كتب - محمد ناجي:لم يكن أشد المتفائلين بالمنتخب الوطني الأولمبي أن يصل هذا المنتخب إلى أبعد من الدور النصف النهائي أو التأهل عن المجموعة القوية التي وقع بها عطفاً على المستويات المتوسطة التي قدمها في المباريات الودية التي خاضها في البحرين وخسر العديد منها ولم يستطع سوى تسجيل فوز وحيد على أرض الوطن وسط تخبطات فنية واضحة من الجهاز الفني وتوقعات رجالات الصحافة والإعلام بإعفاء المنتخب بعيد المشاركة في بطولة الخليج الأولمبية التي أقيمت في أكاديمية التفوق الرياضي أسباير بالدوحة وأشارت المعطيات إلى أن قرار الإقالة سيكون لا فرار منه بعد خروج المنتخب من الدور التمهيدي .أولمبيا والجهاز الفني قدم مستوى فنياً رائعاً خلال المباراة الأولى في البطولة واستطاع حسم التأهل و الوصول إلى الدور نصف النهائي للبطولة بعد أن استطاع الجهاز الفني من قيادة المباراة إلى بر الأمان و تحقيق النقاط التي كفلت التأهل وفاجأ أفراد المنتخب الجميع وأثبت أنه قادم للمنافسة من أجل الوصول إلى منصات التتويج وهو ما أظهره و رد على جميع المشككين في قدراتهم الفنية واستطاعوا أن يسطروا أروع الملاحم حينها وقدم الجميع تحية لهذا المنتخب الذي رأى فيه البعض الصف الثاني للمنتخب الوطني وأن البحرين بلاد المواهب التي لا تنضب .ورغم الهزيمة الثقيلة التي تلقاها من المنتخب السعودي في الجولة الثالثة والتي لم تغير من واقع المنتخب شيئاً سوى التأهل إلى الدور النصف النهائي من البطولة بالمركز الثاني وملاقاة المنتخب القطري الذي استطاع أبناء المدرب هيدسون من تجاوزه في أرضه وبين جماهيره وقدم مستويات رائعة استطاع بها أن يثبت للجميع أن هذا المنتخب قادم وبكل قوة إلى سماء الكرة البحرينية ورد على جميع المشككين ومنهم كاتب هذه السطور واستطاع المنتخب أن يصل إلى أبعد نقطة يمكن الوصول إليها وحتى رجالات الاتحاد البحريني لكرة القدم لم يكن لديهم الثقة حتى في تجاوز الدور التمهيدي في حين أن هذا المدرب استطاع من الوصول إلى المباراة النهائية بعد تفوقه على المنتخب القطري بركات الجزاء بعد مباراة قوية .وعلى الرغم من الخسارة أمام المنتخب السعودي الشقيق في المباراة النهائية وبهدفين دون رد في مباراة لم يقدم فيها الأحمر المستوى الذي عرف عنه خلال البطولة ولم يستثمر حالة نشوة الانتصار التي عاشها بالرغم من أفضليته خلال الشوط الأول إلا أنه لم يستثمر جميع الفرص التي سنحت له خلال المباراة وخرج خاسراً من اللقاء ليحصل على المركز الثاني ولكن خرج مرفوع الرأس عطفاً على المستويات الفنية الرائعة التي قدمها خلال منافسات البطولة واستحق أن يحصل على جائزة أفضل منتخب من وجهة نظري المتواضعة .الاتحاد البحريني لكرة القدم إذا ما أراد أن يصنع منتخباً قادراً على خلافة المنتخب الوطني الأول فعليه اليوم أن يتخذ القرار المناسب ليحافظ على هذا المنتخب ويهتم فيه والعمل على سرعة إقامة دوري الرديف الذي سيضمن عدم ضياعهم وسط عمالقة الفريق الأول بكل نادٍ وهو ما سيضمن استمراريتهم في ممارسة كرة القدم وخوضهم أكبر عدد من المباريات الرسمية و الودية إلى جانب الحفاظ على استمراريتهم مع المنتخب من خلال إقامة المعسكرات الخارجية لهم و تخصيص أيام طوال السنة من أجل التجمع و لعب مباريات ودية مع منتخبات قوية وخصوصاً في القارة العجوز والاهتمام بهم من خلال تخصيص جهاز إداري و فني يتابعهم مع الأندية .ونتمنى ألا يصبح مصير هذا المنتخب كمصير المنتخب الوطني الذي مثل البحرين خلال البطولة الخليجية الأولمبية الأولى والتي أقيمت في العاصمة السعودية الرياض في العام 2008 وحصل فيها المنتخب الوطني على المركز الثاني وخرج الجميع من صناع القرار ببيت الكرة البحرينية يهللون بهذا الإنجاز الذي حققه المنتخب وأكد الجميع حينها أن هذا المنتخب سيستمر وسيتم عمل برنامج خاص له خلال السنوات القادمة إلا أنه في الواقع اليوم لم يتبق من هذا المنتخب سوى القليل منه ولا يوجد لاعب واحد منهم في المنتخب الوطني الأول وجميع من تبقى منهم لم يعد يشارك مع فريقه الأول في حين الاتحاد أهمل علاج اللاعبين المواهب من المنتخب الوطني للناشئين الذي وصل إلى نهائيات كأس آسيا للناشئين و الشباب وانتهت بعض المواهب منه ومنهم اللاعب علي حبيب الذي لم يتم علاجه خلال السنوات الثلاث الماضية وكل أمنياتنا أن يفي الاتحاد في هذه المرة الوعود أن يهتم بهذا المنتخب ليكون خير خلف لخير سلف ولكن إذا ما استمر الحال من الإهمال على ما هو عليه فلن ينفع بعد ذلك البكاء على اللبن المسكوب .
970x90
970x90