دبي - (وكالات): بدأت أكثر من 30 دولة بقيادة الولايات المتحدة أضخم تمارين بحرية لإزالة الألغام في الخليج بمواجهة إيران، وذلك فيما يمكن اعتباره تحذيراً واضحاً لطهران التي جددت تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، فيما أعلنت واشنطن أنها أكبر مناورات دولية تشهدها منطقة الشرق الأوسط من حيث مشاركة دول كثيرة فيها. وقال اللفتنانت غريغ ريلسون من الأسطول الأمريكي الخامس بالخليج “إنها أول تمارين بحرية تجري على نطاق دولي في هذه المنطقة، كما إنها الأكثر أهمية”. وأضاف أن “أكثر من 30” دولة في 6 قارات تشارك في التمارين التي بدأت أمس الأول وتستمر حتى 27 سبتمبر الجاري وتشمل الخليج وبحر عمان وخليج عدن لكنها تستثني مضيق هرمز. وشددت قيادة البحرية الأمريكية على الطابع “الدفاعي الشامل” للتمارين التي “تهدف إلى ضمان حرية الملاحة في المياه الدولية في الشرق الأوسط وتشجيع الاستقرار الإقليمي”. لكن التمارين تتزامن مع تجديد إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، حيث يمر 35% من النفط المنقول بحراً في العالم، إذا تعرضت لهجوم عسكري.وذكرت تقارير أن “أكثر من 500 سفينة تمر عبر مضيق هرمز أسبوعياً” 60% منها محملة نفطاً أو بتروكيماويات. ووفقاً لسيناريو التمارين، فإن “السفن سترد على هجوم يتضمن زرع ألغام في المياه الدولية وتقوم بتنظيف الممرات البحرية لفرض احترام حرية الملاحة”. من جانبه، قال قائد القيادة المركزية الأميرال جون دبليو.ميلر في بيان على موقع القيادة على الإنترنت إن “هذه المناورة بشأن الألغام والجهود الدولية لإزالتها”. وذكرت القيادة المركزية أن مناورة الخليج تبدأ باجتماع لكبار القادة عندما ينظرون في أحدث الاختراعات لرصد الألغام وتفكيكها. وفي المرحلة الثانية ستجرى مناورات بحرية تتضمن عمليات اكتشاف الألغام وإزالتها. وقالت وكالة الأنباء الرسمية للبحرية الأمريكية الشهر الماضي إن واشنطن قطعت إجازات طاقم إحدى حاملات طائراتها وأعادتهم للشرق الأوسط لمواجهة أي تهديد من إيران.من جهته، قال مدير مركز انيغما لشؤون الدفاع في الخليج رياض قهوجي إن التمارين “رسالة موجهة إلى إيران وإلى حلفاء واشنطن أيضاً”. وأضاف “أنها رسالة لإيران بأن الولايات المتحدة موجودة ولديها القدرات ومستعدة لاستخدامها مع حلفائها لإبقاء مضيق هرمز مفتوحاً والرد على أي ضربات لقواعدها في المنطقة”. وتابع “أنها أيضاً رسالة من الأمريكيين إلى حلفائهم في المنطقة بأن واشنطن مستعدة للدفاع عن مصالحهم المشتركة”.وكان القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري قد أعلن أمس الأول أن بلاده قادرة على تدمير إسرائيل في حال شنت هجوماً على منشآت إيران النووية كما هدد باستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة. وكانت الولايات المتحدة قد قامت بنشر غواصات دون طواقم قادرة على البحث عن الألغام البحرية الإيرانية وتدميرها من أجل منع أي محاولة لإغلاق هذا الممر الاستراتيجي، بحسب ضابط رفيع المستوى في البحرية الأمريكية. وطالما هدد المسؤولون الإسرائيليون مراراً وتكراراً بضرب المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الأسرة الدولية في إقناع طهران بوضح حد لأبحاثها حول السلاح النووي. وشهدت الأيام المنصرمة اختلافاً في وجهات النظر بين تل أبيب وواشنطن التي تفضل الدبلوماسية وسياسة العقوبات بحق طهران رافضة المطلب المتكرر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوضع “خطوط حمر” للبرنامح النووي الإيراني. وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” ذكرت في العاشر من الشهر الجاري أن الإدارة الأمريكية تريد تشديد الضغوط على إيران لإرغامها على التفاوض بشكل جدي لكي تتجنب مخاطر عملية استباقية إسرائيلية ضد المنشات النووية الإيرانية. وأدرجت الصحيفة التمارين الجارية ضمن وسائل الضغط هذه.
970x90
970x90