من جانبها تؤكد استشارية الأمراض النفسية د.بنة بوزبون، تأثير عدم الرضا الوظيفي لأحد الطرفين؛ الرجل أو المرأة، في محيط الأُسرة، حيث يولد التوترات والقلق، لافتة إلى أهمية مشاركة الطرفين لبعضهما في هذه الضغوطات والحديث عنها. تقول د.بوزبون: إن ضغوطات العمل تؤثر على واقع حياة الإنسان سواء الرجل أو المرأة من عدة جوانب، يأتي في مقدمتها الجانب الاجتماعي، حيث يصبح الرجل في دوامة عمل نتيجة للتراكمات وضغوطات العمل، وحتماً يؤثر ذلك على حياته الأُسرية بالدرجة الأُولى، وواقعه الاجتماعي من حيث التواصل والتزاور، وأيضاً عمل المرأة بالضغوطات يؤثر هو بدوره الآخر على حياتها الاجتماعية والأُسرية، وبطبيعة الحال هذا التأثير لا يقتصر على المرأة كزوجة والرجل كزوج فحسب، بل يمتد إلى واقع حياة الأبناء.
وعن أسباب ضغوطات العمل تقول د.بوزبون: هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى خلق مثل هذه المشكلات الاجتماعية، التي تترك واقعاً مريراً على حياة الأُسرة، منها عدم الرضا الوظيفي لأحد الطرفين الرجل أو المرأة، فالشعور بعدم الرضا الوظيفي يولد التوترات والقلق، لأنه من الصعب جداُ العمل في محيط لا يتناسب مع الموظف نفسياً لمدة ثمان ساعات متواصلة، بالتالي يكون هذا الشخص سواء كان رجلاً أو امرأة مشحوناً بالتوترات ويترك قضايا الأُسرة (البيت) بعيداً عنه نتيجة التراكمات وعدم قدرته على التوافق، وأحياناً يصل الأمر إلى الخلافات الزوجية لأسباب تافهة ويجهل الزوجان بأن السبب الرئيس وراء هذه الخلافات هو ضغوطات العمل، بالتالي لا يتصرف الرجل بحكمة مع هذه القضايا والخلافات البسيطة التي تحدث في كل أُسرة ويتعامل معها بأكبر من حجمها.
وتعتقد د.بوزبون أنه يجب على المرأة والرجل مشاركة الطرف الآخر في هذه الضغوطات والحديث عنها أمام الطرف الآخر، من باب الوصول إلى حل ومعرفة الزوج أو الزوجة سبب توتر وقلق الطرف الآخر حتى لا تضع الزوجة مبررات بناءً على أهوائها وتتعجب لماذا يتصرف زوجها بهذه الطريقة، والعكس صحيح بالنسبة للزوج أيضاً، ومن باب التخفيف لضغوطات العمل يجب أن يكون في المقام الأول الرضا الوظيفي بالنسبة للموظف. وفي حال عدم الرضا يجب على صاحب العمل أو الجهة دراسة الموضوع ومعرفة أسباب عدم الرضا، وأيضاً يجب أن تكون هناك مساحة للتواصل الاجتماعي في محيط العمل، لأن ذلك حتماً يخفف من الضغوطات العملية، وكذلك يجب أن تتبع المؤسسات والجهات نظام أو أسلوب الحوافز والترقيات، وتقدير الموظف، وكل ذلك يسهم في نهاية المطاف بزيادة في الإنتاجية ورضا وظيفي ويخفف من حدة ضغوطات العمل.