القاهرة - (وكالات): واصل المصريون أمس الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة المصرية لاختيار رئيس جديد، فيما يشهد الاقتراع تنافسا محموما بين مرشحين إسلاميين ومسؤولين سابقين في النظام سيتطلب حسم السباق بينهم جولة انتخابية ثانية، بينما قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار فاروق سلطان إن نسبة المشاركة بلغت قرابة 50%. وتشكلت مجدداً الطوابير أمام لجان الاقتراع في القاهرة ومختلف المحافظات، فيما بدا من الصعب التكهن بأي مؤشرات لنتائج التصويت بعد اليوم الأول للاقتراع وذلك بسبب احتدام المنافسة بين المرشحين الخمسة الرئيسيين. ومن بين هؤلاء اثنان كانا مسؤولين سابقين في عهد الرئيس السابق هما وزير الخارجية الأسبق الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسي وأخر رئيس وزراء لمبارك، القائد الأسبق للقوات الجوية أحمد شفيق. وينتمي مرشحان آخران إلى التيار الإسلامي، عبدالمنعم أبو الفتوح الذي انشق عن جماعة الإخوان المسلمين ويتبني خطاباً أكثر اعتدالاً ومرشح الجماعة محمد مرسي، أما المرشح الخامس فهو الناصري حمدين صباحي. وصرح وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أن أجهزة الأمن “رصدت ووصلت إليها معلومات عن بعض محاولات لافتعال مشاجرات لإفساد العملية الانتخابية وتخويف الناخبين لأحداث عزوف عن الانتخابات وتم مواجهة ذلك بكل قوة وحزم”. وأضاف أن “اليوم الأول شهد بعض المخالفات البسيطة والتجاوزات وتم اتخاذ الإجراءات القانونية” اللازمة. وقررت اللجنة العليا للانتخابات تمديد الاقتراع لمدة ساعة لينتهي في التاسعة مساءً لتزايد كثافة الناخبين بعد الغروب بسبب ارتفاع درجة الحرارة أثناء النهار. ويأمل المصريون أن تضع الانتخابات الرئاسية نهاية لحالة الاضطراب السياسي والأمني الذي شهدته البلاد خلال الفترة الانتقالية وانعكس سلباً على الأوضاع الاقتصادية لهذا البلد نتيجة تراجع كبير للاستثمارات وللسياحة خصوصاً. غير أن العديد من الشباب المصري الذي شارك في الثورة التي أطاحت مبارك توعدوا بالنزول إلى الشارع إذا ما نجح خصوصاً أحمد شفيق الذي يتهمونه بالتورط في ما يعرف بـ “موقعة الجمل” في إشارة إلى الجمال التي استخدمت للهجوم على المتظاهرين في ميدان التحرير في 5 فبراير 2011، قبل أيام من سقوط مبارك. وتعرض شفيق للاعتداء من عدد من الأشخاص عقب خروجه من لجنة الاقتراع التي أدلى فيها بصوته وقذفه البعض بالأحذية. وتعلن نتائج الجولة الأولى للانتخابات رسمياً في 27 مايو المقبل لكن ينتظر أن يعلن المرشحون قبل ذلك النتائج التي سيجمعها مندوبهم من 13 ألف مكتب اقتراع في مختلف أنحاء البلاد. ويرجح المعلقون ألا يتمكن أي مرشح من الحصول على الأغلبية المطلقة في الجولة الأولى وهي 50 في المائة زائد واحد وألا تحسم النتيجة إلا في جولة الإعادة في 16 و17 يونيو المقبل بين المرشحين اللذين سيحصلان على أعلى الأصوات. ومن شأن نتيجة الانتخابات أن تحدد توجهات السياسات الداخلية والخارجية لمصر خلال السنوات الأربع المقبلة. ورغم تعهد كل المرشحين بلا استثناء بالالتزام بمعاهدة السلام المبرمة مع إسرائيل عام 1979، إلا أن بعضهم يريد علاقات افضل مع إيران وتركيا والعالم الإسلامي و«أكثر استقلالاً” عن السياسة الأمريكية في المنطقة. وقد تفقد رئيس أركان الجيش المصري سامي عنان مركز اقتراع في القاهرة أمس. وتحدث عنان الذي كان برفقته مسؤولون من الجيش مع ناخبين يصطفون للتسجيل من أجل الإدلاء بأصواتهم. وقال عنان إن عملية اختيار الرئيس القادم تتم بشفافية وبلا أي ضغوط، مضيفاً أن هذا الاختيار يخص الشعب المصري وحده. وفي سياق متصل، قالت مصادر شرطية وطبية إن 5 أشخاص أصيبوا في اشتباك بين أنصار المرشحين الرئاسيين أحمد شفيق ومحمد مرسي في قرية الديدامون بمحافظة الشرقية المصرية شمال شرق القاهرة. وقال مصدر من الشرطة إن أسلحة بيضاء وعصي استخدمت في الاشتباك الذي وقع داخل المدرسة الابتدائية بالقرية التي تضم 3 لجان انتخاب فرعية. وأضاف أن الاشتباك وقع بسبب غضب كل من الجانبين من قيام الجانب الآخر بتوجيه ناخبين لاختيار مرشحه. وتابع أن قوات الجيش ألقت القبض على 3 من أنصار شفيق بينهم محمد الشافعي عبدالعال المرشح السابق لمجلس الشورى عن الحزب الوطني الديمقراطي المنحل.