عواصم - (وكالات): أقرت إيران لأول مرة بأنها أرسلت عناصر من الحرس الثوري إلى سوريا لمساعدة النظام على مجابهة المعارضة المسلحة وكذلك إلى لبنان المجاور، مؤكدة أنهم كـ “مستشارين” فقط، فيما قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إن إيران تستخدم المجال الجوي العراقي في نقل إمدادات إلى قوات الرئيس السوري بشار الأسد وأن آلافاً من مقاتلي المليشيات العراقية عبروا الحدود إلى سوريا لدعم قوات الأسد. في الوقت ذاته تتواصل أعمال العنف في سوريا وتتعرض معاقل للمعارضين لقصف عنيف من القوات النظامية وسط معارك على جبهات عدة، وأدت أعمال العنف إلى مقتل العشرات. وتوقع الجيش السوري الحر الذي أجرى قادة منه حواراً عبر (سكايب) مع المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، فشل مهمة الموفد الدولي كما فشلت مبادرات سابقة، بينما دعا البابا بنديكتوس السادس عشر من لبنان إلى السلام في سوريا، والمجتمع الدولي إلى إيجاد حلول قابلة للحياة في المنطقة.
وأكد القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني “بسدران” الجنرال محمد علي جعفري أن عناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري موجودون في سوريا ولبنان.
وقال الجنرال الجعفري في مؤتمر صحافي “إن عدداً من عناصر فيلق القدس موجودون في سوريا ولبنان. غير أن ذلك لا يعني أن لنا وجوداً عسكرياً هناك. إننا نقدم لهذين البلدين نصائح وآراء ونفيدهم من تجربتنا”.
وأضاف “نحن فخورون بالدفاع عن سوريا التي تشكل عنصراً مقاوماً “ ضد إسرائيل “ عبر تزويدها بخبرتنا بينما لا تخجل دول أخرى من دعم مجموعات إرهابية” في سوريا، كما تسمي إيران رسمياً المسلحين المعارضين للنظام السوري.
وهي المرة الأولى التي يقر فيها مسؤول في الحرس الثوري الإيراني بوجود عناصر من فيلق القدس في سوريا ولبنان بينما تندد المعارضة السورية والمسؤولون الأميركيون بذلك منذ أشهر.
وسبق للقادة الإيرانيين أن نفوا مراراً أي وجود عسكري إيراني في سوريا، مكتفين بالتشديد على تقديمهم مساعدة “معنوية وإنسانية” للنظام السوري.
من ناحيته، قال الهاشمي إن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لا تعترض نقل الذخيرة والسلاح إلى قوات الأسد. وأضاف أن بلاده تحولت إلى ممر للدعم الإيراني لنظام الأسد وأنه لا شك لديه في ذلك.
وأضاف أن الأمر لا يتعلق فقط بفتح المجال الجوي وإنما يتعلق بآلاف من مقاتلي المليشيات الموجودين الآن داخل سوريا لدعم الأسد وقتل السوريين الأبرياء. وأشار الهاشمي في ذلك إلى تقارير تلقاها من محافظة الأنبار العراقية المتاخمة للحدود مع سوريا ومن المعارضة السورية.
وقال إن “المعارضة السورية احتجزت مقاتلين من المليشيات العراقية داخل سوريا”. ورفض مستشار رفيع للمالكي هذه الاتهامات وقال إن “العراق ملتزم بعدم الانحياز لأي من طرفي الصراع في سوريا”.
وقال علي الموسوي المستشار الإعلامي للمالكي “إن رئيس الوزراء يؤكد دائماً على أن العراق لن يسمح لأي دولة باستخدام مجاله الجوي لنقل الأسلحة إلى سوريا”.
في غضون ذلك، تتواصل أعمال العنف في سوريا وتتعرض معاقل للمعارضين لقصف عنيف من القوات النظامية وسط معارك على جبهات عدة، في وقت دعا البابا بنديكتوس السادس عشر من لبنان إلى السلام في سوريا، والمجتمع الدولي إلى إيجاد حلول قابلة للحياة في المنطقة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط العشرات في مدن عدة منها حلب ودمشق ودرعا وحمص.
وانطلقت أمس في سوريا السنة الدراسية الجديدة، وسط مخاوف أمنية كبيرة، فيما ذكرت تقارير أن 2000 مدرسة دمرت بسبب أعمال العنف.
ويواصل موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا زيارته لدمشق، بعد أن التقى الرئيس السوري بشار الأسد الذي دعا إلى حوار “يرتكز على رغبات السوريين”.
وتوقع الجيش السوري الحر الذي أجرى قادة منه حواراً عبر (سكايب) مع المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، فشل مهمة الموفد الدولي كما فشلت مبادرات سابقة.وقال رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب في الجيش الحر العقيد عبد الجبار العكيدي إن الإبراهيمي “سيفشل كما فشل الموفدون الذين سبقوه، لكننا لا نريد أن نكون سبب هذا الفشل”.
ومن لبنان المجاور، دعا البابا بنديكتوس السادس عشر في اليوم الأخير من زيارته للبنان إلى السلام في سوريا، مطالباً المجموعة الدولية والدول العربية باقتراح “حلول حيوية” من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط.