- أنا زوجة لرجل ميسور الحال وأرغب في الحج هذا العام، ومعي مال أستطيع الحج منه، وزوجي يحاول إقناعي بأن أحج من مالي الخاص حتى يتقبله الله، فهل هذا صحيح؟ وهل الزوج غير ملزم بنفقات حج زوجته كما يقول زوجي؟.
- يقول عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ومفتي مصر الأسبق د .نصر فريد واصل، إن الحج لم يفرض على كل إنسان، بل فرض على القادر عليه، والقدرة هنا تشمل القدرة المادية والقدرة البدنية، فالله سبحانه وتعالى يقول: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا).
والآية القرآنية الكريمة ترشدنا إلى أن الحج واجب على المسلم، رجلاً كان أو امرأة، إذا كان مستطيعاً في بدنه وماله على أداء مناسك الحج ونفقاته .
وبما أن للزوج ذمة مالية مستقلة عن زوجته، والزوجة أيضاً لها ذمتها المالية المستقلة، ولا يجوز لزوجها أن يأخذ شيئاً من مالها من دون رضاها، وتعاليم الإسلام تقول إن من حقها أن تتصرف في أموالها كيفما تشاء من دون الرجوع إلى الزوج، فإن الزوج غير ملزم شرعاً بنفقات حج زوجته، فهي تحج من مالها الخاص، وهو يحج من ماله الخاص، إذا كان لكل منهما مال.
أما إذا كانت أموالهما مختلطة ودخلها يضاف إلى دخله ويدخر جزء منه للأسرة تحت تصرف الزوج، فهو في هذه الحالة ملزم شرعاً بنفقات حجها، لأنها في حقيقة الأمر تحج من مالها الذي قدمته له.
كما يجوز للزوج أن يسافر لأداء الفريضة من ماله الخاص ولا يصطحب معه زوجته لعدم قدرتها المالية، ويجوز للزوجة كذلك أن تسافر لأداء الفريضة من دون أن تصطحب معها زوجها، بشرط أن تكون في صحبة محرم لها.
هذا هو الحكم الشرعي الذي يحدد الواجبات والحقوق المادية بين الزوجين، لكن في واقع الأمر أن الأغلبية العظمى من الأزواج يحرصون على اصطحاب زوجاتهم معهم خلال هذه الرحلة المباركة، ولا يبخل زوج على زوجته بنفقات حجها ما دام قادراً على ذلك، فالإنفاق على الزوجة في هذه الرحلة المباركة من حسن العشرة الذي أمر به الإسلام.