تونس - (أ ف ب): حذرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية “هيومن رايتس ووتش” أمس من أن هناك فصولاً في مسودة الدستور التونسي الجديد الذي يعكف المجلس الوطني التأسيسي على صياغته “من شأنها تقويض حقوق الإنسان بما فيها حرية التعبير، وحقوق المرأة، ومبدأ عدم التمييز، وحرية الفكر والضمير”.
ودعت المنظمة في رسالة وجهتها إلى أعضاء المجلس إلى “تعديل” و«إصلاح أوجه القصور الجسيمة في مسودة الدستور”.
ونبهت إلى أن “تمرير الدستور وبه هذه المواد دون تعديل سوف يقوض حرية التعبير باسم حماية المقدسات، ويضع أساساً لتآكل مكتسبات البلاد في مجال حقوق المرأة، ويضعف بطرق أخرى التزام تونس باحترام اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية التي وقعت عليها”.
ولفتت على سبيل المثال إلى أن المادة 3 من مسودة الدستور “تهدد حرية التعبير”. وتنص هذه المادة على أن “الدولة تضمن حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية وتجرم كل اعتداء على المقدسات الدينية”. وبحسب هيومن رايتس ووتش “يفتح” نص هذه المادة “الذي لا يعرف ما هو مقدس ولا ما يمثل اعتداء عليه، الباب لقوانين تجرم التعبير عن الرأي”.
ولاحظت أن نص المادة 3 “أغفل الصياغة التي من شأنها تأكيد حرية الفكر والضمير، بما فيها الحق في استبدال المرء ديناً آخر بدينه أو اعتناق الإلحاد”.
واعتبرت أن “خير حماية لحقوق الإنسان هي ضمانة صريحة في الدستور للحق في تغيير المرء لدينه أو عدم اعتناق أي دين”.
وقالت إن المادة 22 التي تقر أن “المواطنين متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات دون تمييز بأي شكل من الأشكال، تناقضها مادة أخرى تنص على أن المسلم وحده يمكن أن يصبح رئيساً للجمهورية”.
وتابعت أن المادة 28 المتعلقة بحقوق المرأة “تستدعي مفهوم التكامل بين دور المرأة والرجل داخل الأسرة، مع إغفال مبدأ المساواة بين الجنسين”