^ تقرير: القاهرة تقايض طهران بتنحي الأسد مقابل إنهاء العزلة ^ أكثر من 100 قتيل في معارك مستعرة

عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 100 مدني، وإصابة العشرات بنيران قوات الأمن السورية، فيما اتهمت الولايات المتحدة “حزب الله” اللبناني وأمينه العام حسن نصرالله بمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في قمع الانتفاضة الشعبية المناهضة له في سوريا، بينما وصل الموفد العربي والدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الى دمشق في اول مهمة له في هذا البلد وصفها مسبقا بأنها “بالغة الصعوبة”، في بعد 18 شهرا من اندلاع حركة احتجاجية تحولت حربا مدمرة. وحتى قبل وصول الابراهيمي الذي يفترض ان يلتقي الرئيس السوري بشار الاسد اليوم، استمر قصف معاقل المعارضين المسلحين والمعارك العنيفة خصوصا في حلب التي تشهد معارك طاحنة منذ اكثر من شهر ونصف الشهر، وقد تمكن المعارضون من التقدم الى وسط المدينة. واكدت بريطانيا من جديد ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد “زائل لا محالة ومن المستحيل ان يبقى”.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي كان يرافق الابراهيمي للصحافيين “نحن واثقون ان الابراهيمي يتفهم بشكل عام التطورات وطريقة حل المشاكل على الرغم من التعقيدات”. واشار احمد فوزي المتحدث باسم الابراهيمي الى ان مختار لاماني يرافق الابراهيمي وسيبقى في دمشق “لتولي مهامه كرئيس لمكتب الموفد المشترك الى سوريا”.
وعبر الابراهيمي بعد وصوله الى دمشق عن اعتقاده بان الازمة في سوريا “تتفاقم”، مشددا على ضرورة “وقف النزيف”.
وقال الابراهيمي، بحسب وكالة الانباء السورية “سانا” “قدمنا الى سوريا للتشاور مع الاخوة السوريين، فهناك أزمة كبيرة فى سوريا واعتقد أنها تتفاقم”.
ميدانيا، قال شهود عيان ومصادر عسكرية ان المعارضين المسلحين احرزوا تقدما في منطقة حي الميدان المتنازع عليها وسط حلب بينما اندلعت معارك في عدة احياء اخرى من ثاني كبرى المدن السورية.
وباتت حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، مسرحا لمعارك شرسة منذ اكثر من شهرين بين الجيش النظامي ومسحلي الجيش السوري الحر. ويعتبر حي الميدان استراتيجيا لانه يفتح الطريق نحو الساحة الرئيسية للمدينة.
وتعرضت احياء اخرى في حلب يسيطر عليها المقاتلون الى القصف، كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقتل 11 شخصا عندما استهدفت مروحية تقاطعا في حي طريق الباب في حلب، بحسب المرصد.
واعلن المرصد ايضا ان نائبا سابقا هو احمد الترك قتل بنيران قوات الامن التي اقتحمت منزله فجرا في حرستا في محافظة دمشق واعتقلت ابنه. كما افاد عن انفجار سيارة في حي ركن الدين في دمشق دون وقوع اصابات مع تعرض حي التضامن للقصف. وافاد ناشطو لجان التنسيق المحلية عن معارك بين الجيش والمسلحين في حي القابون في العاصمة. وفي حصيلة اولية حصدت اعمال العنف العشرات. وفي بغداد قال وزير الخارجية البريطاني الكسندر هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري “نحن متأكدون من ان نظام الاسد زائل لا محالة وانه من المستحيل ان يبقى بعد ان ارتكب العديد من الجرائم”.
واضاف انه ناقش مع زيباري “الحاجة للتحول الى سوريا اكثر ديمقراطية واستقرارا”، مؤكدا ان هذا هو “الطريق الوحيد لتجنب حرب اهلية طويلة او انهيار الدولة السورية او وقوع عدد اكبر من القتلى وازدياد اعداد اللاجئين”.
من جهته، دعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائه وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الى حل سياسي يحافظ على وحدة سوريا ويجنب شعبها المعاناة، على ما افاد مصدر رسمي.
من جانبه، كرر الرئيس المصري محمد مرسي خلال زيارة لمقر الاتحاد الاوروبي ان على الرئيس السوري بشار الاسد التنحي “لان رئيساً يقتل شعبه غير مقبول”.
وقال مرسي امام صحافيين “هذا متفق عليه تماما”، مكررا تصريح رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو للصحافيين بعد لقائه الرئيس المصري “نحن ايضا مصرون ان على الاسد الرحيل”.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر حكومية مصرية أن القاهرة تحاول إغراء طهران ومقايضتها بالتخلي عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد والموافقة على خروجه الآمن من السلطة، مقابل تخفيف عزلة إيران والعمل على العودة الكاملة لعلاقتها بمصر المقطوعة منذ نحو ثلاثة عقود، إلا أن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير شدد على أن طرح موضوع “تنحي الأسد” سيفشل مبادرة الحل في سوريا التي طرحها الرئيس المصري. وقال أمير خلال وجوده في القاهرة “نرفض أي شروط مسبقة”.
من ناحيته، اكد رجل الدين الشيعي العراقي السيد الصرخي “وقوفه بجانب ثورة سوريا، مشيرا الى انها ثورة كرامة وبحث عن الحرية، وليسى لها صله بالمذاهب الدينية”، مشددا على وقوفه “بجانب السنة في سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي وصفه بـ “الظالم”“.
وذكر الصرخي ان “المذهب الشيعي لا يمت بصلة للمذهب العلوي، موضحا ان الفارق بينهما كبير ناهيك عن ان العلويين يفرقون بين العلوي والشيعي في الشام”.
وفي واشنطن، قالت وزارة الخزانة الامريكية في بيان “عبر مساعدة حملة الاسد العنيفة بحق الشعب السوري وعبر المساهمة في دعم نظام آيل الى السقوط لا محالة، فان حزب الله يقوض الاستقرار الاقليمي ويهدد مباشرة امن لبنان”.
واعتبرت الوزارة ان “ما يقوم به حزب الله بإشراف حسن نصرالله يظهر بوضوح طبيعته الفعلية كتنظيم ارهابي واجرامي”.