قال خطيب جامع الشيخ محمد بن أحمد بن علي آل خليفة بالمنامة فضيلة الشيخ فـُؤاد عبيد «لا نصرة لله تبارك وتعالى ولا للإسلام ولا للرسول ولا للوطن تجيز الإضرار بالناس أياً كانت مذاهبهم أو جنسياتهم أو ألوانهم ومعتقداتهم لا يجوز شرعاً الاعتداء على الأبرياء وقذفهم بالحجارة والزجاجات الحارقة «المولوتوف» إطلاقاً سواء في البحرين أو في ليبيا أو مصر أو السودان أو في اليمن أو في أي من بلاد المسلمين.وأكد الشيخ فُؤاد عبيد، في خطبة الجمعة أمس، أن «ما يحدث الآن من الهجوم على السفارات الأمريكية بل وحرقها وقتل من فيها لا يجوز وليس له أي مبرر سوى الفوضى والبلبلة وتشويه سمعة الإسلام والمسلمين هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا يـُضير الإسلام والرسول صلوات الله وسلامه عليه ما يقوله الضالون الكافرون الفاسقون».وأضاف «أنصح هؤلاء العصبيون المتهورون أن يضبطوا أعصابهم ويتقوا الله في الإسلام والمسلمين ويتوقفوا عن مهاجمة العباد وتشويه سمعة واسم البلاد».وأشار الشيخ فُؤاد عبيد إلى أنه يعتقد أن وراء هذه الهجمات على السفارات الأمريكية في بلدان المسلمين أناساً سياسيين يكرهون الإسلام بل ويسعون لتشويه سمعتنا أمام العالم الغربي المتحضر فانتبهوا يا أولي الألباب.وأكد أن محاربة وتشويه سمعة الإسلام قضية تثير غيرة كل مسلم، وتدفعه إلى التساؤل عن أسباب هذه الهجمة، والأغراض الكامنة وراءها، ومدى تأثيرها.وأوضح عدداً من العوامل الدافعة للنيل من شخصية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في «سرعة انتشار الإسلام، والتي تثير غيرة كل المعادين للدين، سواء أكانوا من النصارى أو اليهود، أو من العلمانيين والملحدين»، و»حسد القيادات وخصوصاً الدينية، فإن كثيراً من هؤلاء يغيظهم شخص الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل حتى المنافقين في العالم الإسلامي، لما يرون من لمعان اسم النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل الأرجاء وكثرة أتباعه وتوقير المسلمين الشديد لنبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا ما يثير حسدهم». وأضاف كذلك «عامل الخوف، ليس الخوف من انتشار الإسلام في الغرب فحسب بل الخوف من عودة المسلمين في العالم الإسلامي إلى التمسك بدينهم، وهم الآن يستغلون ضعف المسلمين في كثير من الجوانب، مثل الجانب الاقتصادي والإعلامي، ويريدون أن يطفئوا هذا النور قبل أن ينتشر أكثر و أكثر في العالم».وقال إن «هناك وسائل فردية يستطيع الفرد القيام بتحقيقها في حياته العلمية والعملية، ومن أهم تلك الوسائل العامة التي نبين فيها بجلاء نصرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الاحتجاج على الصعيد الرسمي على اختلاف مستوياته، واستنكار إنتاج مثل هذا الفيلم بقوة، وإننا نعجب أن الشجب والاستنكار الذي نحن أهله دائماً لم يستعمل هذه المرة، والاحتجاج على مستوى الهيئات الشرعية الرسمية كوزارات الأوقاف، ودور الفتيا، والجامعات الإسلامية، والاحتجاج على مستوى الهيئات والمنظمات الشعبية الإسلامية وهي كثيرة، وإعلان الاستنكار من الشخصيات العلمية والثقافية والفكرية والقيادات الشرعية، وإعلان هذا النكير من عتبات المنابر وأعلاها ذروة منبري الحرمين الشريفين».وأضاف «المواجهة على مستوى المراكز الإسلامية الموجودة في الغرب بالرد على هذه الحملة واستنكارها، والمواجهة على المستوى الفردي، وذلك بإرسال الرسائل الإلكترونية المتضمنة الاحتجاج والرد والاستنكار إلى كل المنظمات والجامعات والأفراد المؤثرين في الغرب، ولو نفر المسلمون بإرسال ملايين الرسائل الرصينة القوية إلى المنظمات والأفراد فإن هذا سيكون له أثره اللافت قطعاً، واستئجار ساعات لبرامج في المحطات الإذاعية والتلفزيونية تدافع عن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وتذب عن جنابه، ويستضاف فيها ذوو القدرة والرسوخ، والدراية بمخاطبة العقلية الغربية بإقناع، وهم بحمد الله كثر.وأشار إلى أنه كذلك يمكن كتابة المقالات القوية الرصينة لتنشر في المجلات والصحف -ولو كمادّة إعلانية- ونشرها على مواقع الإنترنت باللغات المتنوعة، وإنتاج شريط فيديو عن طريق إحدى وكالات الإنتاج الإعلامي يعرض بشكل مشوق على مستوى العاملين في الشبكة العنكبوتية، وكذلك إنشاء قاعدة بيانات على الشبكة العالمية الانترنت عن السيرة النبوية، بجميع اللغات وقد تم إيجاد مثل هذه البرامج عبر الإنترنت من قبل اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولجنة مناصرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لكن برنامج أو برنامجين لا يكفي ، بل لا بد من تكاتف الأمور حتى يسير هذا العمل أقوى بكثير.ودعا كذلك إلى تكوين مجموعات تتولى إبراز محاسن هذا الدين ونظرة الإسلام لجميع الأنبياء بنفس الدرجة من المحبة وغيره من الموضوعات ذات العلاقة، وإنشاء مواقع أو منتديات أو تخصيص نوافذ في المواقع القائمة تهتم بسيرة المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتبرز رسالته العالمية، والمشاركة في حوارات هادئة مع غير المسلمين ودعوتهم لدراسة شخصية الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والدين الذي جاء به، وتضمين أو تذييل الرسائل الإلكترونية التي ترسل إلى القوائم البريدية الخاصة ببعض الأحاديث والمواعظ النبوية، وإعداد نشره إلكترونية - من حين إلى آخر- عن شخصية الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعوته وخاصة في المناسبات والأحداث الطارئة، والإعلان في محركات البحث المشهورة عن بعض الكتب أو المحاضرات التي تتحدث عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.