عواصم - (وكالات): أكد وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن الجيش الأمريكي ليست لديه أية خطط لتعزيز قواته في الشرق الوسط رغم الاحتجاجات العنيفة التي استهدفت البعثات الدبلوماسية الأمريكية في عدد من الدول العربية، ما يعد مراوغة لما أدلت به أمس الأول الإدارة الأمريكية عن عزمها نشر قوات من مشاة البحرية الأمريكية “المارينز” في سفاراتها ببعض دول العالم. في الوقت ذاته، شنت قوات الأمن في عدة دول أوروبية حملة اعتقالات ضد المتظاهرين المناهضين للفيلم المسيء للإسلام “براءة المسلمين” بينما قررت الحكومة الفرنسية حظر التظاهر ضد أمريكا. وصرح بانيتا للصحافيين قبل وصوله إلى طوكيو في جولة آسيوية أنه مع انتشار قوة كبيرة في المنطقة إضافة إلى فرق مكافحة الإرهاب التابعة لقوات المارينز التي أرسلت إلى اليمن وليبيا، فإن الجيش لديه القدرة على الرد بالشكل المناسب لحماية الدبلوماسيين الأمريكيين. وقال بانيتا “لدينا وجود كبير في المنطقة”. وتم إرسال فريقين لمكافحة الإرهاب تابعين لقوات المارينز يتألف كل منهما من 50 عنصراً أحدهما إلى ليبيا والآخر إلى اليمن بعد الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي بهدف حماية السفارتين الأمريكيتين في البلدين.
ويعد الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي الأسوأ الذي تتعرض له بعثة دبلوماسية أمريكية منذ السبعينات. ورداً على سؤال حول ما إذا كان مسلحو القاعدة يتحملون مسؤولية هجوم بنغازي، قال بانيتا “ذلك لم يتأكد بعد. وهذا جزء مما سيحدده التحقيق”. إلا أنه قال إن فروع القاعدة في شمال أفريقيا لاتزال تشكل تهديداً خطيراً، وإن على الولايات المتحدة أن تواصل الضغط على المتطرفين.
في غضون ذلك، أمرت الولايات المتحدة بإجلاء جميع طواقمها غير الأساسيين من تونس والسودان، محذرة المواطنين الأمريكيين من التوجه إلى هذين البلدين، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية.
من جهتها، نفت رئاسة الجمهورية المصرية، ما تردَّد عن سيناريو لإرسال قوات مارينز أمريكية إلى مصر لحماية مقر السفارة الأمريكية من الاقتحام.
من جانبه، استنكر وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل إنتاج الفيلم المسيء للرسول، مشدداً على المبادئ التي تضمنتها مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الديانات والثقافات وتبناها مؤتمر مدريد للحوار بعدم الإساءة للديانات ورموزها.
وأدان الفيصل خلال تلقيه اتصالاً هاتفياً أمس الأول من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعمال العنف التي تعرضت لها البعثات الدبلوماسية الأمريكية، وأي اعتداء على أي بعثة دبلوماسية أجنبية حول العالم لأي سبب كان.
وأكد الفيصل على ما يجب أن يتمتع به المبعوثون الدبلوماسيون من حرمة وحصانة حث عليها الدين الإسلامي الحنيف أولاً ونصت عليها القوانين والمعاهدات.
وفي باريس، ندد وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس بالتظاهرة المناهضة للأمريكيين التي نظمت أمس الأول قرب السفارة الأمريكية في باريس، مؤكداً أن ذلك لن يتكرر في المستقبل. وقال “هذا أمر لا يمكن التساهل معه أبداً. لقد أعطيت تعليمات لكي لا يتكرر ذلك”. وأضاف “هذه التظاهرات محظورة. وكل اعتداء وكل دعوة إلى الحقد سيتم التصدي لها بأكبر قدر من الحزم”.
وشارك ما بين 200-250 شخصاً، اعتقل منهم 150، في تظاهرة غير قانونية في ساحة الكونكورد في باريس للاحتجاج على الفيلم.
في غضون ذلك، اعتقل 230 شخصاً في انتورب شمال بلجيكا خلال تظاهرة ضد الفيلم المسيء للإسلام. وقد تواصلت الاحتجاجات ضد الفيلم المسيء للإسلام، وتجمع 50 شخصاً بهدوء على مقربة من السفارة الأمريكية في العاصمة التركية أنقرة للتنديد بالفيلم المسيء للإسلام. كما تظاهر 300 شخص سلمياً أمام سفارة الولايات المتحدة في لندن.
وفي باكستان، قالت إن شخصاً قتل وأصيب 5 في احتجاجات في شتى أنحاء باكستان على الفيلم المسيء للإسلام.
وأُصيب 8 أشخاص بجروح في مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين كانوا ينددون بالفيلم أمام قنصلية الولايات المتحدة بكراتشي.
من جانبها، أكدت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس أن الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في بنغازي بدأ بتظاهرة “عفوية” احتجاجاً على الفيلم مناقضة بذلك تأكيدات طرابلس. وقالت رايس في تصريح لشبكة اي.بي.سي رداً على سؤال بشان العناصر الأولية للتحقيق الذي يجريه الاف.بي.اي بشأن مقتل 4 أمريكيين في الهجوم على القنصلية بينهم السفير الأمريكي في طرابلس كريستوفر ستيفنز، “وفقاً لما لدينا حالياً من معلومات فإن الأمر بدأ بتحرك عفوي وليس متعمداً، اقتداء بما كان يحصل في القاهرة حيث اندلعت قبل ذلك ببضع ساعات تظاهرة عنيفة ضد هذا الفيلم الصادم للغاية”. من جهته، قال رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف إن نحو 50 شخصاً اعتقلوا لصلتهم بالهجوم. وقال المقريف في مقابلة مع تلفزيون “سي.بي.إس” الأمريكي إن “بعض المعتقلين ليسوا ليبيين وعلى صلة بتنظيم القاعدة”.
من جانبها، قرر وزير الخارجية الكندي جون بيرد إغلاق سفارات بلاده في مصر وليبيا والسودان لأسباب أمنية كما أعلن عضو في مكتبه. وقال ريك روث “لقد أغلقنا سفاراتنا في القاهرة وطرابلس والخرطوم كإجراء أمني احتياطي ولضمان حماية العاملين الكنديين”.