كتب ـ حذيفة يوسف:
اشتكى مراجعو مستشفى السلمانية من تأخر حصولهم على المواعيد، ما يدفع بعضهم إلى الذهاب إلى العيادات الطبية الخاصة وتحمل تكاليفها الباهظة نظير كسب عامل الوقت في انتظار مواعيد «السلمانية».
وقال المشتكون إن المواعيد تتأخر بشكل غير معقول، مضيفين «لا يمكن لشخص يطلب موعداً لمراجعة عيادة الأسنان أن ينتظر سنة كاملة، أو آخر يعاني آلاماً بالكلى أن ينتظر شهرين إلى 3 أشهر».
واتفق المراجعون -بعضهم رفض الكشف عن اسمه- أن التاخير أصبح ملازماً لمراجعة «السلمانية»، موضحين أن «من يحصل على موعد طبي مبكر نال معجزة».
الواسطة بديلاً عن التنظيم
وأكدت مصادر رفضت الكشف عن اسمها لـ»الوطن»، أن بعض الأطباء العاملين في «السلمانية» ولديهم عيادات خاصة، يسهلون لمرضاهم الحصول على مواعيد سريعة للعلاج أو العمليات أو غيرها.
وأشارت إلى أن هؤلاء الأطباء وبعد مراجعة المرضى عياداتهم الخاصة، يجري تحويلهم إلى مستشفى السلمانية الطبي، ويتوسط الطبيب لهم للحصول على موعد مبكر، حيث لا يضطرون للانتظار أكثر من يومين إلى 3 أيام.
من المسؤولية عن التأخير؟
وقال أحد العاملين في المراكز الصحية المسؤول عن حجز المواعيد بمستشفى السلمانية إن معدل الانتظار للمراجعين شهر تقريباً، مشيراً إلى أنه عند إرسال طلب حجز موعد في أحد الأقسام التخصصية بـ»السلمانية» يأتي الموعد متأخراً جداً، حيث يحصل البعض على مواعيد تصل إلى شهرين أو ثلاثة، وفي أحسن الحالات 3 أسابيع إلى شهر. وأضاف أن مراجعي عيادات الأسنان يحصلون على مواعيد بعيدة جداً تصل إلى سنة كاملة، رغم ما يعانونه من سوء حالة أو تفاقم مشكلة، ما يضطرهم للذهاب إلى العيادات الخاصة مقابل دفع مبالغ مادية كبيرة. وأكد أن المراجعين يشتكون من التأخير ويلقون باللائمة عليهم، ظناً منهم أن موظف المركز الصحي هو المسؤول عن التأخير، موضحاً ألا علاقة له بالمواعيد التي تعطى من قبل مختلف أقسام «السلمانية».
الحالات الطارئة بقوائم الانتظار
وقالت المواطنة أم إسماعيل إن مواعيد «السلمانية» بعيدة جداً، ولا يراعى فيها ظروف المريض، مشيرة إلى أن اثنين من عائلتها تضرروا بسبب تأخير المواعيد.
وأشارت إلى أن والدها يعاني من عدة أمراض، ورغم سوء حالته إلا أن «السلمانية» لم يراعِ حالته الصحية ويمنحونه مواعيد تصل إلى شهرين أو 3، ما يؤدي إلى تفاقم حالته.
وأضافت أنه في أحد المرات أخذت والدها المقعد إلى طبيب في قسم أمراض القلب حيث كان الموعد عند الساعة 12، إلا أنه لم يخرج من غرفته حتى 3 مساءً، لافتة إلى أن الطبيب المعالج بدأ بالصراخ على والدها في أرجاء الممر، وأخذ يستهزئ به، وطلب منهم الذهاب إلى قسم الطوارئ.
وقالت أم إسماعيل إن أختها من ذوي الاحتياجات الخاصة، احتاجت لعملية تنظير للمعدة نتيجة لتقيؤها دماً، إلا أن «السلمانية» أعطوها موعداً بعد 4 أشهر، ولضعف الحالة المادية لم يستطيعوا إجراء عملية التنظير في المستشفيات الخاصة، ما جعلها تعاني كل تلك الفترة الطويلة، لافتة إلى أن معاناتها مع أختها استمرت مع قسم العظام أيضاً ما فاقم من سوء حالتها الصحية.
وأشارت إلى أن قسم الطوارئ هو الآخر لم يخلُ من التأخير بحجة نقص الأسرّة أو سوء المعاملة أو غيرها، حيث يضطر المراجع إلى الانتظار طويلاً حتى يأتيه الدور، وعادة ما يكون المريض في حالة يرثى لها.
واشتكت أم إسماعيل من سوء المعاملة، مشيرة إلى أنه وفي أحد المرات وبعد إعطائها موعداً للأشعة بعد شهر قالوا لها «إن لم يعجبك، فاذهبي إلى الطب الخاص»، مؤكدة أن ارتفاع الأسعار في عيادات الطب الخاص تحول دون ذهاب المواطن إلى هناك غالباً.
التأخير حتى للمرقدين
وقالت عائلة نجيب الخالدي إن التأخير في مستشفى السلمانية لا يقتصر على الطب الخارجي أو الحالات الخفيفة، بل يشمل من يرقدون في المستشفى أيضاً، مؤكدة أن أغلب المواعيد بـ»السلمانية» تكون بعيدة بشكل غير معقول ولا تتواءم مع حالة المريض، حيث يضطر أحياناً للانتظار طويلاً قبل الحصول على الخدمة الطبية.
وأشاروا إلى أن التأخير حصل بشكل كبير في قسم الأشعة، حيث اضطروا للانتظار فترة طويلة قبل الحصول على الخدمة، ما أدى إلى ازدياد حالة مريضهم سوءاً حيث كان يعاني من نقص المناعة.
وبينوا أن الاختبارات والتحاليل لم تؤدَّ بالشكل المطلوب وتأخرت، حيث كان بين الاختبار الأول والثاني فترة 6 أشهر رغم مطالبة الطبيب بزمن أقصر لفترة الانتظار.