أكد الإعلامي المغربي ياسين عدنان أن مهمة الصحافي الأساسية هي “التحري والسؤال”، بينما تساعده باقي العوامل على إنجاح العمل.جاء ذلك خلال ورشته الإعلامية “خمسون بوصة ثقافة” المتخصصة في مجال البرامج التلفزيونية الثقافية، بمركز تسهيلات الإعلام بجامعة البحرين مؤخراً، ضمن فعاليات مبادرة “تنصيص”. وقدم الإعلامي خلال الورشة، مادة إعلامية دسمة للمشاركين المهتمين في مجال تقديم البرامج الثقافية، تناولت أهداف ومقاصد الورشة وهي الحاجة إلى الإعلام السمعي والبصري في تأهيل الجانب المجتمعي في مجال الثقافة، مؤكداً على ضرورة مثل هذه البرامج بعدما تخلت جميع القنوات الحكومية والخاصة عن مهمة إيصال الثقافة لمجتمعاتها ضارباً المثال في الولايات المتحدة الأمريكية التي استثمرت من شخصية “راعي البقر” أو “الشريف” في إيصال معاني وقيم نبيلة.كما عرض عدنان لمحة حول دور التلفزيون في الإنتاج الثقافي، مبيناً أنه إحدى الوسائل المؤثرة التي يجب استخدامها بكفاءة عالية في إيصال الأفكار والأطروحات الثقافية، وناقش مع المشاركين أهداف الورشة وأهميتها في محاولة للاتفاق عليها ليتم العمل جميعاً على فكرة أن من يعمل في الإعلام الثقافي يعد “مناضلاً” ومجاهداً في سبيل نشر الثقافة.وحلل عدنان مع المشاركين -بعد مشاهدة مقابلة ثقافية في أحد القنوات الفضائية بشكل نقدي جاد- الحلقة، وتم رصد جميع الملاحظات حول المذيع والضيف من قبل المشاركين، حيث استطاع المشاركون أن يحللوا جميع الأسئلة وحركات المذيع والضيف. وعلق عدنان على هذه المقابلة بأنها مثال يبرر للأذكياء عدم مشاهدتهم وتفاعلهم مع مثل هذه البرامج لأنها تستصغر عقله. واستعرض عدنان مع المشاركين لقاءً آخر اتسم بضعف حضور شخصية الضيف، أضاف في نهايته بأن المذيع فشل في إدارة الحلقة بسبب توجيهيه لأسئلة غير مفهومة وغير منطقية للمشاهد في ظل وجود ضيف ضعيف الشخصية لا يشد الانتباه.كما قدم عدنان محاضرة حول كيفية إعداد حوار صحافي جيد، وأشار إلى أن السؤال المركزي الذي يتطرق إليه المحاور هو الذي يعطي العلامة الكاملة والنجاح للاستضافة، كما بين أن من أهم الأسباب التي تساهم في رقي ونجاح الحوار الثقافي هي وضوح الهدف التي تنصب فيه أفكار الحوار، وأضاف “يمكن التأكد من حتمية نجاح أي حوار إذا كان سؤال المحاور صادراً عن معرفة شاملة بالموضوع”. وطبق المشاركون ما تم مناقشته في اليومين السابقين وذلك باستضافة المشاركة ياسمين السعيد للموسيقي محمد حداد موجه نادي الموسيقى بجامعة البحرين، حيث أعدت حواراً ثقافياً محوره ديوان “طرفة بن الوردة” للشاعر البحرين قاسم حداد والذي شاركه فيه ابنه محمد بعدد من المقطوعات الموسيقية.ووجه المشاركون الملاحظات التحليلية لمقدم الورشة ومقدمة اللقاء في أجواء تفاعلية مع ضيف الحلقة في محاولة لتعلم المزيد وتجنب الأخطاء في المرات القادمة من خلال استضافات أخرى.وأعطى عدنان تحليلاً وتفصيلاً كاملاً لمجريات الأيام الـ3 التي مضت وأهم النقاط الرئيسة، معبراً عن أمله في تخريج جيل من المقدمين البحرينيين المختصين في مجال الثقافة.