كتبت شيخة العسم:
اقتحم «الفيسبوك» وسواه من وسائل التواصل الاجتماعي حياتنا فجأة، دخل شبكة علاقاتنا الاجتماعية المعقّدة والمتشابكة أصلاً، رافقنا إلى المدارس والمعاهد والجامعات، لم يتأخر عن نزهة أو رحلة أو مشوار تسوق، ولج غرف نومنا دون أن يطرق الباب، وأخيراً أو قبل ذلك أو أثناءه ذهب بصحبتنا إلى مواقع العمل. البعض اعتبره دخيلاً وضيفاً ثقيلاً وأوصد الأبواب بوجهه، وعدّ التعامل معه ضرباً من الانقياد الأعمى لتكنولوجيا لا ترحم، يُطيل السهر ويعطّل سير العمل ويلهي عن الدراسة، وآخرون ذهبوا مذهباً آخر، فـ«الفيسبوك» وسيلة العصر للتعامل مع الآخر، وتقريب المسافات، وسرعة وصول المعلومة وسهولة الحصول عليها. بنظرة بسيطة تستشعر أن دعاة المذهب الثاني يشكلون الشريحة الأوسع وغالبيتهم من الشباب . لكن ما تأثير ذلك على العمل وعلى إنتاجية الموظف وهو يعمل ولا يغفل عن فتح صفحة «الفيسبوك»؟. الخلاصة أن الموظف المدمن على «الفيسبوك» مشغول بـ«اللايكات» و«الشيرات» غافل عن طوابير المراجعين، وهؤلاء ينتظرون بصبر ولسان حالهم يقول «مشان الله خلصنا».