كتب - محرر الشؤون السياسية:
أكد برلمانيون أن التداعيات التي حصلت بعد قضية الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم يمكن أن تؤثر على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، إذ رأوا أن الاحتجاجات العنيفة في الدول التي شهدت “الربيع العربي” ستدفعها لإعادة النظر في استراتيجيتها الداعمة لتغيير الأنظمة السياسية في المنطقة، إلا أنها شددت على أن واشنطن لن تستغني عن أجندتها ومخططاتها، إنما تؤخرها أو تقدمها حسب المعطيات الحاصلة.
وقالوا، في تصريحات لـ«الوطن”، إن تلك الأحداث تهدف إلى خلق صورة بأن الدول التي شهدت ثورات ما يسمى بـ«الربيع العربي” ستصبح أكثر دموية في حال استمرار الولايات المتحدة في دعم استراتيجية تغيير الأنظمة، في رسالة واضحة للدول الغربية لوقف دعم الثورة السورية.
وأشاروا إلى أن “الفيلم أساء كثيراً للولايات المتحدة وأضعف مصداقيتها بشكل أكبر”، وأن “نشره في هذا الوقت مخطط له لإلصاق تهمة الإرهاب والعنف بالمسلمين بلا استثناء”.
وقال النائب خميس الرميحي إن موقف الولايات المتحدة مع ما يحدث في البحرين لن يتغير، إذ يرى أن أمريكا لا تستغني عن أجندتها، إنما تؤخر أو تقدم تلك الأجندة حسب المعطيات الحاصلة.
ولفت إلى أن “البلدان التي جرت فيها تغييرات في الأنظمة السياسية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، هي التي شهدت احتجاجات كبيرة وردود فعل عنيفة”، واعتبر أنه “من الطبيعي أن تعيد الولايات المتحدة النظر في دعمها لتلك التغييرات، خاصة أن تلك الشعوب أصبحت تعيش في حالة غضب جراء التدخلات أمريكا المستمرة في تلك الدول”. وأشار الرميحي إلى أن تلك التداعيات قد تأثر على الثورة السورية، وقال “من المؤسف أن يدفع الشعب السوري دماءه في نضاله من أجل إسقاط حكم ديكتاتوري في بلده ثمناً لتلك المخططات”، داعياً الدول العربية للإسلامية للوعي وعدم الانجرار إلى ذلك المنزلق.
واعتبر أن “الفيلم أساء كثيراً للولايات المتحدة وأضعف مصداقيتها بشكل أكبر، فبعد أن كانت سمعتها متدنية أصبحت الآن في جميع البلدان الإسلامية في الحضيض”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة بحاجة لسنوات طويلة لترميم وتحسين صورتها في المنطقة العربية الإسلامية، خاصة في البلدان التي شهدت ثورات ما أطلق عليه (الربيع العربي)”.
وشدد الرميحي على ضرورة أن تقابل الدول العربية والإسلامية خطط الولايات المتحدة بإرسال “جنود المارينز” لحفظ سفارتها ودبلوماسييها بصرامة، وأن تحثها على الالتزام بالاتفاقات والمواثيق الدولية، أو أن تسحب دبلوماسييها من دولها”.
من جهته، رأى النائب عبدالرحمن بومجيد أن “أمريكا يمكن أن تعيد النظر في دعمها التغيير السياسي في المنطقة، إذ كانت تسعى للسيطرة على تلك الدول بدعمها للثورات، إلا أنها تناست أن الشعوب الآن هي من تحرك سياسات الدول”. وأضاف أن ردود الفعل من مسيرات واحتجاجات تعكس حالة الاحتقان التي تعيشها تلك الدول إزاء الاستراتيجيات التي تنفذها أمريكا في المنطقة.
واعتبر بومجيد أن تأخر أمريكا في استنكار الفلم المسيء، يؤكد أنها كانت تنتظر أن تحدث تلك التداعيات، لخدمة أجندتها ومصالحها، داعياً الدول العربية للوعي لتلك المخططات وعدم الانجرار وراء تلك الأحداث التي تخدم مساعي الولايات المتحدة في السيطرة على المنطقة.
وطالب بومجيد سن تشريعات دولية تجرم التطاول على الأديان، وتوقع عليها جميع الدول الأمم المتحدة، كمثيلتها من الاتفاقات الدولية التي تقرها الدول، إذ يرى أن قوى دولية أصبحت تستغل مثل تلك الأمور لإثارة الاحتجاجات لأهدافها الخاصة، معتبراً أن عدم تجريم الإساءة للأديان سيؤدي لتداعيات وخيمة على كامل المنطقة.
وشدد على ضرورة استنكار دول العالم لمثل تلك الإساءات، وقال “عندما تطالب أمريكا باحترام الأديان والتسامح، فمن باب أَولى أن تبدأ هي بتنفيذ ذلك على أرض الواقع”، ورفض بومجيد في الوقت ذاته الاعتداءات التي حصلت على السفارات والمواطنين الغربيين في الدول التي شهدت تلك الاحتجاجات.
إلى ذلك، قال عضو مجلس الشورى د.خالد آل خليفة إن نشر الفلم المسيء في هذا الوقت مخطط له، ويهدف لتحقيق عدة أمور منها “ضرب نتائج الربيع الذي سمح للشعوب بتغيير أنظمتها السياسية، والتأثير على المساعدات الغربية لسوريا عبر خلق صورة بأن الدول التي شهدت الثورات ستصبح أكثر دموية في حال استمرار الولايات المتحدة دعم استراتيجية تغيير الأنظمة، أو النظام الديكتاتوري الحالي في سوريا أفضل ما يوجد لخدمة المصالح الغربية، إضافة لإلصاق تهمة الإرهاب والعنف بالمسلمين بلا استثناء”.
ودعا د.خالد الدول العربية الإسلامية للوعي والحذر من التعامل مع مثل هذه الأحداث والمخططات، وعدم الانجراف بعشوائية وانفعال، وقال “من الواضح أن المثلث الإيراني السوري الإسرائيلي، هم المستفيدون من تلك الأعمال، ويتم تنفيذها عبر رؤوس تخدمهم دون العلم بمن وراءهم”. وشدد على ضرورة عدم منح تلك الدول الفرصة لاستغلال مثل تلك الأعمال لخدمة أجندتها الخاصة.