عواصم - (وكالات): قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي إن “الأعمال الشنيعة” كالفيلم المسيء للإسلام تهدد “الأمن والاستقرار في العالم” موضحاً أن وزراء خارجية المنظمة سيناقشون هذه المسألة في نيويورك الأسبوع المقبل. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في مقر الأمانة العامة في جدة أن المنظمة “سترمي بكامل ثقلها السياسي لوضع حد لهذه الأعمال الشنيعة، لأنها لا تجرح المشاعر الدينية للمسلمين فحسب، وإنما تهدد السلم والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”. من جانبه، قال الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال إنه لم تشارك في الاحتجاجات العنيفة المناهضة للولايات المتحدة بسبب الفيلم المسيء للنبي محمد سوى قلة قليلة وإن الإسلام قوي بحيث لا يستدعي الأمر إثارة مثل هذه الضجة بشأن المسألة.
في غضون ذلك، أمر النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود بمحاكمة 7 من أقباط المهجر المصريين، والقس الأمريكي تيري جونز لدورهم في الفيلم المسيء للإسلام والذي أثار تظاهرات غاضبة في عدد من الدول، كما أعلن مكتب النائب العام.
والأقباط السبعة هم موريس صادق جرجس عبد الشهيد، ومرقص عزيز خليل، وفكري عبد المسيح زقلمة، ونبيل أديب بسادة، وإيليا باسيلي وإيهاب يعقوب وجاك عطا الله.
وحسب بيان النائب العام، فإنهم متهمون بازدراء الدين الإسلامي، وإهانة النبي محمد.
وفي 11 سبتمبر الجاري لم تتصد قوات الأمن المصرية بفاعلية للمتظاهرين الذين هاجموا السفارة الأمريكية في القاهرة وتسلقوا سورها لينزعوا العلم الأمريكي ويضعوا مكانة علماً أسود عليه الشهادتان.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن بطء تحرك السلطات المصرية ضد المتظاهرين عرقل محادثات حول إعفاء مصر من نحو مليار دولار من الدين للولايات المتحدة.
من جهة أخرى، قتل 12 شخصاً 9 منهم من جنوب أفريقيا، في كابول في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة نفذته امرأة وتبنته جماعة مسلحة انتقاماً للفيلم المسيء للإسلام. ووقع الاعتداء على طريق سريع يؤدي إلى مطار كابول ونفذته انتحارية بحسب ما أفاد الحزب الإسلامي الذي تبنى العملية. وقد حث تنظيم القاعدة في بلاد المغرب المسلمين على قتل ممثلي الحكومة الأمريكية في المنطقة رداً على الفيلم قائلاً إنه رحب بالانتقام الذي حدث الأسبوع الماضي بقتل السفير الأمريكي في ليبيا. وذكر المركز الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية “سايت” أن الإمام المصري أحمد فؤاد القاشوش أصدر فتوى لقتل جميع المشاركين في الفيلم. وأحرق متظاهرون علماً أمريكياً وأشعلوا إطارات أمام بعثة دبلوماسية أمريكية في أندونيسيا احتجاجاً على الفيلم.
كما أطلقت الشرطة الباكستانية الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 2000 متظاهر كانوا يحاولون الاقتراب من القنصلية الأمريكية شمال غرب باكستان التي شهدت تظاهرات جديدة.
كما اشتبك مئات الفلسطينيين المحتجين على الفيلم مع حرس الحدود الإسرائيليين في القدس الشرقية وألقوا بالحجارة على حاجز لهم، كما أفاد الجيش وصحافيون. وصرح وزير الاتصالات الروسي نيكولاي نيكيفورفو أن قانوناً روسياً جديداً مثيراً للجدل متعلقاً بوسائل الإعلام يمكن أن يتم استخدامه لحجب موقع “وتيوب” في روسيا بسبب بثه الفيلم المسيء للإسلام. من جهتها، تحاول ألمانيا التي تتخوف من اندلاع أعمال عنف، منع المجموعة اليمينية المتطرفة “برو دويتشلاند” من بث فيلم “براءة المسلمين” في إحدى قاعات السينما، بعدما أثار احتجاجات عنيفة في العالم الإسلامي.
وأعلن السفير الأمريكي في اليمن جيرالد فاير ستاين، أن قوات من البحرية الأمريكية “المارينز” وصلت إلى البلاد إثر مشاورات تمت مع الحكومة اليمنية. ونفى مسؤول في وزارة الخارجية التونسية دخول وحدة من مشاة البحرية الأمريكية “المارينز” إلى تونس لحماية السفارة الأمريكية التي تعرضت الجمعة الماضي لهجوم من قبل متظاهرين، احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام.
وقد أعلنت قوات الأمن الأمريكية أن عائلة نكولا باسيلي نكولا، منتج الفيلم المسيء للإسلام “براءة المسلمين” انتقلت بمرافقة الشرطة إلى مكان مجهول للانضمام إلى منتج الفيلم الذي اختفى السبت الماضي وذلك كي تختبئ معه.
وفي ليبيا، أظهر شريط فيديو صوره أحد الهواة في 11 سبتمبر إثر الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي، ليبيين يحاولون إسعاف شخص هو السفير الأمريكي كريس ستيفنز الذي قتل في الهجوم.
ويظهر الشريط الذي بث على الإنترنت أحد الشبان المتجمعين حول جثة السفير يقول “هل هناك طبيب؟”، فيما يضع شاب آخر يده على عنق الضحية ليتأكد ما إذا كان لايزال قادراً على التنفس.