كتب وليد صبري:
كشفت الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت في عدد من دول الشرق الأوسط ضد إنتاج وعرض فيلم «براءة المسلمين» المسيء للإسلام، ازدواجية واشنطن في تقييمها لأعمال العنف التي صاحبت التظاهرات، حينما دعت واشنطن زعماء دول «الربيع العربي» في مصر واليمن وتونس وليبيا، وهي الدول التي شهدت هجمات على بعثات دبلوماسية أمريكية إلى أن يبذلوا قصارى جهدهم لاستعادة الهدوء ورفض «استبداد الغوغاء».
ووصفت واشنطن الاحتجاجات في الشرق الأوسط لأول مرة بـ«طغيان الغوغاء»، في الوقت الذي تجاهلت فيه الحديث عن «سياسة ضبط النفس» التي طالما رددتها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تعليقاتها على التظاهرات التي اندلعت على مدار أكثر من عام ونصف في عدد من الدول بالشرق الأوسط، كما لم تتطرق الخارجية الأمريكية للحديث عن احترام حرية التظاهر والاحتجاج. ولم تندد الإدارة الأمريكية بحملة الاعتقالات التي شنتها قوات الأمن في تلك الدول ضد بعض المتسببين في أعمال العنف. ورأى محللون أن واشنطن غيرت لهجتها عندما طالتها نيران تلك الاحتجاجات، وأصبح التعبير عن الرأي وحرية التظاهر ضد المصالح الأمريكية في تلك الدول!