رويترز - قال رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراجي إن أوروبا بدأت بالفعل تلحظ إحراز “نتائج إيجابية” من إعلان البنك المركزي الأوروبي استعداده لشراء كميات غير محددة من السندات التي تصدرها دول منطقة اليورو.
لكنه أقر بأنه مازال أمامه جهد يتعين عليه بذله لإقناع البعض في ألمانيا وأنه قد يخاطب المشرعين هناك.
وأضاف “تحققت بالفعل نتائج إيجابية (...) أسهم إعلان التسهيل في زيادة الثقة في منطقة اليورو وفي اليورو في مختلف أرجاء أوروبا”.
وبين مديرو الصناديق يعيدون أموالهم إلى أوروبا مرة أخرى. هذا أمر جيد لاقتصاد منطقة اليورو.
وتراجع العائد على السندات الإسبانية لأجل عشر سنوات من 7.64% يوم 24 يوليو إلى 5.62% الخميس الماضي. ونزلت عائدات السندات الإيطالية من 6.6% يوم 24 يوليو إلى 5.03% الخميس الماضي.
غير أن دراجي قال إن الاستجابة لهذه الخطة كانت سلبية في أجزاء من ألمانيا وكذلك في أجزاء من جنوب أوروبا بسبب الشروط الصارمة.
ويخشى البعض في ألمانيا من أن يعرض ذلك دافعي الضرائب لديون خطرة بالمليارات ويقول دراجي إن المعارضة تنجم أساساً عن خوف البلاد من التضخم. وكان التضخم الذي خرج عن نطاق السيطرة في عشرينيات القرن الماضي قد بدد مدخرات المواطنين وأسهم في صعود النازي
من جهته قال وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله أمس إنه لا أساس لمخاوف الألمان حيال التعرض غير المحدود لبرنامج إنقاذ منطقة اليورو أو تمويل العجز الحكومي عبر خطة البنك المركزي الأوروبي لشراء السندات.
وأوضح شيوبله أنه لن تكون هناك مشكلة في أن تلتزم آلية الاستقرار الأوروبية بالشروط التي حددتها المحكمة الدستورية الألمانية في حكمها الصادر هذا الأسبوع كشرط لتصديق ألمانيا على إنشاء الآلية.
وقضت المحكمة بانه يجب استشارة البرلمان الألماني بالكامل في القرارات المتعلقة بآلية الإنقاذ بينما لا يمكن زيادة الحد الأقصى للتعرض الحالي لألمانيا للصندوق الذي يبلغ 190 مليار يورو دون موافقة مسبقة من مجلس النواب “البوندستاج”.
وطمأن شيوبله الألمان بأن برنامج المركزي الأوروبي لشراء السندات لن يستخدم في التمويل غير المباشر للدول الأعضاء في منطقة اليورو وهي المخاوف التي تذرع بها البوندستاج والساسة الألمان المحافظون لرفض الخطة.
وذكر شيوبله “ليس له أي تفويض في تمويل الحكومات. لن يتخذ البنك المركزي الأوروبي أي قرارات تقود إلى تمويل غير مباشر للدول. سيمثل هذا انتهاكاً للتفويض الممنوح له ولن يفعل ذلك”.
وقال “أثق في المركزي الأوروبي” وأضاف أن رئيس البنك المركزي ماريو دراجي وصف الخطة بأنها “غير محدودة” لأن وضع حد لن يشجع سوى المضاربين فقط.
وقالت متحدثة باسم البنك المركزي الأوروبي أمس إن البنك لا يجري مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن خطة إنقاذ لإسبانيا بقيمة 300 مليار يورو ونفت تقارير صحفية سابقة عن هذا الأمر.
وقالت المتحدثة “التقارير لا أساس لها من الصحة. لا تجرى أي مفاوضات، والأمر يرجع للحكومة الإسبانية في التقدم بطلب”.
وأضافت “الشروط المطلوبة للتأهل لطلب تعاملات مباشر من البنك المركزي الأوروبي معروفة”.
وكانت صحيفة هيت فينانسيل دجبلات الهولندية المالية قالت أمس دون أن تورد مصدراً لتقريرها إن البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي يجريان مفاوضات.
من جهة أخرى قال وزير مالية اليونان إيوانيس ستورناراس أمس إن المقرضين الدوليين من المرجح أن يتوصلوا إلى اتفاق نهائي على البرنامج المالي المعدل لليونان بحلول النصف الثاني من أكتوبر المقبل.
إلى ذلك واصل اليورو مكاسبه أمام الدولار أمس الجمعة مرتفعاً بنسبة 1% ليتجاوز أعلى مستوياته في أربعة أشهر بعد أن أعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي تيسيراً نقدياً جديداً في خطوة أثرت بدرجة كبيرة على سعر الدولار.
وارتفع سعر اليورو إلى 1.312 دولار على منصة التداول الإلكتروني إي.بي.إس وهو أعلى مستوياته منذ أوائل مايو. وأشار المتعاملون إلى عمليات شراء من مستثمرين شبه رسميين.
سجل اليورو مستوى مرتفعاً في أربعة أشهر أمام الدولار الأمريكي في التعاملات الاسيوية موسعا مكاسبه التي سجلها بعد أن كشف مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي عن حزمة حوافز جديدة لدعم الاقتصاد، وهو أعلى مستوى لها منذ أوائل مايو.
وهبط مؤشر الدولار -الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية امام سلة من العملات الرئيسة- إلي 79.061 وهو أدنى مستوى له في أربعة اشهر
و دفعت أسعار الوقود والمواصلات التضخم في منطقة اليورو للارتفاع للمرة الأولى في 11 شهراً في أغسطس ما حد من قدرة البنك المركزي الأوروبي على خفض الفائدة بدرجة أكبر.
وأفاد مكتب الإحصاءات الأوروبي يوروستات أن تضخم أسعار المستهلكين في المنطقة التي تضم 17 دولة بلغ 2.6% في أغسطس مؤكداً تقديراته السابقة. وهذه هي أول زيادة في معدل التضخم منذ سبتمبر عام 2011.
وعلى أساس شهري قال يوروستات إن الأسعار ارتفعت بمعدل 0.4% في أغسطس بالمقارنة مع 0.5% في يوليو.
وباستبعاد أسعار الغذاء والتبغ والمشروبات الكحولية التي ارتفعت أسعارها بحدة كذلك يبلغ معدل التضخم 1.5% وكانت أسعار الاتصالات من أكثر الأسعار هبوطاً فنزلت 3.1% على أساس سنوي.
وبلغ التضخم الأساسي باستبعاد أسعار الطاقة والغذاء غير المصنع 1.7% وهو أدنى مستوياته في عام.
وارتفعت أسعار المواصلات 4.8% في أغسطس على أساس سنوي وأسعار التبغ 4.5% وأسعار المساكن 4.1%.