بقلم - عبدالله الذوادي:
يوم الأحد الماضي 20 مايو 2012 فقد الوسط الصحافي واحد من أهم أبنائه برحيل الزميل عبدالله العباسي بعد معاناة طويلة مع المرض.
عبدالله الذوادي يتذكر أيامه الأولى عندما يدرس في «المطاوع» عند الشيخ محمد صالح والد المرحوم الزميل عبدالله العباسي.
كان عمري أربع سنوات حين ألحقتني والدتي بـ« فريج” فريق الذواودة بالمنامة، بالمطوع الشيخ محمد صالح العباسي، وكان يسكن في بيت مقابل بيت الفيروز وبيت الشيخ قاسم خنجي. ذات يوم دل علينا الشيخ العباسي وقال: “اليوم هدّه” بمناسبة مولودي البكر عبدالله وفرحنا نحن الصغار بالهدّه وبالمولود الجديد. كان ميلاد عبدالله العباسي، وهو من مواليد فريق الذواودة بالمنامة. مرت الأيام والسنون وانتقلنا إلى الحورة، وانتقل الشيخ محمد صالح العباسي إلى الحورة. وكبرنا وكبر عبدالله والتحقنا بالمدارس وكنت أسبقه لأنني أكبره بأربع سنوات.
عبدالله العباسي ترك المدرسة، أما أنا فالتحقت بالتعليم كمدرس بالشهادة الابتدائية، ورغم أنه كان ذكياً ولاعب كرة قدم فذ، فوجئت ذات يوم به يركب دراجته ويطوف بالأزقة في الحورة، أوقفته وسألته ألا تذهب إلى المدرسة؟ قال تركتها منذ فترة ليس لدي الرغبة. عاتبته ونصحته بالعودة إلى المدرسة فقبل نصيحتي، لكنه شك في أن يقبله المدير لمواصلة دراسته. كان مدير مدرسة القضيبية عبدعلي عباس وكانت تربطني به معرفة لكوني مدرساً وتعهدت لعبدالله بأنني سأكلم المدير، وبالفعل نجحت في إعادة عبدالله إلى صفوف الدراسة، وكان للمدرس إسحاق خنجي الفضل أيضاً لكونه مدرساً في مدرسة القضيبية للتربية الرياضية.
عبدالله العباسي كان من اللاعبين الأفذاذ الذي أتقن اللعب في حواري الحورة مدرسة اللاعبين الكبار أمثال عبدالوهاب العسومي، محمد الأنصاري، بدر عبدالملك، ماجد فرج، راشد صليبيخ، حسن يوسف، فؤاد بو شقر، محمد الزياني وسواهم من اللاعبين. كان عبدالله العباسي أحد أفراد لاعبي نادي الفجر لفئة الدرجة الثانية، ولو استمر لكان من كبار نجوم كرة القدم في البحرين، لكن عبر نادي الفجر اختطفته السياسة.
التقيت عبدالله في بداية الستينيات عند المدرس المصري السوقي الذي كان يدرس اللغة الإنجليزية للتقوية في هذه المادة. وكنت أيضاً أدرس عند المدرس نفسه استعداداً لتقديم امتحان الشهادة الثانوية العامة، ووفق عبدالله العباسي في دراسته حتى تمكن من النجاح في الدراسة الجامعية، وشعرت بفرح كبير لنجاحه. ومرت الأيام وذهب كل واحد منا في حال سبيله.
عبدالله عشق الصحافة وبرز بها، خصوصاً بعد عهد الانفتاح الذي دشنه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه. وكان يكتب عموداً يومياً متواصلاً في أكثر من صحيفة رغم معاناته من المرض في إحدى قدميه. وكان يواصل زياراته لكل الندوات التي ازدهرت في عهد بوسلمان، وكان صوته الجريء مصاحباً لكل ندوة. لكن دوام الحال من المحال وفي يوم الأحد 20 مايو 2012 انطفأت شعلة من مشاعل الحورة.
رحم الله الكاتب والصحافي والمناضل عبدالله الشيخ محمد صالح العباسي ابن الحورة وصوتها الحر، وألهم أهله ومعارفه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.