عواصم - (وكالات): دعا الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله الموفد الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي إلى حوار «يرتكز على رغبات السوريين»، بينما حذر الإبراهيمي من «خطر الأزمة» السورية على العالم، مشيراً إلى أنه لا يملك خطة للحل بعد.
في غضون ذلك استمرت أعمال القصف والاشتباكات على الأرض لاسيما في حلب وريف دمشق، حاصدة 133 قتيلاً بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وخلال استقباله الإبراهيمي في دمشق، دعا الأسد إلى حوار سوري «يرتكز على رغبات جميع السوريين»، معتبراً أن «المشكلة الحقيقية في سوريا هي الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الأرض». وربط الأسد وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بين نجاح العمل السياسي و»الضغط على الدول التي تقوم بتمويل وتدريب الإرهابيين وتهريب السلاح إلى سوريا لوقف مثل هذه الأعمال». وجدد الأسد «التزام سوريا الكامل بالتعاون مع أي جهود صادقة لحل الأزمة في سوريا طالما التزمت الحياد والاستقلالية». وقال الإبراهيمي من جهته رداً على أسئلة الصحافيين بعد لقائه الأسد «ليست لدي خطة في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أنه سيضع خطته بعد الاستماع إلى الأطراف الداخليين والإقليميين والدوليين. وعبر عن أمله في أن تتمكن خطة كهذه من فتح القنوات في اتجاه إنهاء الأزمة، وأن ترافقها أيضاً استراتيجية واضحة.
ونقلت «سانا» عن الإبراهيمي تحذيره من أن «الأزمة في سوريا تتفاقم وتشكل خطراً على الشعب السوري والمنطقة والعالم»، مضيفاً أن «الحل لا يمكن أن يأتي إلا عن طريق الشعب السوري نفسه».
وأكد الإبراهيمي أنه سيتواصل مع «الدول ذات الاهتمامات والتأثير في الملف السوري»، ومع أعضاء مجموعة الاتصال الرباعية حول سوريا التي تضم مصر وإيران والسعودية وتركيا.
وتطالب الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة، إضافة إلى دول الخليج وتركيا، برحيل نظام الرئيس الأسد، بينما يحبذ حلفاؤه روسيا والصين وإيران انتقالاً سياسياً من دون الدعوة إلى تنحيه.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن الإبراهيمي تأكيده أنه «سيعمل باستقلالية تامة وارتكازاً على خطة كوفي عنان وإعلان جنيف. كل نقطة أخرى ستضاف بالاتفاق مع كل الأطراف». وحدد إعلان جنيف مبادئ للانتقال السياسي في سوريا من دون الدعوة إلى تنحي الأسد. ولم يتمكن عنان من الحصول على تطبيق طلبه بوقف إطلاق النار، رغم الموافقة النظرية لطرفي النزاع، والذي كان مقرراً أن يليه حوار سياسي. كما التقى الإبراهيمي أمس رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين، وهو من معارضي الداخل.
وقال حسين إن الإبراهيمي لا يحمل خطة «وهذا أعجبنا كثيراً، إذ لابد له من أن يسمع الجميع حتى يشكل خطة توافقية بين الجميع، وليس خطة تملى على الأطراف في البلاد».وأضاف «اتفقنا على مسألة رئيسة هي أن يتم العمل على حل الأزمة السورية وليس إدارتها»، متحدثاً عن التطرق إلى «معوقات دولية وداخلية» لوقف إطلاق النار. وتتمثل المعوقات الداخلية وفق حسين «بعدم التزام السلطة بما تعد به من وقف لإطلاق النار، وتعدد المجموعات المسلحة والجيش الحر في البلاد»، والمعوقات الخارجية بـ»عدم التوافق الدولي» على مقاربة الأزمة. كما استقبل الإبراهيمي السفراء العرب. والتقى أمس الأول شخصيات أخرى من المعارضة السورية في الداخل. ووصل المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الخميس الماضي، وأجرى محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم. ميدانياً، حصدت الاشتباكات وعمليات القصف في مناطق مختلفة لاسيما مدينة حلب وريف دمشق، 65 قتيلاً أمس. وفي حلب، ثاني كبرى المدن السورية، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين على مداخل حي بستان الباشا، بينما شنت الطوافات هجوماً على مركز للشرطة في حي هنانو سيطر عليه مقاتلو المعارضة.وأشار المرصد إلى استمرار «تحليق الطائرات الحوامة فوق مساكن حي هنانو، وتستخدم رشاشتها في استهداف الحي»، وهو ما تكرر في حي الصاخور. كما تعرضت أحياء الصاخور والصالحين وبستان الباشا وبستان القصر والشيخ خضر وقاضي عسكر لقصف عنيف. وتعرضت مدينة الباب شمال شرق حلب إلى غارات جوية، كما أفاد مصدر طبي، مما تسبب بسقوط قتلى وجرحى تعذر تحديد عددهم. وفي دمشق، أشار المرصد إلى أن القوات النظامية استخدمت الطوافات في محاولة لاقتحام حي الحجر الأسود من محاور عدة، لافتاً إلى استمرار الاشتباكات على مداخله. وخرجت تظاهرة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين احتجاجاً على محاولة القوات النظامية اقتحام الحجر الأسود عبر المخيم. وفي درعا، اندلعت اشتباكات عنيفة مع محاولة القوات النظامية استعادة حي اللجاة التي تعتبر أبرز معاقل المعارضة في المحافظة.
وذكر صندوق الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» أن أعمال العنف أدت إلى تدمير أكثر من 2000 مدرسة في سوريا بشكل كامل أو جزئي، وذلك عشية انطلاق السنة الدراسية اليوم.
وأشارت المتحدثة باسم الصندوق إلى أن أكثر من 800 مدرسة تستضيف عائلات نازحة بسبب النزاع، وذلك نقلاً عن أرقام لوزارة التربية السورية.
وبدأت الممثلة الأمريكية وموفدة الأمم المتحدة أنجلينا جولي زيارة إلى العراق للاطلاع على أوضاع اللاجئين السوريين الفارين من أعمال العنف في بلدهم المجاور. وبحسب بغداد فإن أعداد اللاجئين السوريين في العراق وصلت إلى نحو 21 ألف شخص يقيمون في محافظتي دهوك والأنبار.
ومن المتوقع أن تزور جولي أربيل عاصمة إقليم كردستان، على أن تتوجه إلى دهوك لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين.
وسبق لجولي، المبعوثة الخاصة لمفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة، أن تفقدت أوضاع اللاجئين السوريين في كل من لبنان والأردن وتركيا.