عواصم - (وكالات): نشر موقع “كلمة” المقرب من الزعيم الإصلاحي المعارض في إيران “مير حسين موسوي” والذي تفرض السلطات الإقامة الجبرية عليه، رسالة من أحد مستشاريه، وهو علي رضا بهشتي شيرازي، والذي يقضي فترة محكوميته في سجن “إيفين” والتي تم تسريبها مؤخراً، وصف فيها الأوضاع السياسية في بلاده بالحرجة والمتأزمة، وأن الأزمة التي اندلعت عقب الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو 2009 لا تزال مستمرة. وانتقد “بهشتي شيرازي” ما قال إنه انقسام المجتمع بين معارض ومؤيد للنظام الحاكم، مضيفاً “هذا يُظهر وجود أزمة حقيقية داخل المجتمع الإيراني، فالإيرانيون في العلن يعيشون جنباً إلى جنب من دون مشاكل لكن العكس صحيح، والأوضاع حالياً باتت مختلفة تماماً عن فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2009، ومن الممكن أن لا تعود الأوضاع إلى سابق عهدها”.
وجاء في رسالة بهشتي شيرازي ان “أجهزة الدولة المختلفة لم يعد بإمكانها توظيف حتى القوى العاملة المتخصصة التي هي بحاجة إليها في دوائرها حتى بالتعاون مع الدوائر الحكومية الأخرى، فالأولوية أصبحت لمن يُظهرون ولاءهم وتملقهم أكثر. وإدارة هذه الأجهزة الحكومية باتت صعبة جداً. لأنه لم يعد هناك من أنصار ولا أوفياء للنظام الحاكم. كل منهم يعمل تحت علمه الخاص ولم يعودوا يخدمون النظام”.
وانتقد بهشتي شيرازي ما سماه بعدم تعاون القوى العاملة في أجهزة الدولة المختلفة وانفراد الحكومة في رأيها. معتبراً أن السبب وراء ذلك هو أن حكومة أحمدي نجاد تعتبر أنه ليس لهم أي حقوق في المجتمع. يذكر أن مجموعة من أنصار المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي المتشددين أطلقوا تسمية “الخواص الفاقدين للبصيرة” على بعض كبار الساسة في التيار المحافظ وبعض المسؤولين في نظام الحكم الذين التزموا جانب الصمت إزاء الأزمة السياسية التي اندلعت عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت صيف 2009، من بينهم رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني. وعلي رضا بهشتي شيرازي هو أحد مستشاري الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي، ويقضي حالياً فترة محكوميته التي تصل لخمس سنوات في سجن “إيفين”. من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال مؤتمر صحافي بالقاهرة مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن “وصول إيران إلى الأسلحة النووية يمثل مشكلة دولية”. وأضاف “وصول إيران للأسلحة النووية يمثل مشكلة إقليمية ودولية. هذا واضح تماما. وبقدر ما نعتقد أن إيران لديها حق أصيل في امتلاك طاقة نووية مدنية فإننا نعتقد أن الوصول إلى الأسلحة النووية سيسرع بالانتشار النووي وهو خطر كبير جداً ليس على دولة بعينها فحسب بل على المنطقة كلها”. من جانب آخر، أعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية فريدون عباسي دواني أن أضراراً لحقت بخطوط الكهرباء التي تغذي موقع “فوردو” النووي تحت الأرض في إيران بسبب استخدام متفجرات في أغسطس الماضي، مبدياً خشيته من أن يكون “مخربون” تسللوا إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويعتبر موقع فوردو المشيد تحت جبل، بمثابة الموقع الوحيد في إيران الذي بمنأى عن ضربة عسكرية. وتقوم إيران بتخصيب اليورانيوم في هذا الموقع حتى نسبة 20% لمفاعلها للأبحاث ما يقربها من المستوى الضروري لصنع السلاح الذري “90%”.
في غضون ذلك، تدرس إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية عقد لقاء جديد منتصف أكتوبر المقبل رغم تصريحات لرئيس الوكالة الذرية الإيرانية بان الوكالة مخترقة من “إرهابيين” كما صرح دبلوماسيون.
من جانب آخر، أطلقت إيران غواصة ومدمرة في الخليج من ميناء بندر عباس في الوقت الذي تقوم فيه القوات البحرية للولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى بمناورات في المياه نفسها للتدريب على الحفاظ على استمرار حركة الملاحة في الطرق البحرية في الخليج.
وذكرت وكالة أنباء إيران أن الغواصة “طارق 901” التي أعيد تجهيزها والمدمرة “سهند” أطلقتا بأوامر مباشرة من خامنئي. وفي الجانب الآخر من البلاد زار خامنئي مدينة ناوشهر الساحلية الشمالية لمتابعة طلبة البحرية وهم يتدربون على زرع الألغام وتحرير السفن المخطوفة وتدمير سفن العدو والقفز من طائرات الهليكوبتر حسبما أفاد موقعه الإلكتروني.
وتقول “مبادرة التهديد النووي” وهي منظمة لا تهدف إلى الربح وتعنى بالشؤون الأمنية إن غواصات طارق الإيرانية تعمل بالديزل وصنعت في روسيا في أوائل التسعينيات.
من جانب آخر، انتقد الأمين العام لمجلس اتحاد شعوب الخليج العربي “شعب” فيصل أبو رمية التصريحات الإيرانية المتواترة والتي تصدر عن بعض قيادات النظام الحاكم في إيران والتي تحتوي على تهديدات واضحة وصريحة لدول مجلس التعاون الخليج العربية، والتي تثير مخاوف شعوب دول الخليج، فيما دعا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وطرد سفراء إيران من دول الخليج وقطع العلاقات التجارية كلياً كأداة ضغط على الحكومة الإيرانية.