لندن - (أ ف ب): اعتبر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن ردود الفعل على اعمال العنف ضد الامريكيين التي اثارها الفيلم المسيئ للاسلام تشكل “اختبارا كبيرا لمصداقية” الانظمة الجديدة المنبثقة عن ثورات “الربيع العربي”.
وجاء نشر “التقرير السنوي للشؤون الدولية” الذي يصدره المعهد، ومقره لندن، بعد مقتل السفير الامريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز في هجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي مع 3 امريكيين اخرين واندلاع تظاهرات احتجاج غاضبة على هذا الفيلم وعنوانه “براءة المسلمين” في مصر وتونس واليمن وغيرها من الدول. وقال خبير الشرق الاوسط في المعهد الدولي اميل هوكايم في مؤتمر صحافي ان “الهجمات كانت مفجعة، لكن من وجهة نظر استراتيجية فان الاكثر اهمية هو رد الحكومتين الليبية والمصرية ورد الفعل الشعبي على ما حدث والذي سيشكل اختبارا حقيقيا”. واضاف هذا الخبير “انه اختبار كبير لمصداقيتهما الدولية” معتبرا ان العمليات الانتقالية في هذه الدول ستكون “دامية ومؤلمة ومعقدة”. وقال اميل هوكايم ان رد الحكومتين الليبية والمصرية كان “ايجابيا نسبيا” وان واشنطن ادركت ان الوقت “ليس وقت تأجيج الوضع”.
لكن هذا الخبير اشار ايضا الى نفوذ الاحزاب الاسلامية مثل الاخوان المسلمين معتبرا ان الرئيس المصري محمد مرسي انتظر “وقتا طويلا جدا” قبل ان يدلي بتصريح بشان الهجوم على السفارة الامريكية في القاهرة.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة تهدد هذه الاحتجاجات بتعاظم الدعوات الى خفض الوجود الامريكي في العالم العربي وفقا للمصدر نفسه.
واضاف “اعتقد ان السوريين سيكونون اول من يدفع الثمن لان الامال في حدوث تدخل قد خبت حقا بعد ما حدث في اليومين الماضيين”. وقال المدير العام للمعهد جون تشيبمان لدى عرض التقرير ان التقلبات في الشرق الاوسط طبعت عاما من “عمليات الانتقال غير الواضحة ودبلوماسية ادارة الازمة” في العالم.