طالب خطيب جامع الفاتح فضيلة الشيخ عدنان القطان باعتذارٍ علنيّ عن الاتهامات والإهانات والافتراءات والرسوم والأفلام المسيئة للإسلام ولنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، محذِّراً من عواقب هذه الحملات والتي لا يعلم مدى تأثيرها إلا الله عز وجل، وأنَّ على أهل الإسلام أن يتحلّوا باليقظة والوعي لما يتعرّض له الإسلام والمسلمون من تهديداتٍ ومخاطر، وأن لا يستجيبوا لاستفزازاتِ المتعصّبين، ولتكن مواقفُهم محسوبة، مع حُسن تقديرٍ للعواقب، كما يجب التآزر والتعاون في التصدي لهذه الحملات المغرضة الجائرة، وأن يبذلوا كلَّ جهدٍ ممكن وإمكانات متوفّرة من أجل دحضِ هذه الافتراءات وكشفِ زيفها وكذبها.
وحذر الشيخ عدنان القطان، في خطبة الجمعة أمس، من الحماسة غير المنضبطة والتعدي على رعايا تلك البلاد التي سخر فيها من النبي صلى الله عليه وسلم بالحرق أو التفجير أو إشعال الحرائق فيفسدون ما لا يجوز لهم إفساده، وقد يقتلون أنفساً لا حق لهم في قتلها، وكل ذلك مما يريده أعداء الإسلام والمسلمين من المتعصبين المتطرفين من الصهاينة والمسيحيين، حين نشروا تلك الرسوم والأفلام المسيئة لديننا ونبينا ومقدساتنا، مريدين بها استفزاز المسلمين وإخراجهم عن حد الاعتدال وإبرازهم بمظهر الهمج أو الإرهابيين،الذين لا يفرقون بين ما يصلح وبين ما فيه الفساد، ألا فليتنبه لذلك، فإن الله لا يصلح عمل المفسدين.
وقال إن «المسلمون يعيشون حملةً مسعورة موجّهة نحو دينهم ونبيّهم محمد صلى الله عليه آله وسلم، حملةً ظالمة آثمة... ومن هنا، فإننا ندعو عقلاءَ العالم لنبذ هذا التعصّب المقيت وممارسة هذا الإرهاب الفكري الذي يقود إلى تأجيج الأحقاد واستفزازِ الشعوب وحلولِ الكوارث التي يكتوي بنارِها الجميع ويعمّ لهيبها الجميع».
وأضاف «إنّها إساءةٌ متتابعة ومتكرّرة تثير مشاعر المسلمين في العالم، وممّا يؤسَف له أنّ هذه الإساءات تصدر من رجالٍ ينتسبون إلى دينهم وكنائسهم، كما ينتسبون إلى رجالات الإعلام والسياسة، بل يقف وراءَها بعضُ كبار المشاهير من رجال الدين والسياسة والفكر، اتّهموا نبينا بالكذب وبالجنون وبالسرقة وقطعِ الطريق وسيء الأفعال، ووصفوا دينَنا بأنه خدعة كبرى. إنّ هذه المحاولاتِ من التشويه والدسّ والأكاذيب والإفك إنما تسيء إلى العلاقاتِ بين الشعوب، وتبثّ بذورَ الكراهية، وتذكي أجواءَ الصراع، وتثير أبشعَ صوَر البغضاء بين الناس».
وقال إن أمّة الإسلام وقد فاقت أعدادها المليارَ وربع المليار وتقترِب نسبتُها إلى رُبع سكان العالم وتعيش في أربع وخمسين دولة وتقييم في مائة وعشرين مجتمعاً بشرياً، إنَّ هذه الأمة بتعدادها وبثقلها تستنكِر هذه الاتهامات، وتُدين هذه الهجماتِ الوقحة والافتراءات الآثمة ضدّ دينها ونبيّها، وتؤكِّد أن السماحَ بانتشار مثل هذه الافتراءات يؤدّي إلى إذكاء الصراع ونشرِ البغضاء في عواقبَ وخيمة.
وأشار الشيخ عدنان القطان إلى أنه لا يجوز التعميم ولا معاقبة البريء، وأنَّ على الحكومات والمنظّمات والجمعيات الإسلامية أن تنظِّمَ جهودَها، وتتصدّى بشكل منظّم لإحباط هذه التوجّهات التي ترمي إلى نشر الكراهية للإسلام وأهلِه، وتحزِم أمورَها لإيقاف هذه الحملات المحمومة التي تحجب الحقائق عن الناس، دعوةً إلى الله، ونصرةً لدين الله، ودفاعاً وحبّاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. إنّ على هذه الجهاتِ جميعاً أن تبيّن أنّ عناصرَ متعصّبة صهيونية من اليهود والمسيحيين ممَّن يؤيّد إسرائيل المغتصبة المحتلّة هم الذين يقودون تلك الحملةَ الظالمة الغاشمة.
وحول بيان علماء المجلس الأعلى باستنكار العنف، قال الشيخ عدنان القطان «ندعو كل غيور على وطنه من العلماء والخطباء وأهل الرأي والفكر إلى تقوى الله وتوجيه المواطنين والشباب خصوصاً، والتأليف بين قلوبهم، والإسهام في تحقيق الوحدة، ونبذ الفرقة والطائفية والعنف والإرهاب، وعدم تمزيق وتفريق البلاد والعباد من أجل تحقيق مآرب شخصية أو طائفية أو سياسية».