كتبت - عايدة البلوشي:
أثبتت دراسة حديثة أن أقل من 45% من الأزواج؛ يشعرون بالرضا والسعادة في عملهم وحياتهم الزوجية، والسبب في ذلك يرجع إلى الضغوطات المتزايدة التي توجد في العمل، ثم مضاعفة هذه الضغوطات مئات المرات في المنزل وواقع الحياة الزوجية المليء أيضاً بالمتاعب، وهذه الحال لا تنطبق على الرجال فقط، بل تمتد كذلك على المرأة العاملة التي يتطلب منها الربط والتوفيق بين عملها وحياتها الزوجية، خصوصاً وأن أعمال المنزل وتربية الأطفال تتطلب جهداً كبيراً. في المقابل أكدت دراسة حديثة أخرى؛ تنامي نسبة المعاناة من الضغوط والتوتر وارتفاع نسبة الأمراض النفسية والعصبية الناجمة عن مشاكل ومتاعب الحياة في العمل والزواج، وهذه النسبة الكبيرة لا يمكن إهمالها أو إغفالها لأنها تنتشر كثيراً بين الأزواج والزوجات الذين يعملون. فكيف يرى أصحاب الأسر البحرينية هذه الأمور؟ وكيف تؤثر ضغوطات العمل على حياتهم الأسرية؟ وهل يمكن تحقيق التوازن بين العمل والحياة والزوجية... الإجابة في الآراء الآتية...
دائم التوتر والعصبية
يقول الموظف خالد محمد: أعمل بإحدى الشركات، ومع ضغوط العمل المستمرة، والاتصالات المقلقة ليلاً ونهاراً بخصوص العمل، وزيادة الأعمال المكلف بها تباعاً، أعاني كثيراً، فأنا دائم التفكير بالعمل، وكيفية التغلب على مشكلاته، الأمر الذي يزيد من توتري وعصبيتي، والشعور الدائم بالقلق، والخوف من الفشل في العمل أحياناً، وقد أدى ذلك إلى أعراض بدنية سيئة، منها القلق أثناء النوم، وفقدان الشهية، والشعور بضيق، ناهيك عن سوء معاملتي لزوجتي وأولادي الذين أعرف تماماً أنهم ليس لهم أي ذنب فيما يحدث لي. ويضيف: أتعمد البقاء خارج المنزل لأكون بعيداً عنهم، لكي لا تزداد الأمور سوءاً، وأعترف أن هذا ليس حلاً، فالحل هو البعد عن مسببات التوتر، أي ببساطة ترك العمل، وهو أمر لا أستطيع فعله؛ نظراً لالتزاماتي الكثيرة.
الزوجة تزيد النار اشتعالاً
ويبين الموظف محمود جاسم؛ أن من شأن عدم التفاهم بين الزوجين؛ زيادة تأثير ضغوطات العمل على واقع حياة الأُسرة، وتوليد مزيد من الخلافات الزوجية تشمل الأبناء. ويضيف: إن الرجل لا يحب الحديث بشأن أمور المنزل، وفي المقابل تستقبله الزوجة غير العاملة، بقائمة طلبات وتطالبه بمتابعة البيت ومن فيه، أما الموظفة فتعود بعد يوم عمل متعب، طالبة الراحة، لتترك الأبناء مع الخادمة، حيث لا يتسنى لها الوقت للحديث والنظر في متطلبات زوجها، وهنا يكون الرجل في وادٍ والمرأة في وادٍ، ما يتسبب بالمشكلات.
الموازنة بين العمل والبيت
وتؤكد الموظفة منى علي؛ على ضرورة معرفة الزوجة كيف توازن بين عملها وبيتها. تقول علي: لا يختلف اثنان أن ضغوطات العمل تؤثر على الحياة الزوجية، فهي تؤثر نفسياً على المرأة والرجل على حد سواء. وتنعكس هذه التأثيرات على الحياة في الأسرة، إذ إن بعد يوم عمل استمر لثمان ساعات أو أكثر تخللتها ضغوطات وتكليفات فوق الطاقة ومشكلات كثيرة، نجد بعض الموظفين يفرغون شحنة الغضب على من يجده أمامه. لكن الإنسان العاقل يدرك أن ذلك خطأ، بدليل أنه يعتذر إلى من يسيء إليه. وتضيف: من المفترض أن نحقق مبدأ الموازنة بين العمل والبيت، وكل ما يتعلق بالعمل يترك في العمل. وهذا لا يعني ألا تتحاور المرأة مع الرجل في أمور العمل وتأخذ رأيه، لكن يجب أن يُحدد وقت للنقاش في مثل هذه الأمور، وإلا سيتحول المنزل إلى مقر لمناقشة أمور العمل، لتفقد الحياة الزوجية والأُسرية طعمها.
لا بديل عن التفاهم
ويشدد رب الأُسرة ناصر محمد؛ على ضرورة التفاهم والحوار بين الزوج والزوجة، لتكون الزوجة على دراية بطبيعة عمل الزوج، والضغوطات التي يواجهها. يقول محمد: كثيراً ما أثرت ضغوطات العمل على حياتي الشخصية؛ سواء قبل الزواج أو بعده، فقبل الارتباط، ألغيت بسبب العمل حياتي الاجتماعية، فلم أزر الأهل ولا أعرف عنهم شيئاً سوى في المناسبات. وبعد الزواج استمر الوضع على ما هو، خصوصاً وأن طبيعية عملي لا تعتمد على فترة الدوام الرسمي ولا تؤجل الأعمال، حيث أستلم مكالمات بتوجيهات من الإدارة العليا لإنجاز مهام في أي وقت. ويضيف: أحب عملي، لكنه يؤثر في حياتي، والحمد لله فإن زوجتي على دراية بمجال عملي قبل الارتباط، وتعلم مدى ارتياحي للعمل، ولم تضغط علي في المناسبات الاجتماعية، وفي كثير من الأحيان تحاول أن ترتب لزيارة أو مناسبة اجتماعية في يوم الإجازة، إلا أنها تتفاجأ بطلب العمل لي، تتضايق لكنها تتفهم الوضع.