موسكو - (أ ف ب): منعت روسيا الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “يو اس ايد” من ممارسة نشاطاتها اعتباراً من الأول من أكتوبر المقبل متهمة المنظمة الحكومية الأمريكية بالتدخل في الحياة السياسية الروسية، ما من شأنه أن يتسبب بأزمة دبلوماسية مع واشنطن التي تقيم معها علاقات صعبة أصلاً.
وأوضحت وزارة الخارجية الروسية، أن هذا القرار “اتخذ بشكل رئيسي لأن عمل مسؤولي الوكالة في بلادنا بعيد كل البعد عن الأهداف المعلنة للمساعدة على التنمية والتعاون الإنساني الثنائي”، مؤكدة أن كل أنشطة الوكالة “يجب أن تتوقف اعتباراً من الأول من أكتوبر المقبل”.
وأضافت “نحن نتحدث هنا عن محاولات للتأثير على العمليات السياسية من خلال تقديم منح. لقد بات المجتمع المدني الروسي ناضجاً بما يكفي” و«لم يعد يحتاج إلى “إدارة خارجية”“.
وقد قدمت “يو اس ايد” منذ سنوات دعماً مالياً أساسيا إلى العديد من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان ومنظمات غير حكومية مثل “غولوس” التي نددت بعمليات التزوير في الانتخابات التشريعية الروسية أواخر 2011 والانتخابات الرئاسية في مارس الماضي التي فاز بها فلاديمير بوتين.
وأكدت الوزارة أن موسكو حذرت واشنطن مرات عدة من أن روسيا قلقة من أنشطة “يو اس ايد” لاسيما في منطقة شمال القوقاز التي تشهد تسلحاً وحيث تندد المنظمات غير الحكومية بانتظام بارتكاب تجاوزات من قبل قوات الأمن الروسية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية ذكرت أن موسكو “أبلغتها في الفترة الأخيرة” بقرارها وقف كل أنشطة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في روسيا. وقال مسؤول أمريكي إنه “يأسف لهذا القرار”. وأكدت الخارجية الأمريكية التي تشرف على عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أنها “فخورة للغاية بما فعلته “يو اس ايد” في روسيا في العقدين الأخيرين”.
ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991، أنفقت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 2.7 مليار دولار في روسيا في مشاريع مختلفة مثل مكافحة الإيدز وحماية البيئة، بمعزل عن دعمها للمنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان.
ويأتي منع “يو اس ايد” في روسيا على خلفية تشدد نهج النظام منذ عودة فلاديمير بوتين إلى الكرملين في مايو الماضي، علماً بأن بوتين يواجه حركة احتجاج غير مسبوقة منذ وصوله إلى السلطة قبل 12 عاماً.
واتهم العميل السابق في أجهزة الاستخبارات السوفيتية “كي جي بي” مرات عدة المنظمات غير الحكومية التي تراقب الانتخابات ومنظمي تظاهرات المعارضة الذين جمعوا في الأشهر الأخيرة عشرات آلاف الأشخاص في موسكو بأنهم يعملون لمصلحة الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة.
ويرى خبراء أن قرار موسكو قد يسيء إلى العلاقات الروسية الأمريكية المتوترة أصلاً بسبب خلافات بشأن الأزمة السورية وانتقادات واشنطن لمبادرات عدة للكرملين مثل قانون أخير يصف المنظمات غير الحكومية التي تحظى بتمويل أجنبي بأنها “عميلة للخارج” ويضعها تحت مراقبة وثيقة.