يُنظر إلى بعض الأطفال على أنه فوضوي مندفع، عدوانى، شقي، غير مبال وهذا ما يجعله موضع شكوى من الوالدين، دون أن يعلموا أن هذا الطفل يعاني من النشاط الحركي الزائد ولا يستطيع معه أن يسيطر على سلوكه واندفاعه وعدم انتباهه، ولا يمكن أن يبقى هادئاً فى مكانه، بل يرغب وبشدة فى أن يمارس نشاط الجري والقفز باستمرار.
إن اضطراب النشاط الحركي الزائد تتعرض له نسبة غير ضئيلة من الأطفال، ومن الضروري العناية بهم وعلاجهم . وفى السطور التالية نلقي الضوء على ذلك الإضطراب، من خلال تعريفه وذكر أسبابه وطريقة علاجه وكيفية التعامل مع من يعانون منه من الأطفال بأساليب إرشادية مناسبة . 1يعرف النشاط الحركي الزائد بأنه حركات جسمانية تفوق الحد الطبيعى المعقول. ويعرف أيضاً بأنه سلوك اندفاعي مفرط وغير ملائم للموقف وليس له هدف مباشر، وينمو بشكل غير ملائم لعمر الطفل ويؤثر سلبياً على سلوكه وتحصيله ويزداد عند الذكور أكثر منه عند الإناث.
الأعراض:
الأعراض الظاهرة على الطفل ذي النشاط الحركي الزائد:
1.الشرود الذهني وضعف التركيز على الأشياء التى تهمه.
2.عدواني فى حركاته، وسريع الانفعال ومتهور، ومندفع دون هدف محدد.
3.سرعة التحويل من نشاط إلى نشاط آخر، وكأنه محرك يعمل دون توقف.
4. لا يستطيع أن يبقى ساكناً حيث يحرك يديه وقدميه، ويضايق تلاميذ الصف.
5. الشعور بالإحباط لأتفه الأسباب مع تدني مستوى الثقة بالنفس.
الأسباب:
أسباب النشاط الحركي الزائد:
أ) العوامل البيولوجية:
إن للوراثة دوراً كبيراً فى حدوث مثل هذا الاضطراب حيث قد يتوارثه أفراد العائلة. وهناك سبب آخر وهو نقص بعض الموصلات الكيميائية العصبية بالمخ، مما يتسبب في اضطراب النشاط الحركي الزائد، علماً بأنَّ هذا النقص يتلاشى بالعلاج الدوائي.ِ
ب) العوامل الاجتماعية والنفسية:
وتشمل: عدم استقرار الأسرة، حيث تتعرض بعض الأسر لاضرابات اجتماعية ونفسية واقتصادية: تخل بالعلاقات بين أفرادها وتؤثر عليها ويكون الأطفال أكثر عرضة لنتائج هذا الاضطراب وسوء الظروف البيئية: مثل التلوث بالسموم والمعادن كالرصاص المؤدي لزيادة الحركة عند الأطفال، انتقال الطفل إلى - بيئة جديدة كبيئة المدرسة دون تمهيد وتهيئة نفسية مما قد يسبب إضطراب نقص الانتباه لذلك الطفل.
العلاج:
علاج النشاط الحركي الزائد المصحوب بالاندفاعية ونقص الانتباه:
يتطلب علاج الأطفال المصابين بهذا الإضطراب التعاون بين كل من الطبيب والوالدين والمعلم والأخصائي النفسي، وذلك من خلال الوسائل العلاجية الآتية:
أولاً: العلاج الطبي (الدوائي):
ويتم ذلك فى العيادة الطبية حيث يفحص الطفل من قبل طبيب الأطفال أولاً للتأكيد من سلامته السمعية وخلوه من الأمراض المعدية أو غيرها، ومن ثم يحال إلى الطبيب النفسي أو طبيب الأمراض العصبية وهو بدوره يحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن طريق الوالدين والمدرسين والمرشد الطلابى ومن كل من له علاقة مباشرة فى التعامل مع الطفل. وبعد التشخيص يمكن أن يصف له عقار ولا يستخدم إلا تحت إشراف الطبيب المختص.
ثانياً: العلاج السلوكي: ويشتمل على:
(أ) التدعيم الإيجابي:
يتم ذلك من خلال تقديم معززات مادية ومعنوية لسلوك الطفل الإيجابي، وذلك من خلال معززات رمزية مثل النجوم حال وقع السلوك المرغوب، ومن ثم يتم استبدال هذه المعززات الرمزية بمعززات عينية مثل النقود والهدايا .
(ب) العلاج السلوكي المعرفي:
يسعى هذا النوع من العلاج إلى التعامل مع خلل سلوكي محدد مثل الاندفاعية، أو خلل معرفي مثل التشتت الذهني (نقص الانتباه) فيتم تدريب الطفل على تخطي هذه المشكلات.
إن أهم المشكلات التي تواجه الطفل المصاب بهذا الإضطراب هو نقص القدرة على السيطرة على المثيرات الخارجية، ولذلك يحتاج هذا الطفل إلى برنامج متكامل وفق الآتى:
المرحلة الأولى: تتضمن تأمين وتهيئة بيئة اجتماعية تقل بها المثيرات الخارجية، خصوصاً خلال الجلسة التعليمية أو أداء الواجبات المنزلية.
المرحلة الثانية: تطبيق أساليب وفنيات العلاج السلوكي مثل التدعيم الإيجابي والسلبي والعزل، إذ أن هذا الطفل يحتاج إلى معززات خارجية أكثر من غيره من الأطفال.
المرحلة الثالثة: تدريب الطفل على عملية الضبط والتنظيم الذاتي لسلوكه، حيث إن هناك مجموعة من التقنيات العلاجية لسلوك الطفل غير المرغوب فيه داخل الأسرة أو فى المدرسة، ولكن يتضافر جهود الجميع يصبح العلاج فعّالاً.
ثالثاً: التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي: حيث يشمل على ما يلي:
- توجيه وإرشاد الوالدين إلى كيفية التعامل داخل المنزل مع الطفل المضطرب، من خلال التعريف بهذا الإضطراب وطرق التعامل مع سلوك الطفل وأهمية تطبيق تعليمات الطبيب المختص وتوظيف الألعاب المناسبة فى ذلك.
توجيه وإرشاد المعلمين إلى كيفية التعامل مع الطفل داخل المدرسة.