^   لم أكن أنوي أن أكتب عن هذا الموضوع لولا ما شاهدته من انفعال شرس وغير مهذب من رئيس جمعية الشفافية أثناء عرض فعالية جمعية مبادىء حقوق الإنسان في القاعة رقم 25 من مبنى الأمم المتحدة بجنيف حول التسامح الديني وحرية الأديان، وذلك عندما أتيح له طرح سؤاله على الأستاذ عبدالله الدوسري ليستفسر عمن قام بطباعة كتيب صغير يحكي ويحاكي الواقع للأحداث التي جرت للبحرين، ولماذا يوزع هذا الكتيب في أروقة الأمم المتحدة وأمام القاعة، وهو يحمل معلومات مغلوطة وصوراً مفبركة تسيء للمعارضة. وحيث إنني وللأمانة، وأثناء تواجدي لحضور هذه الفعالية الجانبية لجمعية مبادىء حقوق الإنسان على ضوء مناقشة التقرير الدوري الثاني الشامل لمملكة البحرين، اطلعت على هذا الكتيب البسيط، والذي لم أرَ فيه ما يزعج الإنسان البحريني العادي، الذي عايش الأحداث المؤلمة منذ 14 فبراير من العام الماضي حتى يومنا هذا، وأن المعلومات والصور كلها حقائق لامسناها عن بصر وبصيرة، فما بالكم إذا كان صاحب الشفافية انزعج وهاج وماج في القاعة رقم 25 الحاضنة للفعالية، لا ليؤكد حقيقة تلك الصور والأحداث التي أوكل لبعض المغرر بهم تتبع أجندات خارجية أرادت أن تبيع البحرين بعروبتها وشعبها وتاريخها لهذه الجهات، إنما انفعل ليستنكرها ومعترضاً على هذا الكتيب الصغير في حجمه والكبير في معانيه، وكأنه ليس ممثلاً ورئيساَ لجمعية حقوقية تعني بحقوق الإنسان، إنما بلسان (وفاقي) صرف، حيث كشف عن غطاء الشفافية التي يتجمل منها وبها ليلبس مكانها المظلومية. الأنكى من ذلك أنه عندما قام متوجهاً للخروج من القاعة تصدت له إحدى السيدات الفاضلات الحاضرات للفعالية، وقالت له أنا ممن يعاني من هذه التصرفات المؤذية التي تقوم بها هذه الفئة الضالة، وهذه الصور لأحداث حقيقية عبارة عن حرق إطارات في الشوارع بقصد إغلاقها وتعطيل مصالح الناس، وهذا ما يحدث في الشوارع، وأنا شاهدت هذه الصور في موقع يطلق عليه (جفير ميديا).. فما كان منه إلا أن قال لها: هل أنت التي كتبتِ هذا الكتيب؟ فردت عليه بكل أدب واحترام: لو كتبته لكان لي الشرف الكبير في ذلك، ما حدا به للانفلات منها بطريقة استفزازية وهو يردد كلمات غير مفهومة ومبهمة. وفي طريقه للخروج صادفته سيدة أخرى فاضله لتقول له: لماذا أنت منفعل وأنت رئيس جمعية للشفافية؟ أليس هذا جزءاً من الشفافية التي تزعمون أنكم تريدونها؟ فما كان لهذا الرئيس إلا أن قال لها (تكلمي بأدب) أمام الجمع الغفير من الحضور الأجانب والعرب الذين كانوا ينظرون باستهجان واستغراب من أسلوبه غير الحضاري وهو في مبنى أممي يعنى بحقوق الإنسان التي ينادى بها ولا يطبقها.