بعد توقف السيارات عن الحركة لشهر كاملٍ، عادت إلينا رياضة الفورمولا1 بسباقين شيقين للغاية كان عنوانهما الرئيس «السرعة العالية» حيث تمّ إضافة بعض التحديثات والتعديلات البسيطة على السيارات بهدف الحصول على المزيد من السرعات العالية. فمعظم هذه التطويرات التي استخدمت على السيارات لن ترى النور في الجولات المتبقية من الموسم إلاّ فيما ندر. فقد أظهرت سيارة مكلارين قوتها عندما تمكنت من تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية على حلبات مختلفة التطلبات التقنية، وهذا ما يدّل على أنها أفضل سيارة حالياً على شبكة الانطلاق، فهذا لم يأتي من فراغ بل قام فريق ووكينغ بإدخال نظام جديد لتقليل قوّة الجّر المزدوجة، لا تزال تفاصيل عمله لحدّ الساعة مبهمة بعض الشيء. التعديل الكبير الذي ظهر على سيارة مكلارن في الجولة الـ 12 في بلجيكا تمثّل في ظهور جناح إضافي جديد تمّ وضعه فوق فتحات التهوية الخاصة بالمحرك، وهو تصميم مستوحى من فريق الساوبر ولكن بشكل متطور أكثر حيث تم التخلي عن الألواح العمودية التي كانت موجودة وإستبدالها بجناح واحد أفقي متصّل بأرضية السيارة، صحيح أنه مرتفع بعض الشيء ولكنه يهدف إلى تعزيز تدفق التيارات الهوائية في منطقة الوسط وجعلها تتجه بسلاسة فوق هيكل السيارة، بالإضافة إلى الاستفادة منه في القسم الخلفي من السيارة أيضاً. كما ظهرت جنيحات صغيرة على السيارة موضوعة أسفل مرايا الرؤية الجانبية بهدف تعزيز تدفق الهواء، أمّا هذا التصميم فهو مستوحى من سيارة الفيراري.
وقام الفريق بإستخدام جناح جديد على سيارة جنسن باتون لم يعرف الكثير عنه ولكنه عمل بشكل مثالي، وذلك ظهر جلياً وفقاً لنتيجة البريطاني في التجارب التأهيلية وسباق سبا-فرانكورشان. أما بخصوص التعديلات في السباق الإيطالي فقد تم الحفاظ على التعديلات السابقة إضافة إلى إزالة الأرفاف الجانبية على الجناح الأمامي. من جهة أخرى، أدخل فريق فيراري تعديلات على السيارة للحصول على السرعة العالية بتخفيض نسبة الـ«داون فورس» في الجناحين الخلفي والأمامي. ففي المقدمة تمّ التخلص من الأجنحة المصممة فوق بعضها البعض من أجل تخفيض الـ«داون فورس» وفي الخلف تم تعديل زاوية الجناح ورفعه إلى الوسط بشكل متحدب. أما في السباق الإيطالي فقد حافظ فريق فيراري على نفس تفاصيل التصميم للجناح الأمامي والخلفي مع تعديلات طفيفة فقط جعلته شبيه بجناح المكلارن خصوصاً في كيفية تفعيله، وفي الجزء السفلي تم التخلص من الجناح الصغير (مقعد القرد) وتعويضه بانحناء كبير للعارضة الأفقية أسفل الجناح. فريق مرسيدس كان سريع جداً على الحلبة البلجيكية بفضل نظام الـ«دي.آر.أس» المزدوج كما أنه قام باختبار نظام اللوتس المزدوج في محاولة منه لمقارنة النظامين. الفرق بينهما هو أنّ نظام المرسيدس يعتمد على استخدام الهواء الموجود على أطراف الجزء السفلي من الجناح الخلفي خلافاً لنظام فريق لوتس الذي يعتمد على القسم الوسطي. الفريق الذي حقق مفاجأة سارّة كان فريق ساوبر الذي سجّل مراكز تأهل ممتازة في بلجيكا ونتيجة ممتازة في السباق الإيطالي عبر اعتماده على جناح خلفي/أفقي – لا يولد أيّ «دوان فورس» (قوة سفلية). بالإضافة إلى إدخاله لتصميم جديد على الفرامل الخلفية لتبريدها بطريقة ذكيّة.
فريق ريدبول لم يقم مهندسوه بتقديم أيّة حلول جديدة على السيارة سوى تعديلات بسيطة، الشيء الوحيد الذي يستحق الذكر هو نفس التعديل الذي قام به فريق فيراري عبر تعديله للعارضة السفلية من السيارة أسفل الجناح الخلفي.