دعت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب سوسن تقوي، إلى إصدار اتفاقية تُجرّم انتهاك الأديان السماوية والإساءة لرموزها، عادة الفيلم المسيء للرسول الكريم جريمة وليس إبداعاً.
وقالت تقوي إن “إنتاج الفيلم المسيء وترويجه ليس إبداعاً وإنما جريمة بحق الرسول الكريم، وإيغال في الإساءة للإسلام ورموزه”، مبررة موجة الغضب العارمة التي اجتاحت الأمة الإسلامية في التصدي الشعبي لإساءة كبيرة مسّت شخصية إنسانية عظيمة.
واعتبرت الفيلم “جريمة بحق الإسلام ورموزه ويسبب الشقاق بين الأديان”، بعكس ما حمله الرسول الكريم من دعوة لخير البشرية، داعية إلى ضرورة أن تسهم ردة الفعل الإسلامية الغاضبة تجاه الفيلم، في تشكيل جبهة صد من قبل معتنقي الأديان السماوية لمواجهة أيّ أعمال أو أفكار متطرفة أو شاذة أو مسيئة تمس ثوابت التعايش والتسامح والأخوة الإنسانية فيما بين معتنقي الأديان.
وأضافت تقوي “البحرين واحة لجميع الأديان عبر ما رسخته من قيم التآخي والتعايش والتسامح”، مستدلة على التوجه لبناء أضخم مجمع كنسي للديانة المسيحية في منطقة عوالي، وما يحمله من رسالة إنسانية إيجابية من البحرين تجاه إخوانهم وأخواتهم في الديانة المسيحية.
ودعت المعنيين من أصحاب القرار الديني إلى التعاضد بشكل أقوى والتكاتف المستمر للرد على الإساءات المرفوضة على الإسلام والتطاول على مقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وذكرت تقوي أن “ما جرى لا يصنف في خانة حرية الرأي أو التعبير أو الإبداع، وإنما في خانة الكراهية والاستهزاء وتحقير معتقدات الآخرين، وأن ذلك يتطلب معالجة قانونية وملاحقة قضائية جدية للمتهمين ومعاقبتهم ليكونوا عبرة للآخرين”.
وأيّدت الدعوات نحو وضع اتفاقية دولية لتجريم الإساءة للأديان السماوية والرموز الدينية، و«أنه الوقت المناسب لذلك بعد أن طفح الكيل من استمرار الإهانات للمعتقدات بين فترة وأخرى”، لافتة إلى أن الاتفاقية أُقرّت من الاتحاد العربي البرلماني واتحاد البرلمانات الإسلامية والاتحاد البرلماني الدولي وأُحيلت لهيئة الأمم المتحدة ولكنها وضعت في الأدراج.
وأكدت تقوي أن ما جرى من موجة غضب إسلامي يجب أن تكون منطلقاً لمؤسسة العمل التوعوي لنشر السيرة العطرة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وتصحيح ما يتداول من معلومات مغلوطة في أوساط الدول غير الإسلامية التي لا ترى في الإسلام إلا المتطرفين وتفجيرات 11 سبتمبر والعمليات الانتحارية والأمور السلبية الأخرى.
ولفتت إلى أنه “ليس من صالح الأمة العربية أن يسودها الشحن والتوتر الديني فيما بين معتنقي الأديان، لأن ذلك يزرع بذور الفتنة والشقاق بينهم”، مضيفة “المطلوب في هذه المرحلة وقف التشويه وصد أيّ محاولات للفتنة”.
وانتقدت تقوي قرار موقع “يوتيوب” المملوك لشركة “غوجل” بعدم إزالة مقطع من الفيلم مدته 13 دقيقة يسخر من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لافتة إلى أن أصغر وأكبر دولة إسلامية عدداً وحجماً وتاريخاً تدفع نحو وقف بث الفيلم المسيء، و«من واجب المعنيين أن يستوعبوا بدقة أن الفيلم تحريض على الفتنة بين الأديان وأن ما يجري من المسلمين ليس حرباً على الإبداع”.