كتب حسن خالد:
بعدما صنعه نادي برشلونة من إنجازات، انتقل داء استحواذ الكرة وطريقة اللعب الشامل (تيكي تاكا) للعديد من الأندية، ولكنهم لا يزالون يواجهون معضلة كبيرة في التعامل مع هذه الطريقة و توظيفها بالشكل الأمثل، فللتعامل مع الكرة الشاملة الفريق بحاجة لعدة مفاتيح وأسس ليصل بعدها للتطبيق الحقيقي لهذه الطريقة.
1- اللياقة البدنية
إن من أهم رواد هذه الطريقة هي اللياقة البدنية، فإن هذا الأسلوب يحتوي على العديد من المهارات البدنية و التي تحتاج لتسعون دقيقة كاملة من الحركة و عدم الوقوف في مكان واحد، فاللعب الشامل يعتمد و بشكل رئيسي على تبدل المراكز، و هذا ما شاهدناه في كلاسيكو 5 مقابل صفر و خصوصاً في الهدف الأول الذي سجله تشافي متقمصاً دور ميسي في الهجوم الصريح، و كما فعل بيكيه أمام الإنتر في إياب نصف نهائي دوري الأبطال فلا يمكن أن تطبق الكرة الشاملة بلياقة بدنية هزيلة.
2- وجود اللاعب المرن
إضافة إلى ذلك، فلا يمكن للكرة الشاملة أن تتحول لحقيقة بلاعبين لا يميلون لهذا الأسلوب، و هذا ما نلحظه في العديد من الأندية التي تحاول أن تطبق هذا الأسلوب و لكنها تواجه الكثير من المشاكل في لاعبيها الذين لا يستطيعون اللعب بأريحية و التكيف مع الأسلوب، كنادي الآرسنال مثلاً و حديثاً ليفربول مع مدربه الجديد براندان روجرز.
3- الهجوم بالاستحواذ
الكرة الشاملة تعتمد على الهجوم المتواصل في حال الكرة بحوزتك، ولا تطبق الكرة الشاملة الفكر الدفاعي بتاتا في حال الحصول على الكرة لهذا فجميع الفرق المطبقة لهذه الخطة تمتاز باللعب الهجومي السلس والاستعراضي (كما يحلو للبعض تسميته)، ولكن من النقاط المهم في الكرة الشاملة هي عدم فقدان الكرة في حال قطعها مباشرة، فالخطة الشاملة تدفع بلاعبين أو 3 للضغط على حامل الكرة وبحالة فقدان الكرة في هذه الحالة فتكون هيكلة الفريق غير منظمة وسهلة للاختراق.
4- التركيز
على كل لاعب التركيز بشكل كبير باللعب داخل الملعب وأي لاعب ضمن 11 لاعب يفقد تركيزه قد يسبب كارثة للفريق المطبق للكرة الشاملة فبتمريرة واحدة خاطئة تهدم منظومة لعب كاملة، وهذا عادة يحدث عند دخول لاعب بديل غير مهيأ وليس مركزاً لسرعة اللعب والطريقة المطبقة بالملعب.
وأخيراً فإن الكرة الشاملة كافأت مطبقيها بعدد من البطولات والذكريات الجميلة، فنذكر على سبيل المثال أياكس أمستردام الذي نال بطولة الأبطال الأوروبية «النسخة القديمة» 3 مرات متتالية أعوام بدءاً من عام 1971، 1972و 1973 بقيـــــادة رينـــــــوس ميتشيلز ولعل أجمل نهائي من بين هذه النهائيات كان نهائــــــــي عـــــام 1972 عندمـــــــا تمكن أياكس من هزيمة الإنتر بثنائية نظيفة وأداء راقي غنت له الصحف الأوروبية بعدة عناوين قد يكون أبرزها هو: «موت الكاتيناتشيو بقوة الكرة الشاملة «وفي عنوان آخر» الإنتر يهوي، والأسلوب الدفاعي يدمر». ولا بد من ذكر النادي الكاتلوني برشلونة عندما حقق دوري الأبطال خصوصاً في عهد بيب غوارديولا مرتين، فإذا كانت الأرقام تكذب بأن الكرة الشاملة فقيرة، و لكن التاريخ لا يكذب مطلقاً.