يشكو كثير من الأزواج والزوجات من تحول حياتهم الزوجية إلى سؤال وجواب وجلسات استماع وأخرى استجواب وغالباً ما تنتهي تلك الجلسات بمعركة كلامية قد تستخدم فيها كافة أسلحة السب والشتم، ثم ما أن يصطلحا حتى يفتح موضوع جديد! وهناك من الازواج من يبالغ في المحاسبة والاستجواب حتى لا يدع صغيرة ولا كبيرة إلا ويسأل عنها، وخذوا هذا المثال حتى نعلم كم تعاني بعض النساء من عنت الأزواج: قالت له “أريد بيزات علشان بترول السيارة”، قال لها: “البترول يكفيك لغاية يومين”، ثم قام لينظر إلى عداد السيارة.. فلما رآه قال: “أنت ماشية أكثر من خمسين كيلو زيادة”!! لأنه يحسب المسافة من البيت إلى مدارس الأبناء والمسافة لبيت والدتها لذا يعطيها بترول بقدر هذه المسافة فإن زادت عليه فهي تتحمل الزيادة!! وكذا نجد بعض الزوجات تحاسب الزوج عن كل كلمة يقولها وتعمل كما يقال من “تعمل من الحبة كبة” وبعضهن ياليت أنها تحاسب على الأقوال والأعمال فحسب بل يتعدى إلى النوايا التي لا يعلم حقيقتها إلا الله، وحياة هذا الصنف من الناس لا تجد فيها إلا المرارة والقسوة وكثرة الخصام وقد تنتهي بهدم البيت على رؤوس ساكنيه، وهذا كله نتيجة للإفراط في المحاسبة وعدم غض النظر عن بعض الأمور والتسامح مع البعض الآخر، وفي الجانب الآخر تجد من يفرط إلى درجة أن الزوج قد يغيب عن البيت الساعات الطوال بل الأيام ولا يسأل عنه أحد، وقد يأتي في ساعة متأخرة من الليل ولا يقال له أين كنت ولم تأخرت، بل بعضهم وبعضهن يقول “ليش أسأل؟ إذا سألت صارت (هوشه) فلا أسألها ولا تسألني.. وكل واحد ينام على الجنب الي يريحه”!! فحياة هؤلاء ليس لها طعم وليس لها من الزواج إلا اسمه. إن الحياة الزوجية تحتاج إلى اهتمام الأزواج بعضهم ببعض وسؤال بعضهم عن بعض، والعتاب اللطيف وهو ملح الحياة الزوجية فإن زاد أفسدها، ودمتم على طريق السعادة...