كتبت - هدى عبدالحميد:
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة أن الهدف من مبادرات ريادة الأعمال هو تمكين الشباب البحريني الذي يمتلك أفكاراً جديدة وإرادة قوية وقدرة على الابتكار لتحويلها إلى مشاريع صغيرة قادرة على النمو والتطور والإنتاج لتصبح محركاً ودافعاً أساسياً لخلق فرص عمل جديدة تسهم في تحقيق دخل ومستوى معيشة أفضل لهم ولأبناء مجتمعهم.
وقال سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، خلال رعايته حفل افتتاح أسبوع ريادة الأعمال الاجتماعية بحضور ومشاركة البروفيسور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل عام 2006 ومؤسس بنك جرامين ومؤسسة مركز يونس بالأمم المتحدة وبحضور عدد من الوزراء والسفراء وكبار المدعوين، “إن الشباب البحريني يتطلع اليوم إلى هذه التجربة الفريدة في العمل الاقتصادي الاجتماعي لكي يلبي طموحاته ويحقق أحلامه ويفتح أمامه آفاقاً جديدة ومجالات رحبة لكي يمارس دوره في تعزيز الأعمال المنتجة والخلاقة”، مشيراً إلى أن الحكومة وكافة أجهزة الدولة عملت على الدوام لتهيئة مختلف الظروف والاستفادة من كافة التجارب العالمية في هذا المجال سواء من خلال توفير فرص التعليم أو التدريب أو التمويل للشباب وهي ماضية في تعزيز هذا الجهد وتطويره بشكل مستمر ودائم.
وشدد سموه على أن الحكومة تدعم ثقافة الاقتصاد الاجتماعي الذي يتعامل مع قضايا المجتمع ويحاول تقديم حلول مستديمة لها من خلال جهودها ومبادراتها في مختلف القطاعات من التنمية الاجتماعية والإسكان والصحة والتعليم وخاصة الجهود التي تبذل لتعزيز واقع ومستقبل المبادرات الفردية والعمل الحر من خلال المؤسسات الصغيرة ومتناهية الصغر والنهوض بها لتقوم بدورها التنموي في تحسين مستوى معيشة المواطنين وفتح خيارات أخرى جديدة أمامه عن طريق تعزيز ثقافة الاقتصاد الاجتماعي في مملكة البحرين.
وثَمن الجهود التي تبذل بهدف سعي مملكة البحرين للاستفادة من خبرات المؤسسات الدولية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإلحاقاً بالدعوة التي تمت للبروفيسور محمد يونس الحائز على جائز نوبل للسلام لزيارة المملكة عام 2007، والتي أثمرت عن تعاون بنّاء وكانت نقطة الانطلاق في تأسيس بنك الأسرة مع مؤسسة جرامين تراست، كنموذج ناجح للاقتصاد الاجتماعي يشارك في رأس ماله القطاع الخاص بالشراكة مع الحكومة (بنسبة 40% إلى 60% على التوالي) والذي يعتبر أول بنك اجتماعي لتوفير التمويل الإسلامي متناهي الصغر في المنطقة وفقاً للشريعة الإسلامية وهو ترجمة لتوجهات الحكومة في تأسيس مشروعات تنموية تستهدف خدمة المواطن والشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في توفير نموذج اقتصادي ناجح لدعم محدودي الدخل، والمرأة والشباب والعاطلين عن العمل، واختارت القمة العالمية للاقتصاد الاجتماعي التي عقدت في نوفمبر عام 2011 في مدينة فيينا بالنمسا بنك الأسرة لحضور القمة وعرض تجربته التي لاقت استحسان الحضور المقدر بحوالي 1500 شخصاً من 55 دولة وكانت البحرين الدولة العربية الوحيدة المشاركة.
وعبّر سموه أن مثل هذه الجهود تتطلب تنمية وتطوير الشراكة المجتمعية بمختلف أجهزة الحكومية والقطاع الخاص، من أجل أن يأخذ الدور المنوط به في دعم الاقتصاد الوطني وخاصة تنمية وتطوير الاقتصاد الاجتماعي، باعتبار أن الاقتصاد المرتكز على تحسين ظروف المعيشة لجميع فئات المجتمع هو أساس التنمية المستدامة.
الحدث العالمي الأول بالمملكة
وعبّرت وزيرة التنمية الاجتماعية د. فاطمة البلوشي عن سرورها البالغ وشكرها الجزيل لنائب رئيس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة على رعايته الكريمة لحفل افتتاح أسبوع ريادة الأعمال الاجتماعية الذي يعتبر الحدث العالمي الأول من نوعه في مملكة البحرين حيث تم تسليط الضوء على ما يمكن أن تحققه الوزارة بالتعاون مع بنك الأسرة في التنمية الاجتماعية المستدامة بالشراكة مع المؤسسات الصغيرة والمتناهية الصغر إلى جانب تطوير مفهوم الريادة الاجتماعية والمساهمة في تأسيس المؤسسات غير الحكومية التي تدعم الأعمال الاجتماعية.
وأضافت أن هناك قمماً إقليمية يتم تنظيمها في آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية بينما لا توجد قمة إقليمية عربية للاقتصاد الاجتماعي حتى الآن، وأن الشركاء الاستراتيجيين لأسبوع ريادة الأعمال الاجتماعية في مملكة البحرين يدرسون حالياً إمكانية وفرص تنظيم القمة المقترحة وتهيئة المناخ الملائم لنجاحها، فقد تم تريب زيارة للمملكة في مارس الماضي للرئيس التنفيذي لمؤسسة “Grameen Creative Lab -GCL” الألمانية التي أسسها البروفيسور محمد يونس وتتولى تنظيم فاعليات ومبادرات الاقتصاد الاجتماعي ونشره في مختلف دول العالم، وقد أُقترح عقب هذه الزيارة أن نُبادر بتنظيم فاعلية “أسبوع ريادة الأعمال الاجتماعية” وتتمثل في ورش عمل متخصصة بهدف تعريف المهتمين في مملكة البحرين ونشر الوعي بمفاهيم وتجارب هذا القطاع المتنامي في العالم والتعرف على أفضل التجارب والفرص في هذا القطاع وكذلك تأهيل وتشكيل كوادر وطنية متخصصة في مجالات عمل الاقتصاد الاجتماعي قادرة على التعرف على المجالات والفرص المتاحة في مملكة البحرين.
وأضافت البلوشي أن بنك الأسرة قد بادر بالتواصل مع مؤسسة GCL وتم عرض المقترح على عدد من الشركاء في البحرين، ولاقى استحسان وموافقة كل من مجلس التنمية الاقتصادية، وتمكين وبنك البحرين للتنمية وغرفة تجارة وصناعة البحرين وجامعة البحرين وكذلك وزارة التنمية الاجتماعية كشركاء استراتيجيين ورعاة ومشاركين في هذه الفعالية التي تستمر لخمسة أيام، يمثل اليوم الأول فيها الافتتاح ويقدم البروفيسور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل عام 2006 ومؤسس بنك جرامين ومؤسسة مركز يونس للأمم المتحدة محاضرة عامة، وتشمل بقية أيام الأسبوع محاضرات عامة وورش عمل متخصصة في تأسيس مبادرات الاقتصاد الاجتماعي وريادة الأعمال الاجتماعية والتعرف على مجالات عمل الاقتصاد الاجتماعي والتجارب الدولية وكذلك دراسة الفرص المتاحة أمامه في البحرين.
وأشارت إلى أنه تمت دعوة المهتمين بالعمل الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والمنظمات الأهلية وكذلك رجال الأعمال والشباب والطلاب والباحثين للتسجيل على الموقع الإلكتروني بشكل مجاني، حيث تشمل كل ورشة عمل حوالي من 40 إلى 50 شخصاً، وهناك ورشتي عمل للحضور من قطاعات وفئات مختلفة: الأولى لجميع الفئات من المنظمات الأهلية ورجال الأعمال والوزارات والثانية فقط للشباب.
وأوضحت البلوشي أن هذه الفاعلية تأتي تمهيداً للقمة الإقليمية للاقتصاد الاجتماعي التي نتمنى أن تستضيفها مملكة البحرين عام 2013 إن شاء الله، مما سوف يكون له أحسن الأثر في الحفاظ علي مكتسبات وسمعه البحرين كونها دولة رائدة في مختلف المجالات وخاصة في مجال الاقتصاد الاجتماعي والاهتمام بالمواطن وتمكينه خاصة أن بنك الأسرة هو المبادرة الوحيدة من هذا النوع في منطقة الخليج العربي.
ورحب البروفيسور محمد يونس بسمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء وشكر سموه على رعايته الكريمة لهذا الملتقى الدولي وعلى دور حكومة البحرين في دعم ونشر ثقافة الاقتصاد الاجتماعي لرفع مستوى معيشة المواطنين وتهيئة البيئة الداعمة والآمنة لهم عن طريق فتح أمامهم آفاق جديدة من خلال برامج الأعمال الاجتماعية، وبعد ذلك ألقى محاضرته الرئيسية تناولت المفاهيم الجديدة للاقتصاد الاجتماعي والتحول نحو الاهتمام بالقطاع الاقتصادي الذي لا يهدف إلى الربح وعن كيفيه إدراج مشاكل وهموم المجتمع كفرص استثمارية لتحقيق تنمية مستدامة عادلة. وقدم يوس العديد من الأمثلة العالمية الناجحة لكيفية اهتمام القطاع الخاص بمشاكل التنمية في العديد من الدول النامية والمتقدمة ونماذج للشراكة الهادفة في مشروعات تخدم كافة القطاع منها نقل التقنيات الحديثة في خدمة الفقراء وتتمية وحماية البيئة والمشروعات الصحية والتعليمية.
ثم تفضل سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء بتقديم هدية تذكارية للبروفيسور محمد يونس وتوزيع الهدايا التذكارية للشركاء الاستراتيجيين والمتحدثين.
وفي ختام الحفل قدمت سعادة الوزيرة هدية تذكارية لسمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء شاكرة لسموه تفضله برعاية الحفل مع أخذ صورة تذكارية للمكرمين.