كتبت - ولاء الحجاوي:
رفض رجال دين مسلمين ومسيحيين الفيلم المسيء للرسول وعدّوه محاولة أمريكية إسرائيلية جديدة لتفتيت وحدة الإسلام والمسلمين، داعين إلى التظاهر السلمي بعيداً عن استهداف السفارات الأمريكية والمصالح الغربية عموماً. وقال رجال الدين إن الفيلم لا يقبله أتباع أي ديانة و«الرسول رمز لا يجوز التعدي على قدسيته”، لافتين إلى أنه فعل مقصود مدبر لمحاولات إسرائيل السيطرة على الشرق الأوسط والوطن العربي. ودعوا العرب والمسلمين إلى رص الصفوف واليقظة حيال مخططات الاستهداف الغربية، رافضين استهداف السفارات الأمريكية باعتباره “يكرّس صورة نمطية سيئة جهد الغرب لإلصاقها بالمسلمين”. وأضافوا أن الإسلام لا يُجيز أساليب بعيدة عن تعاليمه السامية ويدعو للتعامل الحضاري، واصفين ما حدث بـ«محاولة لإشعال نار الفتنة بين مسلمي ومسيحيي الوطن العربي”. وقال رجال الدين “هناك مخطط غربي لزعزعة أمن المنطقة واستقرارها بإثارة الفتن والقلاقل”، داعين إلى “التمسك بالشرع الحنيف كبداية للحل والمقاطعة الاقتصادية سلاح باليد”.
محاولة لتفتيت الأمة
وعدّ الشيخ د. عبدالله المقابي الفيلم المسيء للرسول محاولة أمريكية إسرائيلية جديدة لتفتيت وحدة المسلمين وتغيير اتجاهاتهم بما يتماشى مع مصالحهم، لافتاً إلى أن الفيلم لا يقبله المسلمون ولا أتباع أي ديانة أخرى، و«الرسول رمز للإسلام والمسلمين ولا يجوز التعدي على رمزيته وقدسيته بأي شكل من الأشكال”. وأضاف المقابي “وفقاً لما تناقله المحللون السياسيون، ما حدث يعد فعلاً مقصوداً ومدبراً، خاصة أن إسرائيل تعد العدة لشن حرب على الوطن العربي من أجل احتلال الشرق الأوسط والقضاء على الإسلام”. وأردف “المنطقة تشهد بالفترة الحالية صراعات وفتن وتفتت، وهي أنسب وقت لشن الحرب”، منبهاً إلى “لا بد أن يكون العرب يقظين وواعين للمخططات الإعلامية السياسية التي ترسمها الحركة الصهيونية الأمريكية وتوحيد صفوف العرب”. واستهجن المقابي الاعتداء على السفارات الأمريكية في عواصم عربية وإسلامية عدّة وقتل سفير واشنطن في ليبيا، موضحاً أن هذه الأفعال أساءت للإسلام وكرست صورة نمطية سيئة جهد الغرب لإلصاقها بالإسلام والمسلمين.
وقال: إن الممارسات العنيفة تجاه السفارات لا يمت للإسلام بصلة، داعياً إلى “لا بد أن نعكس أخلاق وسلوكيات الدين الإسلامي الحنيف، ديننا ينبذ العنف وكل عمل ينطوي على التدمير والتخريب ولا يجيز بحال من الأحوال استخدام أساليب بعيدة عن تعاليمه ومبادئه السامية، ويؤكد ضرورة التعامل بأسلوب حضاري مع من نختلف معه”.
لا عبث بالمقدسات
من جانبه، قال راعي الكنيسة الإنجيلية القس هاني عزيز “باعتباري قسّاً لأقدم كنيسة في البحرين وممثلاً للجالية المسيحية، أسجل اعتراضي على الفيلم، وأرفض الإساءة لرموز الأديان”. وأضاف “لا ننكر جميعاً أن ما حدث يعد إساءة في العموم، لكن رسول الإسلام أكبر وأعظم من الإساءات”، محذراً القساوسة والغرب من العبث بالمقدسات. ولفت إلى أن ما حدث يهدف إلى إشعال نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في الوطن العربي، داعياً إلى ضرورة اللجوء للأساليب الحضارية الراقية والمتمدنة والمتسمة بالسلمية والشرعية للتعبير عن الغضب. وناشد عزيز السفارات ووزارات الخارجية في الوطن العربي للتدخل وتقديم خطابات احتجاجية لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية وإلى جمعيات حقوق الإنسان، واللجوء للمظاهرات السلمية وبعيداً عن الحرق والتخريب والقتل.
مخطط زعزعة أمن المنطقة
وقال مسؤول إدارة الرقابة الشرعية الداخلية ببنك البحرين الإسلامي الشيخ عبدالناصر آل محمود “المشكلة الرئيسة تكمن في المسلمين أنفسهم، نحن لم نحترم ديننا وشريعتنا ورسولنا الكريم فلا ننتظر من الآخرين أن يحترموه، وسمحنا للغرب بالتجرؤ على ديننا الحنيف بوقوفنا مكتوفي الأيدي، لذلك نرى دماء المسلمين أرخص الدماء”. وأوضح أن الفيلم فعل مشين يستنكره الجميع و«ما حدث فعل مقصود، وهناك مخطط غربي يهدف إلى زعزعة أمن المنطقة واستقرارها وتفتيتها من خلال إثارة الفتن والقلاقل”.
ونبّه آل محمود إلى أن الاستهزاء بالرسل ليس أمراً محدثاً، بل وقع من الكفار السابقين مع أنبيائهم، فأحاط بهم العذاب الذي كانوا يهزؤون به، مستشهداً بقوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم مؤنساً ومسلياً له “ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون”.
وأضاف “هناك أمثلة كثيرة على استهزاء البعض بدين الله ورسوله، ولكن هذا امتحان من الله سبحانه وتعالى ليختبر به قوة إيمان المسلمين جميعاً، ومعرفة مدى غيرتهم على دينهم وكيفية الدفاع عنه”.
مؤتمر كامبل بنرمان
ولفت آل محمود إلى أن عام 1905 شهد عقد مؤتمر سري في لندن بدعوة من حزب المحافظين أُطلق عليه مؤتمر كامبل بنرمان، واستمرت جلساته حتى عام 1907، بهدف إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن، مبيناً أن بنود المؤتمر ما زالت تنفذ إلى الآن بحذافيرها. ونقل أبرز ما خلُص إليه المؤتمرون من توصيات في إبقاء شعوب المنطقة مفككة جاهلة متأخرة، وتقسيم دول العالم إلى 3 فئات، تشمل الأولى دول الحضارة الغربية المسيحية كدول أوروبا وأمريكا الشمالية واستراليا، والثانية دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية المسيحية ولكن لا يوجد تصادم حضاري معها ولا تشكل تهديداً مثل دول أمريكا الجنوبية واليابان وكوريا، والواجب احتواؤها ودعمها بقدر لا تشكل فيه تهديداً، والثالثة دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية المسيحية ويوجد تصادم حضاري معها وتشكل تهديداً لتفوقها، وهي بالتحديد الدول العربية بشكل خاص والإسلامية بشكل عام، والواجب حرمانها من الدعم واكتساب العلوم والمعارف التقنية ومحاربة أي اتجاه من هذه الدول لامتلاك العلوم التقنية. ونبّه إلى أن الدول الغربية زرعت الكيان الإسرائيلي في قلب الأمة العربية، وفصلت بين جناحيها الأفريقي عن الآسيوي، لإبقاء العرب في حالة من الفرقة والتفتت والتخلف.
الحل في التمسك بالشريعة
وقال آل محمود “أنا لا انظر للوضع بمنظور تشاؤمي بل أضع يدي على الجرح لإيجاد علاج، الغرب يخطط لتفتيت وحدة العرب، ماذا نحن فاعلون؟”.
وطالب بتمسك المسلمين بحقهم في الحصول على اعتذار رسمي من أمريكا، مناشداً جميع الحكومات التي تدعي الإسلام بالتحرك لنصرة الدين الإسلامي عن طريق تشريع قوانين وعقوبات دولية صارمة لكل من تخول له نفسه المساس بالدين الإسلامي الحنيف.
ولفت إلى أهمية خلق جيش من أبناء الغرب أنفسهم ممن هم على دراية تامة بكافة القوانين الغربية وثغراتها لنشرع منها ما يحمي الإسلام، وليكونوا جيشاً ينصر الإسلام والمسلمين في كل أنحاء العالم.
ودعا إلى استخدام دول الوطن العربي لأسلحة المقاطعة الاقتصادية والبترول، ضد دول تتطاول على دين الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم.