قبل عدة أيام وتحديداً في تاريخ 15 مايو ، مرت الذكرى 64 لنكبة فلسطين، والذي صادف السابع من رجب في ذلك الوقت، أي تحل ذكراها في التاريخ الهجري بعد ثلاثة أيام، وكان ذلك في 7 رجب عام 1367هـ الموافق لعام 1948م، حين أعلن إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني بعد معارك عدة خاضتها العصابات الصهيونية ضد الجيوش العربية النظامية التي انهزمت أمامها. وقبل يومين مرت ذكرى مجزرة دير ياسين حيث داهمت عصابات الهاغاناة والأرجون وشتيرن الصهيونية، دير ياسين قضاء القدس، في يوم 2 رجب 1367هـ الموافق 10 مايو 1948م الساعة الثانية فجرًا ، وشرعت في قتل كل من وقع في مرمى أسلحتهم. ومن ثم تم إلقاء القنابل داخل المنازل لتدميرها على من فيها، وبلغ عدد المدنيين الذين قتلوا فيها 360 شهيداً، معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال، ودمرت القرية ولم يبق منها سوى الأطلال. ولعل من المبشرات أن شهر رجب الذي شهد النكبة ومذبحة دير ياسين، شهد أيضا عودة المسجد الأقصى في 27 من رجب 583هـ الموافق 2 أكتوبر 1187م حين استرداد المسلمون بيت المقدس بقيادة الناصر صلاح الدين الأيوبي حيث دخل القدس الشريف، وأدى صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك بعد حوالي 88 عاماً من الاحتلال الصليبي لها. وكان دخول صلاح الدين للقدس بعد انتصاره الباهر في حطين. ولم يفعل القائد المظفر بالصليبيين عند دخوله القدس ما فعل الصليبيون بالمسلمين من قتل ودموية بشعة أثارت اشمئزاز العالم حتى الآن، بل عفا عنهم، وأعطاهم الأمان، ثم الحرية. وفي رجب أيضا وفي نفس ذكرى نكبة فلسطين في 7 رجب لكن في عام 986هـ الموافق 9 سبتمبر 1578م انتصر العثمانيون على الصفويين في معركة “قويون كجيدي”، وقتل من الصفويين في هذه المعركة 5 آلاف جندي، وهو ما مهد السبيل لسيطرة العثمانيين على شيروان (أذربيجان حالياً). والصفويون ينتسبون إلى الشيخ صفي الدين الأردبيلي صاحب إحدى الطرق الباطنية وأعلن أحد أحفاده وهو الشاه إسماعيل قيام الدولة الصفوية وعاصمتها مدينة (تبريز) الإيرانية، وسعى إلى نشر جذور دولته في المجتمع الإيراني بقوة السلاح والدم، وأمر بتحويل مذهب البلاد فغير صيغة الأذان والصلاة وكافة العبادات دون السماح بإظهار مذهب أهل السنة. وسقطت الدولة الصفوية عام 1148هـ بعد أن عاثت في الأرض فساداً وقتلاً وتهجيراً، وأحدثت انقلاباً مذهبياً في إيران، والعراق. ويوافق يوم غد الخامس من شهر رجب من عام 13هـ الموافق 2 سبتمبر 634 م ، ذكرى واحدة من أعظم معارك الإسلام بين الدولة الإسلامية والدولة الرومانية، هي معركة اليرموك بقيادة سيف الله المسلول خالد بن الوليد التي أنهت الوجود الروماني في أرض الشام الطاهرة، وغيّرت موازين القوى في العالم القديم. وفي رجب عام 9 هـ الموافق عام 630م ، كانت آخر غزوات الرسول ، وسميت غزوة العسرة لجدب البلاد ، وطول السفر، وقلة الزاد، وشدة الحر، وقلة الركائب التي تعاقب علي ركوب البعير فيها 18 رجلاً، وفيها جاء أبو بكر متبرعاً بماله كله ، وعمر بنصف ماله ، ومازال عثمان يجود حتى قال له الرسول صلي الله عليه وسلم “ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم” ، وبلغ تعداد الجيش 30 ألفاً ، وبقي رسول الله صلي الله عليه وسلم في تبوك عشرين يوماً ، دانت له خلالها القبائل ، ودفع بعضهم الجزية ، وقذف الله في قلوبهم الرعب، وعاد الجيش بعد خمسين يوماً منتصراً دون قتال. ويقول العلماء إنه لم يثبت أن معجزة الإسراء والمعراج حدثت في شهر رجب بحديث صحيح ، بحسب ما تشير بعض المصادر التاريخية، وكما هو شائع بين كثيرين في عصرنا. ومعجزة الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلى عظم منزلته عند الله عز وجل، كما إنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة، فيها أسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعرج به إلى السماوات، وفرضت عليه الصلوات الخمس.