أكد آرسنال بتسجيله ستة أهداف في مباراة اليوم أمام ساوثامبتون بأنه يسير بخطى ثابتة نحو التخلص من أزمة خط هجومه الذي تأثر في الجولتين الافتتاحيتين أمام سندرلاند وستوك بسبب خروج روبن فان بيرسي من الفريق وانضمامه لمانشستر يونايتد.
دعونا نتفق على صعوبة تعويض هداف قدير بحجم روبن فان بيرسي في ليلة وضحاها، وهذا ما يؤمن به المدرب آرسين فينجر، وسنحلل الطريقة التي لعب بها والتي أوضحت محاولته لإيجاد حلول واقعية لمشكلة العقم الهجومي.
الإيجابيات
أولاً: لم يعتمد فينجر في هذا اللقاء على المهاجم الجديد القادم من مونبيليه «أوليفيه جيرو» وقرر إجلاسه على دكة البدلاء وتغيير النمط من طريقة 4-2-1-3 لطريقة 4-2-3-1 دون الاعتماد على مهاجم «صندوق».
في مباراة ليفربول اعتمد على أبو ديابي وآرتيتا في منطقة الوسط الدفاعي والإرتكاز لقوتهما ودقتهما في التمرير وقدرتهما على استخلاص الكرة من الخصم دون ارتكاب أي أخطاء ووضع أمامهما كاثورلا كصانع ألعاب وعلى الأطراف تشامبرلين وبودولسكي لتنفيذ الهجمات المرتدة ليسجل مرتين بفضل هذه الخطة.
وأمام ساوثامبتون رفض فكرة المهاجم الصريح وطرح فكرة جديدة ألا وهي «المهاجم الحر» (جيرفينهو) الذي يستطيع بمرونته التحرك على الأطراف وهذا ما ساعد لاعبي الوسط على التوغل داخل المنطقة في العديد من اللقطات، فقد صنع جيبس الهدف الأول بفضل تمريرة من جيرفينهو داخل المنطقة، وكاد يسجل كاثورلا مرتين وصنع آرون رامسي هدف جميل لجيرفينهو بعد حصوله على تمريرة من كاثورلا.
تكديس الوسط بستة لاعبين بهذه الإمكانيات يذكرنا بطريقة لعب المنتخب الإسباني الذي لم يعتمد على مهاجم (رأس حربة) طيلة بطولة أمم أوروبا 2012، وفينجر حاول استخدام جيرفينهو بنفس الطريقة التي كان يستخدم بها ديل بوسكي سيسك فابريجاس لسحب المدافعين لخارج المنطقة لفتح المساحات أمام القادمون من الخلف بدون رقابة.
ثانياً: ارتفاع روح الانسجام والتفاهم بين سانتي كاثورلا وآرتيتا تُنبأ بالخير، هذا الثنائي قوي جداً في التمرير الأرضي من لمسة واحدة، ووجودهما أعطى قوة واتزان لخط وسط الفريق ربما أكثر مما كانت عليه أيام فابريجاس وسمير نصري اللذين كانا يهتمان أكثر بالمهام الهجومية.
ثالثاً: استخدام فينجر لدكة بدلائه باحترافية، في اللقاء السابق أمام ليفربول أراح جيرفينهو وقام بإشراك جيرو، واليوم أجلس جيرو وأقحم جيرفينهو، واستعان بوالكوت في توقيت مثالي، واستخدامه لكوكلين في بعض المباريات ببطولة الدوري والكأس الموسم الماضي عاد عليه بالنفع، فها هو أبو ديابي (كالعادة) يتعرض لإصابة دولية، فكان كوكلين خير بديل له في منطقة الوسط الدفاعي، وساعده آرتيتا بخبرته الطويلة على تقديم مباراة رائعة ليستحق التصفيق الحار الذي ناله أثناء خروجه من الملعب.
السلبيات
أولاً: دفاع ووسط ساوثامبتون فشلا باقتدار وسقطا في نفس الأخطاء السابقة لهم أمام مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، من سوء رقابة وضعف في التغطية من العمق والتخاذل في تأدية عدد من الأدوار في نفس الوقت، انها نفس الهفوات الساذجة التي سقط فيها من قبل، ولكنه دفع الثمن غالياً بستة أهداف..وصورته الآن تهتز بقوة أمام الناس بعد أن نال إعجاب واستحسان عشاق البريميرليج بفضل مردود هجومه بقيادة ريكي لامبارت في المباريات الثلاث السابقة.
ثانياً: الظهير الأيمن لساوثامبتون «ناثانيل كلاين» يُعد أسوأ لاعب في الجولة ككل، غير معقول الأخطاء التي اقترفها في حق سمعته كلاعب كرة وفي حق فريقه، حيث تسبب بدون مبالغة في أربعة أهداف، كان يجب على المدرب سحبه من الملعب بعد انتهاء الشوط الأول، لكن إصراره على مواصلته في الملعب أدى للمزيد من الأهداف.
ثالثاً: قدم الحارس الإيطالي «مانوني» مستوى مذهل مع آرسنال أمام ستوك سيتي وليفربول خلال الجولتين الماضيتين فلم تهتز شباكه قط إلا أن فينجر قرر وضعه على دكة البدلاء في قرار أثار ذهول الكثير من محبي الفريق، ودفع فينجر ثمن الاستعانة بتشيزني المهزوز والذي تسبب في هدف ساوثامبتون الوحيد ليضيع على آرسنال لقب الفريق صاحب الشباك النظيفة لتكون هذه السلبية الوحيدة في المباراة بالنسبة للفريق المضيف.