^ ارتبط اسم (جامع الفاتح) بهذا التجمع الذي هب للذود عن الوطن ضد الأخطار التي تحدق بمستقبله، دون أن يرتبط هذا التجمع بموالاة للنظام أو الحكومة بشكل مباشر، فلم يكن هدف المجتمعين في ساحة الفاتح إلا الوقوف صفاً واحداً ضد اختطاف الوطن، وضد المشاريع التآمرية التي تأتي من الشرق أو الغرب، وهو ما يعتبره كثيرون من النافعات التي حملتها المضار وفقاً للمقولة الشهيرة (رب ضارة نافعة). المنتسبون إلى تجمع الفاتح كما خرجوا أول مرة ليوصلوا رسالة إلى كل الأطراف أنه يوجد هنا شركاء في الوطن لا يمكن تجاهلهم، أو الإضرار بمصالحهم ومستقبلهم، جاهزون في أي وقت يشعرون فيه بالخطر على واقع ومستقبل هذا الوطن، ومنذ 21 فبراير من العام 2011 دخل تجمع الفاتح عالم التوازنات السياسية ليعبر عن رأي قطاعات عريضة من الشارع البحريني ترفض مسار عنف الشوارع أسلوباً لتحقيق المكاسب السياسية متاجرةً بدماء القتلى والجرحى. في لقاء التاسع عشر من مايو لم تكن جماهير الفاتح مكونة فقط من هذه الجمعيات السياسية التي توحدت على أهدافه، وهي (تجمع الوحدة الوطنية، جمعية المنبر الوطني الإسلامي، جمعية الأصالة الإسلامية، جمعية الشورى الإسلامية، جمعية العدالة الوطنية، جمعية الوسط العربي، جمعية الصف الإسلامي، جمعية الحوار الوطني، جمعية ميثاق العمل الوطني، جمعية التجمع الدستوري)؛ بل كان هناك تمثيل رمزي لعدد من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وكان الهدف مؤازرة فكرة (الاتحاد الخليجي) وحث القادة لاتخاذ مزيد من التدابير والإجراءات المسرعة لخطواته، لأن الاتحاد قوة والتفرق ضعف. إن أهمية تجمع الفاتح ليس فقط في أنه مكان للتعبير عن الآراء في الأحداث العظام، لكنه مولد تكتل سياسي يمكن أن يتخذ المزيد من الخطوات والإجراءات التي تهدف إلى الحرص على تماسك الوطن وتسطير مستقبل مشرق له، وهو ما أكد عليه الشيخ عبداللطيف محمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية الذي أعلن خلال التجمع الأخير أنه أرسل رسالة باسم التجمع إلى قادة وملوك وأمراء الدول الخليجية دعاهم للعمل على تحقيق الاتحاد بين دولنا بشكل أكبر وفي وقت أقصر بعد الدراسات الكافية. ورغم كل الخلافات في الرؤى التي حدثت بين مكونات تجمع الفاتح؛ إلا أن الإجماع الوطني على بعض القضايا مثل قضية الاتحاد الخليجي كفيل بإعطاء فعالياته زخماً سياسياً وإعلامياً يجعل منه طوق نجاة للوطن، ويضيف التنوع الفكري في جمعياته من إسلاميين وقوميين وغيرهم ثراء لهذا التجمع في حالة تشبه الإجماع الوطني على ثوابت الوطن. وبتحليل الرسائل التي وجهها التجمع إلى كل القوى الفاعلة في المجتمع البحريني، مثل الحكومة أو النظام، وإلى الشعب البحريني، وإلى النظام الحاكم في إيران يمكن استنتاج لغة تجميعية يغلب عليها الحس الوطني، وتشير إلى أن التجمع بأطيافه المتعددة ليست لديه أية مشكلة مع الآخر؛ سواء كان هذا الآخر ديناً أم مذهباً، مشكلته الرئيسة مع الذين حاولوا ويحاولون بشكل مستمر إقصاء غالبية الشعب، والتحدث زوراً باسم الشعب البحريني، فتحية لكل من شارك أو دعم هذا التجمع بأي وسيلة كانت.