طرابلس - (أ ف ب): أعلن رئيس الحكومة الليبية المنتخب مصطفى ابو شاقور امس ان التحقيقات في الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي قطعت “شوطا طويلا”، مؤكدا ان “الاعتقالات تجري في الوقت الذي نتحدث فيه”، فيما ذكر مسؤولون امريكيون ان وحدة تضم 50 من مشاة البحرية الامريكية ارسلوا لحماية السفارة الامريكية في العاصمة الليبية طرابلس حيث يتم خفض الموظفين الى مستوى الطوارئ.
وقال ابو شاقور غداة انتخابه رئيسا للحكومة ان “التحقيقات بدأت على الفور للتعرف على الفاعلين، وقد قطعنا شوطا طويلا فيها، لدينا صور واسماء، والاعتقالات تجري الان في الوقت الذي نتحدث فيه”. واوضح ابو شاقور الذي لا يزال يحتفظ بمنصبه كنائب لرئيس الوزراء حتى تشكيل الحكومة الجديدة، انه لا يريد تصنيف هؤلا الاشخاص قبل التعرف عليهم بدقة.
واودى الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي بحياة 4 موظفين امريكيين بينهم السفير الامريكي في ليبيا كريس ستيفنز واثار موجة ادانات دولية.
من جهته قال نائب وزير الخارجية الليبي ونيس الشارف ان “وزارتي الداخلية والعدل بدأتا تحقيقاتهما وجمع الادلة وتم اعتقال عدد من الاشخاص”. ويأتي الاعلان عن فتح التحقيق بالتزامن مع تظاهرات احتجاج في العديد من الدول العربية والاسلامية، على فيلم مسيء للاسلام، اطلق شرارة الهجوم على البعثة الدبلوماسية في بنغازي. وقال المتحدث باسم اللجنة الامنية العليا في وزارة الداخلية عبد المؤمن الحر ان “لجنة مستقلة شكلت لاجراء التحقيق”. والهجوم الذي وقع الثلاثاء الماضي نسب في البدء الى حشد غاضب على فيلم نشر على الانترنت مسيء للاسلام لكن مسؤولين امريكيين قالوا فيما بعد انه قد يكون هجوما مخططا من قبل القاعدة او المتعاطفين معها.
وبدأ الهجوم مع اقتحام حشد غاضب القنصلية لكن لاحقا، بحسب شهود عيان، اطلق مسلحون متطرفون قذائف صاروخية على مجمع القنصلية ثم اضرموا فيه النار مما ادى الى مقتل السفير كريس ستيفنز و3 امريكيين اخرين.
وعبرت ليبيا للولايات المتحدة عن اعتذارها عن الهجوم الذي نوقش في محادثة هاتفية بين الرئيس باراك اوباما ومحمد المقريف، رئيس المؤتمر الوطني اعلى سلطة سياسة في ليبيا.
واعلن مسؤولون امريكيون ان وحدة تضم 50 من مشاة البحرية الامريكية ارسلوا لحماية السفارة الامريكية في العاصمة الليبية طرابلس حيث يتم خفض الموظفين الى مستوى الطوارئ.
كما بدأت الولايات المتحدة اجلاء كل موظفيها من بعثتها في بنغازي وفي الوقت نفسه ارسلت مدمرتين الى “مقربة من ليبيا”، كـ “تدبير احترازي” بحسب مسؤول امريكي بارز.
وجاء الاعتداء على القنصلية الامريكية في بنغازي بعد تظاهرة عنيفة امام السفارة الامريكية في القاهرة بسبب فيلم معاد للسلام ذكرت تقارير انه انتج في الولايات المتحدة من قبل مجموعة من الاقباط المصريين المقيمين في الولايات المتحدة.
وتشير تقارير الى ان ستيفنز قضى بسبب تنشق الدخان بعد ان حوصر في المجمع عندما اطلق متطرفون مشتبه بهم القذائف الصاروخية على المبنى واضرموا فيه النيران.
وتم توجيه اصابع الاتهام في البدء الى مجموعة “كتيبة انصار الشريعة” السلفية المتشددة.
لكن المجموعة رفضت في بيان “توجيه التهم دون تبين ولا تحري الحقائق” والتي وردت بحقها في وسائل إعلام ليبية.