استمرار الانقسام إزاء هذا الملف بين إدارة باراك أوباما وحكومة بنيامين نتنياهو.
وقالت صحيفة “هارتس” الإسرائيلية أمس أن مبعوثاً خاصاً للحكومة البريطانية قدم مؤخراً بشكل سري للقدس المحتلة لتحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي من شن هجوم أحادي الجانب على المنشآت النووية الإيرانية.
وأضاف التقرير أن القلق البريطاني من شن هجمة عسكرية على إيران “تعزز بعد فشل نتنياهو خلال مكالمة هاتفية بين الزعيمين في يوليو الماضي في تقديم إجابات واضحة ودقيقة على أسئلة كاميرون حول النوايا الإسرائيلية على الجبهة الإيرانية”.
في الوقت ذاته، أفاد مصدر دبلوماسي أن الدول الغربية أقنعت روسيا والصين بالانضمام إليها في إدانة التوسع المستمر للبرنامج النووي الإيراني خلال اجتماع لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من ناحية أخرى، ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن مجموعة من أعضاء البرلمان الإيراني تنتقد سياسات الرئيس محمود أحمدي نجاد حثت البنك المركزي الإيراني على التدخل في سوق العملة لدعم الريال “التومان” الذي سجل أدنى مستوياته هذا الأسبوع.
وسجلت العملة الإيرانية أقل مستوى على الإطلاق في السوق المفتوحة أمس الأول عند 25 ألفاً و650 ريالاً مقابل الدولار وهو نصف قيمته قبل عام بعد أن هبط نحو 17% منذ الخميس الماضي. وكانت العملة أكثر استقراراً اليوم.
ورغم عدم اتضاح السبب المباشر للهبوط الحاد يقول محللون إنه مؤشر جديد على أن العقوبات التي فرضت على برنامج إيران النووي المثير للجدل تنال من الاقتصاد كما يعكس حالة الارتباك إزاء سياسة العملة التي تتبناها الحكومة.
ويهدد هبوط الريال بصعود معدل التضخم ودفع رأس المال للهروب من إيران وإشعال انقسامات سياسية داخل البلاد. واتهم معارضو الرئيس أحمدي نجاد في المجلس التشريعي حكومته بالتباطؤ ما يفاقم المشكلة.