عواصم - (وكالات): استمرت التظاهرات ضد الفيلم المسيء للإسلام الذي أُنتج في الولايات المتحدة خصوصاً في أفغانستان وباكستان حيث سقط قتيلان في صدامات بين الشرطة ومحتجين فيما سجل ظهور نادر للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في تظاهرة حاشدة لأنصاره في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بعد أسبوع على عرضه، الأمر الذي أرجعه البعض بسبب وجود بابا الفاتيكان في لبنان. من جهته، قال قائد الشرطة الأفغانية محمد أيوب سالانجي إن أكثر من 1000 أفغاني تظاهروا في كابول وأشعلوا سيارات الشرطة وحاويات على الطريق المؤدي إلى جلال أباد.
وتابع أن 50 شرطياً أصيبوا بجروح طفيفة بالحجارة أو بضربات عصي مضيفاً أنه أصيب أيضاً بحجر. وفي باكستان التي قررت حجب موقع “يوتيوب” على خلفية الفيلم المسيء للإسلام ، وأعلنت مصادر في الشرطة مقتل متظاهرين، بعد أن كانت أعلنت سقوط قتيل، فيما نزل الآلاف إلى الشوارع حيث أحرقوا أعلاماً أمريكية ودمية تمثل الرئيس باراك أوباما. وتظاهر 800 شخص في بلدة وراي في منطقة دير العليا في إقليم خيبر باختونخوا شمال غرب باكستان، كما قال مسؤولان محليان، موضحين أن المتظاهرين أضرموا النار في مركز للشرطة وفي منزل لأحد القضاة ونادي الصحافة المحلي قبل أن يقتل أحد المتظاهرين في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة. وتوفي متظاهر ثانٍ أمس متأثراً بجروحه غداة إصابته في الرأس خلال اشتباكات مع الشرطة قرب القنصلية الأمريكية في كراتشي. وفي بيشاور المدينة الرئيسة شمال غرب باكستان، نزل بين 2500 و3 آلاف طالب إلى الشوارع للاحتجاج على الفيلم وأطلقوا هتافات منددة بالولايات المتحدة وأحرقوا العلم الأمريكي. وشهدت جاكرتا صدامات أولى بين الشرطة ومتظاهرين قرب السفارة الأمريكية في العاصمة الأندونيسية. ورشق المتظاهرون عبوات حارقة وهتفوا “أمريكا إلى الجحيم” في أول احتجاجات عنيفة في أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان. وقامت الشرطة بركل وجر بعض المتظاهرين فيما تم نقل شرطي في سيارة إسعاف وكان وجهه ينزف.
وبعد تزايد الشكاوى حجب محرك البحث غوغل الفيلم في مصر والهند واندونيسيا وليبيا وماليزيا فيما حجب الحكومة الأفغانية موقع يوتيوب المملوك من غوغل. وتظاهر مئات الطلاب اليمنيين في جامعة صنعاء مطالبين بطرد السفير الأمريكي ومقاطعة منتجات بلاده. وفي لبنان، ظهر نصرالله في تظاهرة حاشدة لأنصاره في الضاحية الجنوبية لبيروت بناء على دعوة منه للاحتجاج على فيلم “براءة المسلمين”. وكانت المرة الأخيرة التي ظهر فيها علناً لوقت قصير جداً في مسيرة عاشوراء في الضاحية الجنوبية في 12 ديسمبر 2011. وهي المرة الخامسة التي يظهر فيها علناً منذ 2006، والمرة الأولى التي يتوجه فيها مباشرة إلى أنصاره وليس عبر شاشة منذ 2008.
وقال “نحن هنا لنعلن رفضنا” للفيلم المسيء للإسلام، و«بداية التحرك الذي يجب أن يستمر” إلى أن يتم “وقف نشر المقاطع المسيئة” في الفيلم و«محاسبة منتجي الفيلم، ومنع نشر الفيلم الكامل من قبل الأمريكيين” أي “سد الباب نهائياً على إمكانية الإساءة إلى نبينا ورسولنا وقرآننا ومقدساتنا”.
من جهته، وصف الموفد الخاص للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط توني بلير الفيلم المسيء للإسلام بانه فيلم “تافه”، مضيفاً أن دوامة العنف التي سببها “خطيرة جدًا وغير مناسبة”.
وقتل 20 شخصاً في العالم في أعمال العنف المرتبطة بالفيلم بينهم السفير الأمريكي و3 من أعضاء البعثة الدبلوماسية في ليبيا.]