رغم تاريخه السابق كبطل قومي وأحد أبرز النجوم في الجيل الذهبي للكرة البولندية، تحول لاتو (61 عاماً)، إلى مسؤول غير محبوب يرمز إلى أوجه القصور العديدة التي تظهر في المنتخب البولندي قبل بداية مسيرته في “يورو 2012”. ورغم ذلك، لا يراود الأمل سوى عدد قليل من مشجعي المنتخب البولندي في إمكانية استعادة أمجاد السبعينيات من القرن الماضي. وخلال هذه الحقبة، نجح المنتخب البولندي في ترك بصماته على الساحة العالمية من خلال فوزه بالميدالية الذهبية في “أولمبياد ميونيخ 1972”، ثم فضية “أولمبياد مونتريال 1976”، كما أحرز المركز الثالث في “مونديال ألمانيا 1974”. وكان لاتو من أبرز النجوم الذين قادوا المنتخب البولندي لهذه الإنجازات والتي كانت مصدراً للفخر بالنسبة لآلاف المواطنين خلال الحقبة الشيوعية العصيبة. حيث توج هدافاً للـ«مونديال” وساعدته سرعته ومهارته في التسديد على إحراز سبعة أهداف ليصبح اللاعب البولندي الوحيد الذي يفوز بـ«الحذاء الذهبي” الذي يمنح لهداف البطولة وذلك على مدار تاريخ بطولات كأس العالم حتى الآن كما فاز في العام ذاته بلقب أفضل لاعب بولندي. ولكن لاتو فقد الجزء الأكبر من شعبيته بعد اعتزال اللعب في 1984. وبعد فترة قضاها كـ«سيناتور” في البرلمان البولندي، تولى رئاسة الاتحاد البولندي لكرة القدم. وساءت الأوضاع بشكل أكبر عندما أقال لاتو المدرب الهولندي ليو بينهاكر في العام 2009 عقب الخسارة أمام سلوفينيا (صفرـ3)، ما أخرجه من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات “مونديال جنوب أفريقيا 2010”. وكان هذا الإخفاق هو الحلقة الأولى في سلسلة السقطات التي قلصت شعبية لاتو كثيراً وجعلته شخصية مكروهة لدى مشجعي بولندا المتعصبين كما جعلت منه هدفاً للمزاح الساخر والقاسي على منتديات الـ«إنترنت”. وما يضاعف من عمق جراح لاتو أنه أقال بينهاكر عبر التلفزيون البولندي عندما صرح لأحد المراسلين بأن المباراة أمام سلوفينيا كانت الأخيرة للمدرب الهولندي وهو ما أغضب كثيرين حيث اعتبروها طريقة “غير محترمة”. كما ضاعف لاتو من غضب المشجعين بأمور أخرى مثل إزالة شكل النسر البولندي التقليدي عن زي المنتخبات البولندية وهو ما دفع الرئيس البولندي إلى إبداء استيائه قبل أن يعيد لاتو النسر إلى زي المنتخب. وتعهد لاتو وأقسم بأن يحارب الفساد عندما انتخب رئيساً للاتحاد العام 2008. وتوقع كثيرون أن هذا النجم الأسطوري صاحب التاريخ الرائع كلاعب سيفي بوعده ويعيد الاتزان إلى هذا الاتحاد الغارق في المشاكل. وقال بعد فترة قصيرة من انتخابه “أصررنا على تغيير صورة كرة القدم البولندية.. نصر على أن تسود الشفافية والنقاء وأن نتوج ذلك كله بالنجاح في يورو 2012”. ولكن لاتو نفسه خضع للتحقيق بعد ذلك أمام ممثلي الادعاء بسبب ظهور تسجيلات له ولسكرتير عام الاتحاد توضح تورطهما في فضيحة رشوة خلال بناء المقر الجديد للاتحاد. ونفى لاتو ما جاء في هذه التقارير ولكن الاتهامات الموجهة إليه تهدد بإفساد الأجواء وإثارة مزيد من الغضب لدى المشجعين بينما تضع بولندا اللمسات الأخيرة لانطلاق “يورو 2012”. وتعرض الاتحاد البولندي لأزمة جديدة بسبب توزيع نسبة 38 بالمائة فقط من التذاكر المخصصة له للبطولة وعدم طرح النسبة الباقية للبيع إلى الجماهير. وذكرت صحيفة “فاكت” البولندية في ذلك الوقت “لاتو منح التذاكر كهدايا إلى أصدقائه.. ما من شيء عجيب في أنه بهذه المعنويات المرتفعة دائماً”. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “برزيغلاد سبورتوفي”، أكبر صحيفة رياضية في بولندا على الـ«انترنت” أن نحو 96 بالمائة من المشجعين لا يرغبون في وجود لاتو في رئاسة الاتحاد. وفشلت محاولة جرت مؤخراً في مارس الماضي لإقصاء لاتو من رئاسة الاتحاد بعدما أخفقت بعض حالات التمرد في الضغط الكافي لإبعاده عن الاتحاد. ولم تهدأ الأوضاع سوى مع إيقاف قضية الفساد في نيسان الماضي خشية المجازفة والمخاطرة بصورة الاتحاد قبل “يورو 2012”.