^ لسنا ضد الضحك ولسنا ضد الترفيه عن النفس، ولكننا ضد السخرية والاستصغار والتقليل من شأن الشعوب والأجناس البشرية، فالنكت التي تستحقر الإنسان بجنسيه هي أقبح أنواع النكت على الإطلاق، وأقبح ما فيها تلك الحماقات التي تتعدى على المرأة البحرينية والخليجية. ربما تكون (ركبة) المرأة الخليجية (سودة)، وربما ليست درجة جمالها مثالية، كما تصفها مواقع الفكاهة وما يداوله الناس فيما بينهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الخليج العربي، لكنها بكل تأكيد ستظل أمنا وأختنا وعمتنا وخالتنا وزوجتنا وبنتنا، وأن كل سخرية توجه للمرأة البحرينية والخليجية فإنها ستظل سخرية مرتبطة بمن أنجبتنا ومن يحيط بنا من نساء عزيزات. (أم الركب السودة).. هي أمك وزوجتك وأختك وبنتك، هي المرأة التي تفوقت عليك أيها الرجل في ميادين كثيرة، وتفوقت عليك في العلم والمعرفة والتحصيل العلمي، ووصلت لمراتب متقدمة على صعيد العمل، فكانت مديرتك ومسؤولتك ووزيرتنا كلنا. (أم الركب السودة) أيها الرجل هي التي أنجبتك وأنجبت العظماء من الباحثين والمفكرين والعلماء والأطباء والمهندسين والناجحين في كل صنوف العلوم والمعارف، وهي التي حملتك في بطنها وربتك وعلمتك وسهرت على راحتك وتحملت شتى صنوف العذاب لأجلك، (فأم الركب السودة) التي تسخر منها هي أمك!!. (أم الركب السودة) هي المرأة البحرينية التي تحملت كل منعطفات الذكورة وقساوة المجتمع، فصبرت وعانت لكنها لم تسقط، بل ثبتت في كل الامتحانات كالطود الشامخ، فعملت كحارسة في المدرسة، ولعنف ظروفها أصبحت سائقة باص تجوب الشوارع في الليل والنهار لتوفير حياة كريمة لأطفالها، وحين يسقط زوجها في محنته تزحف من أجل لقمة العيش لتأمين حياة فُضلى لهم لا لها، فتعمل وتكدح وتناضل، وربما من هذا الجهاد والزحف المقدس للعلياء أصبحت ركبتها سوداء، كي تبيِّض وجوه ذكور لا يستحقون الاحترام. (أم الركبة السودة) هي التي تتحمل أذاك في بطنها، وحين تخرج للحياة صغيراً تحمل همومك، فتسهر لكي تنام، وتجوع لكي تشبع، وتظمأ لكي تروى، وهي الزوجة التي تصبر على إهاناتك في عش الزوجية، فتكتم آلامها وتُخبئ جراحاتها، وأنت في مقابل كل ذلك الإحسان تعيِّرها أمام أصدقائك في الديوانيات وتنعتها بصاحبة الركبة السوداء!!. (أم الركب السودة) هي التي نفتخر بها في أوطاننا، وهي تاج رؤوسنا، وهي عزنا وذخرنا وشرفنا وكرامتنا ووجودنا، وان كل ما يهطل علينا من خيراتٍ ونِعَمٍ يكون غالبا ببركاتها. (أم الركب السودة) أيها الجاهل المغفل، هي في عيوننا أجمل من كل الكائنات، وهي أرقاهم وأنبلهم وأفطنهم فراسة وأذكاهم عقلاً، وإذا كان للرجل الخليجي من شيء يفاخر به بين الناس فهي المرأة الخليجية. أيتها المرأة البحرينية سامحينا على التقصير، ولا تلتفتي إلى نكت أنشأها القاصرون والناقصون، فركبتك في الحقيقة ليست سوداء، فأنت أكثر نساء الأرض اعتناء بمظهرك وجسمك لأجل أن تسعدي الرجل، لكن المشكلة ليست في ركبتك الطاهرة، بل في قلوب كثيرين من الذكور الذين ملأت الغيرة أنفسهم بسبب نجاحك المبهر، فأصبحتْ أفئدتهم أشد من السواد الحالك. عاشت المرأة البحرينية مفخرة الوطن والإنسان، لأنها ستظل عزيزة مرفوعة الرأس إلى أبد الآبدين، تماماً كما رأيت والدي يقدس أمي.