قال وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة إن التعصب الطائفي يشكل التهديد الأخطر على أمننا الاجتماعي، وإن ضبط هذا الأمر واجب أساسه تبني التشريعات الرادعة والبرامج الوطنية المطلوبة لإغلاق هذا الباب أمام كل من يحاول المساس بأمننا واستقرارنا وإضعاف مقاومتنا الوطنية، مؤكداً أن أهم التحديات الأمنية المقبلة كيفية سحب فتيل الحقد والكراهية من بين المواطنين.
وأوضح الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، أثناء تكريم أهالي شهداء الواجب وعدد من رجال الشرطة المخلصين الذين أصيبوا بالفترة الماضية، أن رجال الشرطة نهضوا بواجب الحفاظ على الأمن والأمان، وعرضّوا حياتهم للخطر، وقدّموا التضحيات تلو التضحيات، لم تفتر لهم عزيمة ولم يخبُ لهم حماس.
وحيا الوزير أسر الشهداء، معرباً عن تقديره للشهيد الذي ضحي بروحه من أجل أمن وسلامة وطنه، وضرب أروع الأمثلة في الأخلاق والتفاني، حتى نال شرف الشهادة أثناء قيامه بعمله.
كما حيا المصابين من رجال الأمن العام، والذين يزيد عددهم عن الألف، بينهم عدد كبير تعرضوا لإصابات بليغة، أدت إلى عجز كلي، فضلاً عن إصابات متوسطة لحقت بعدد آخر، ومازالوا يتلقون العلاج في المستشفيات، موضحاً أن ما يقومون به من جهود مضنية، وما تعرضوا له أثناء أداء الواجب من إصابات لهو محل التقدير والامتنان منه شخصياً ومن جميع منتسبي الأمن العام، فالمخاطرة وتحمل المشقة لا تثنينا عن أداء المهام الموكلة إلينا، فشعارنا هو “أننا على الواجب دائماً”.
ونظّمت وزارة الداخلية تحت رعاية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، مساء أمس، حفل تكريم أسر شهداء الواجب، لرجال الأمن العام المصابين، ممن ضحوا في سبيل أمن وسلامة الوطن، كما تم خلال الحفل، الإعلان عن الدفعة التاسعة من التلاميذ العسكريين والدورة الثانية من شرطة خدمة المجتمع، وقوامها 500 فرد، تم اختيارهم من المحافظات الخمس.
العالم أدرك شرعية إجراءاتنا الأمنية
وأكد وزير الداخلية ثبات وانضباط رجال الشرطة، مضيفاً “إصابات التضحية والفداء في صفوفكم كانت أحرّ عليّ من القبض على الجمر، وكنتم ترونها أوسمةً من الفخر على أجسادكم الطاهرة، فقد ضحيتم بأغلى ما لديكم من أجل البحرين وضربتم أعلى أمثلة الولاء والالتزام”.
وقال “يطيبُ لي في إطار مسؤوليتي لصون الأمن العام ورعاية منتسبي الوزارة التي أولاني إياها سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى؛ أن يكون لي شرف تكريم أهالي شهداء الواجب الأبرار وعدد من رجال الشرطة المخلصين الذين أصيبوا بإصابات بالغة خلال الفترة الماضية”.
وأشار إلى أنه في ظل ما نواجهه من تحديات المواقف وقلب الحقائق؛ فإنّه لا يكفي أن نقوم بفعل الحق، بل يجب أن نعرف كيف ندافع عنه، وأن نقيم الحجة البالغة على صوابه وشرعيته في الداخل والخارج.
وأضاف “وفي الوقت الذي نقوم فيه بحماية الحقوق والحريات يبقى حق الأمان وحماية المصالح والأرزاق من أهم الحقوق والواجبات، ولا يغيب عن البال أن العالم لا ينظر إلى تصرفات الأفراد، بقدر ما ينظر إلى إجراءات الدولة وأنكم تمثلون الدولة، فأنتم رجال الموجة الأولى وخط المواجهة المتقدم في حفظ الأمن وإنفاذ القانون، ومن خلال صبركم وانضباطكم في ظل استمرار أعمال الإرهاب والتخريب والشغب؛ استطاع العالم أن يستوعب، وأن يتفهم دفاعنا عن العدالة، وأن يدرك يقيناً شرعية إجراءاتنا الأمنية”.
وقال إن التوجيهات الملكية السامية جاءت بإنشاء شرطة خدمة المجتمع في تجربة أمنية رائدة؛ انطلاقاً من القناعة بأن الأمن للجميع ومن مسؤولية الجميع، فالمرحلة المقبلة تتطلب من كل واحد منا أن يقوم بواجبات رجال الأمن تجاه الشراكة المجتمعية لتعزيز الثقة الاجتماعية بين أبناء الوطن الواحد؛ مما يعزز مناعة جبهتنا الداخلية أمام أي تدخلات خارجية، وفي مواجهة الأحداث التي تقود المجتمع إلى التفرقة والتباعد والتباين والاختلاف.
حفظ الأمان مسؤولية الجميع
وقال الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة “إننا نسعى وبدعم من الحكومة الرشيدة في الحفاظ على الجاهزية والاستعداد الكافي لمواجهة أي مستجدات تقع على مسؤوليتنا، ومن ذلك المضي في تأهيل وتدريب القوى البشرية، وإمداد أجهزتنا الأمنية بكفاءات جديدة وشابّة قادرة على العطاء والبذل في ضوء مفهوم الأمن الحديث، ومعايير مدونة سلوك الشرطة التي اعتمدناها لرفع مستوى الأداء في جميع مناحي الواجبات الأمنية، مع التأكيد على أمن رجال الشرطة وعيش أهلهم ومستقبل أبنائهم، وتعزيز الطمأنينة التي تمكننا من تهذيب النفوس وتوعية الناس وإرشادهم لفعل الخير. فالأمان مسؤولية يجب أن يحافظ عليها كل رجل أمن وكل مواطن صالح”.
وشدد وزير الداخلية على أن ما مر بنا من أحداث، وما شهدناه من ظروف صعبة تدفعنا لأخذ الدروس والعبر التي تقوينا، وتجعلنا نجتمع ونسابق الزمن من أجل بناء ما تأخر، وليكن “شعار البحرين أولاً” برنامج عمل ونهجاً محرّكاً للأداء الوطني الذي نؤكد من خلاله على عروبة البحرين، وحمل الرسالة التي توارثناها من الآباء والأجداد في الحفاظ على انتماء البحرين العروبي والإسلامي، وعلينا تقع مسؤولية حفظ أمنها واستقرارها الذي هو أساس لأي تقدم، والسبيل لتحقيق أمنيات كل من يتطلع إلى مستقبل زاهر بإذن الله.
وأضاف “وفقكم الله لما فيه خدمة الوطن وأمنه واستقراره، وأعانكم على حمل هذه المسؤولية الجليلة؛ التي أنتم أهل لها وجديرون بها، وجزاكم عن دينكم ووطنكم خير الجزاء. والله نسأل أن يحفظ الوطن، وأن يديم عليه نعمة الأمن والأمان بقيادة سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، الذي أقام العدل وحفظ للإنسان كرامته وحقوقه، وحمى البلاد بسياسة الحكم الرشيد والرأي السديد”.
من جهتهم، أعرب أهالي شهداء الواجب عن شكرهم لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وعن امتنانهم وتقديرهم لهذه اللفتة الكريمة من قبل وزير الداخلية وتكريمهم في هذه المناسبة، منوهين إلى أن أبناءهم من الشهداء البررة قدموا أرواحهم فداء وتضحية للوطن الغالي، سائلين العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يحفظ للوطن قائده ورمز عزته، وأن يديم على البحرين نعمة الأمن والازدهار.
وأكد المصابون من رجال الأمن العام، أنهم على العهد باقون وعلى الدرب سائرون ولن توقفهم هذه الإصابات، مهما كانت بليغة، عن أدائهم للواجب على أكمل وجه ومواصلة مسيرة العطاء في ميادين الشرف والكرامة، متمسكين بالإيمان الصادق والعزيمة القوية والإرادة الثابتة للحفاظ على أمن الوطن ووحدته وإنجازاته.